المصالحة مع الأردن- يديعوت

الساعة 01:14 م|21 يناير 2018

فلسطين اليوم

جِد الفروق

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: من يدعي بان العلاقات الاستراتيجية مع الادرن هامة ملزم بان يقيم قسما اقتصاديا في السفارة، يزود السفير القادم بالمخططات ويفتح اسرائيل امام أسرة الاعمال التجارية الاردنية. مع كثير من الصبر، والتفكير الابداعي، هذا سينجح - المصدر).

 

حتى اليوم، رغم مرور نحو ستة اشهر، احد في الجمهور الاسرائيلي، مثلما في الشارع الاردني ايضا، لا يعرف ما الذي حصل حقا في نطاق السفارة في عمان. ثلاثة وصلوا الى الشقة المأجورة: مبعوث محل الاثاث محمد جواودة ابن الـ 17، صاحب الشقة، د. بشار حمارنة، طبيب عظام في اختصاصه وزيف موئيل، الحارس. بالنار الذي اطلقت من مسدس موئيل الشخصي قتل المواطنان. الفتى، اغلب الظن حاول طعن موئيل حين اكتشف انه اسرائيلي، والطبيب علق في عين العاصفة حين حاول تهدئة الخواطر. عندما يعلن رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يعرف ظروف الحدث، بان الطرفين يستخلصان الان استنتاجاتهما، فانه لا بد يأخذ بالحسبان القصورات ايضا: فالحارس الاسرائيلي كان يمكنه أن يمنع الحدث، لو انه جند اسرائيليا آخر يرافقه الى الشقة، والاستقبال الزائد في مكتبه للحارس ولسفيرة اسرائيل، والذي صفى لها حياتها السياسية وأثار اعصاب الملك الاردني.

 

الاردن ليس تركيا، وعبدالله ليس اردوغان. فهو البوابة الخلفية لدولة اسرائيل، والذي يعرف الحساسية والضغوط حتى قبل اتفاق السلام. ويمكن القول ان الطرفين عرفا كيف يسرقا معا الكثير من الجياد الشريرة، وعرفا كيف يطفئا الحرائق في ماكن مشوقة. اسرائيل تكن احتراما كبيرا لا توجد اي حاجة للتعاطي بجدية مع جملة المعاذير الجنسية هذه. فلا يوجد لها اي اساس. فمئات الاف الجنود المتدينين خدموا في الجيش على مدى سنوات طويلة منذ تأسيس الدولة. مع نساء، الى جانب نساء وحتى بقيادة نساء. وكلهن كن مكشوفات الشعر، مكشوفات السيقان ويسمعن اصواتهن عاليا. في كل هذه السنين لم يسجل نشاط هرموني شاذ في اوساط الجنود. وفقط مع تعاظم السيطرة الاصولية القومية وحاخاميها انكشف فجأة نشاط زائد للنوازع في اوساط قواتنا. وكي يؤمن المرء بهذه الترهات ينبغي له أن يقبل ايضا القاعدة الاصولية القومية التي تقول انه للمتدينين فقط توجد مشاعر، بينما لا توجد للعلمانيين سوى النوازع.

 

ولكن حاخامي الاصوليين القوميين ليسوا سوى الرمز الهزلي في حملة التنحية والسيطرة من باقي اذرع الاصوليين القوميين. نفتالي بينيت في التعليم، آييلت شكيد في جهاز القانون والقضاء، آريه درعي في الحفاظ على طهارة الدم، المستوطنون في تعميق الاحتلال، الجيوش الاصولية في التدين اليومي وفي اقصاء النساء. كتب التعليم آخذة في الظلامية، جهاز القضاء ينقل المزيد من الصلاحيات الى جهاز القضاة الدينيين غير الخاضع لقوانين الدولة، وزارة الداخلية باتت مقاول طلاق لمتدنسي الدم.

 

وغاية كل هذا الخليط واحد: جعل دولة اسرائيل خلافة اصولية، ظلامية، عنصرية وعنيفة، غير ديمقراطية في انماط حياتها وغير يهودية في قيمها، ترى نفسها ملتزمة فقط بربها في السماء وليس بمواطنيها على الارض.

 

ان الديمقراطية الاسرائيلية ملزمة بان تستيقظ كي تنهض لتحمي نفسها من اولئك الذين يستغلون الحقوق الاساس التي تمنحها كي يخربونها. ولشدة المصيبة، فان حكومة اسرائيل تؤيد هذه المسيرة الاصولية القومية، تمولها وتشجعها، انطلاقا من الايمان بظلامية الطريق أم انطلاقا من الخوف على استمرار حكمها.

 

يعلمنا التاريخ العالمي ماذا يكون مصير الديمقراطيات التي تهمل في الدفاع عن نفسها. ويعلمنا التاريخ اليهودي ماذا يكون مصير الشعب اليهودي حين ينبت فيه جذر الشر ولا يمنع قبل قوات الاوان.