خبر هل نجح الفـن في محاكاة معاناة الغزيين جرّاء حصار الاحتلال ؟

الساعة 03:23 م|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

"شحبر يا بابور الكاز .. شحبر بدنا نعمل شاي و الجرة عنا طفرانة وخط الكهرباء مش جاي"، كلماتٌ حاكى فيها الفنّان الفلسطيني الشاب إسلام سلمان أيوب المعاناة التي يعيشها الغزيون جراء الحصار الخانق الذي يلف قطاعهم ، ونجح فيها على أكثر من صعيد لاسيما على الصعيد الداخلي.

فالغزيون المثخنون بالمعاناة تناقلوا عبر هواتفهم النقالة و أجهزة الحاسوب الأنشودة التي كان بطلها الفنان أيوب (30 عاماً) والتي نجحت في توصيف معاناتهم خاصةً وأنهم عادوا إلى حياة أجدادهم عبر استخدام البوابير القديمة والتي تعمل على الكاز بعدما نفد غاز الطهي كلياً ليصبح عملةً ضائعة.

ويقول أيوب الذي يعمل في قسم الدراما بإذاعة صوت القدس من غزة:" إن أنشودته هذه تضاف إلى سلسلة أناشيد وأعمال مسرحية أخرجها للجمهور في السابق واستهوت قلوبهم".

وفي سؤالنا له عن بداية عمله الفني، بيّن أيوب أن انطلاقته كانت في العام 1997م عندما أسس هو ومجموعة من الهواة الناشئين فرقة الهلال المسرحية التي عملت بشكلٍ متواضع لمدة عامين لينتقل فيما بعد للعمل ضمن الطاقم المسرحي لفرقة النور (عشاق الشهادة)  والتي أصبحت فيما بعد جزءاً من شركة رؤى للإنتاج الفني والإعلامي.

وأوضح أيوب أن دخوله مجال الفن لم يأتِ من باب الصدفة فهو ومنذ الصغر كما يقول:" كان يحب النكات وأجواء المرح والفكاهة".

وأشار إلى أنه ومنذ أن بدأ في العمل مع فرقة النور (عشاق الشهادة) كانت أدواره باستمرار كوميدية كونه نجح ومنذ البداية في إسقاط روح الفكاهة لدى الجمهور الذي يخاطبه في المهرجانات والأفراح والمناسبات.

ولفت هذا الفنان إلى أن أول عمل كوميدي له كانت دوره الرئيس في مسرحية "الزنانة" (طائرة الاستطلاع) حيث أنشد عبر هذا الدور أنشودة لاقت ترحيباً كبيراً من قبل الجمهور الذي لا يجد متنفساً لتفريغ همومه وأحزانه  المتعاقبة في القطاع.

وينوه الفنّان أيوب أن أعماله لا تقتصر على البعد الفكاهي بل وتحمل رسائل إيجابية تعزز مبدأ الصمود والثبات وترسخ قيماً ومبادئ أصيلة لدى هذا الشعب، مشيراً إلى أنه أنشد وشارك في عدة مسرحيات في وقت الاقتتال الداخلي حثت توحيد الصف و توجيه الحراب الفلسطينية نحو الاحتلال منها على سبيل المثال لا الحصر "بكفي يا ناس" و "الجهاد مستمر" و "بدنا نعيش بكرامة".

ووعد الفنان أيوب في نهاية حديثه لنا بالمضي قدماً في رسالته الفنية، قائلاً:" لن أوقف مسيرتي وسأستمر في عملي الذي اعتبره جهاداً في سبيل الله، فالفن الأصيل دوره مكمل للدور الدعاة في المساجد والمدرس في المدرسة و الأم في بيتها في تنشئة وتأهيل و توجيه المجتمع نحو ثوابته وأخلاقه النبيلة".

وأوضح أنه سيكون له عمّا قريب سلسلة أعمال مسرحية وأناشيد، كشف أن أهمها أنشودة عن بوش عن حادثة قذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي جورج بوش بالأحذية مؤخراً، وأنشودة عن "ربطة الخبز"، وأنشودة أخرى عن "أنفاق غزة" التي تربط بين مصر والقطاع.