متجرٌ برام الله يشترط استقبال الأمريكيين والبريطانيين باعتذارهم لانحياز حكوماتهم لـ "إسرائيل"

الساعة 08:35 م|19 يناير 2018

فلسطين اليوم

لقد أثبت الشعب العربيّ الفلسطينيّ منذ القدم، وتحديدًا بعد احتلال فلسطين في العام 1948 وتعرّضه للنكبة المشؤومة، أثبت لكلّ عاقلٍ، من خصمٍ إلى عدوٍ مرورًا بصديق، أنّه الشعب الخلّاق والمُبدع في مقاومة الاحتلال، فقد ابتكر الأساليب، وطبقّها على أرض الواقع، وما زال، ويكفي قبل الخوض في التفاصيل التذكير بأنّ الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، كانت السباقّة في اختطاف الطائرات الأجنبيّة والإسرائيليّة، وذلك في أواخر الستينيات من القرن الماضي، لكي يعرف العالم أنّ قضية فلسطين هي قضية شعب وليست قضية لاجئين، كما كانت الفكرة السائدة آنذاك.

وفي هذه الأيّام، وعلى مدخل أحد المحال التجاريّة المخصصة لبيع الأحذية وسط مدينة رام الله في الضفّة الغربية المحتلّة، وُضعت لافتة تشترط على الزبائن من الجنسيتين الأمريكيّة والبريطانيّة تحديدًا تقديم الاعتذار عن مواقف زعماء البلدين المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيليّ، قبل العبور للمتجر.

وجاء في صدارة الأشياء الواجب الاعتذار عنها بحسب اللافتة المكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، “وعد بلفور” المشؤوم، والقرار العدائيّ الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدّة الأمريكيّة، دونالد ترامب، لجهة اعتبار القدس عاصمةً للدولة العبريّة، والتشديد على أنّ بلاده بصدد نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المُحتلّة.

وقال صاحب المتجر عماد الحاج محمد لموقع “العهد” الإخباريّ-اللبنانيّ: إنّ الهدف من وضع اللافتة هو تعريف المواطنين الأمريكيين والبريطانيين بما فعلته حكوماتهم، وتسببهم بالظلم والمعاناة للشعب الفلسطينيّ على مدار العقود الفائتة، وحتى اليوم، على حدّ تعبيره.

التاجر الخمسيني اختار التعبير عن غضبه إزاء عدوان واشنطن الأخير على المدينة المقدسة بأسلوب مميز، نجح من خلاله في لفت انتباه السياح الأجانب، ووضعهم في صورة المأساة التي يعيشها الفلسطينيون بفعل السياسات الغربية، وأضاف قائلاً في حديثه للموقع المذكور: نحن نريد من هذه الخطوة دفع البريطانيين والأمريكيين على وجه الخصوص لمراجعة ما يدور حولهم، عبر جعلهم يسألون أنفسهم أولاً عن أسباب إلزامهم بتقديم الاعتذار بخلاف بقية الزبائن، قال التاجر الفلسطينيّ.

ويُؤمن محمد بالعبارة التي تقول إنّ الشعوب قادرة على تغيير الأنظمة والحكام، وهذا ما يرجوه من وراء مخاطبته للسياح الأمريكيين والبريطانيين.

ويتطلع صاحب المتجر إلى تعميم هذه اللافتة على بقية المحال في جميع أرجاء الأراضي المحتلة، كشكلٍ من أشكال التضامن مع القدس، وتعبيرًا عن الغضب المتصاعد إزّاء القرارات الغربيّة الجائرة بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ وقضيته، وتكتسب هذه اللافتة أهميةً خاصّةً كون المحل الموضوعة على مدخله يقع في منطقة تعتبر وجهة للسياح، وبأعدادٍ كبيرةٍ.

ولاقت الخطوة ترحيبًا كبيرًا بين الفلسطينيين الذين وصفوها بـ”الجريئة”، مؤكّدين أنّها تحمل رسائل تعبيرية قوية لجهة التنديد بالسياسات الاحتلالية الجائرة، وبالغطاء الذي تحظى به من قبل العواصم الاستعمارية، وفي المقدمة منها:واشنطن.

ويحرص الفلسطينيون في الضفة الغربيّة المحتلّة وقطاع غزّة على توسيع حراكهم المناهض للكيان الإسرائيليّ الغاصب، وتعزيز حملات المقاطعة على مستوى العالم، والتي باتت تستقطب المزيد من المتضامنين الأحرار، وهو أمر تسبب بإلحاق خسائر كبيرة في اقتصاد الاحتلال الإسرائيليّ.

وتبعًا لتقارير وإحصاءات إسرائيليّة، أوردتها وسائل الإعلام العبريّة، فقد تكبّدت الدولة العبريّة خلال الأعوام القليلة المنصرمة خسائر فادحة، نتيجة لحملات المقاطعة التي تقودها حركة “B.D.S” الناشطة في عواصم أوروبيّة وغربيّة، وما زالت تُحاول بشتى الطرق والوسائل وقف نشاطات حركة المقاطعة العالميّة، إلّا أنّها فشلت حتى الآن فشلاً مُدوّيًا، علمًا أنّ الحركة نشرت تقريرها الملخّص للعام 2017، والذي أكّد بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّ مقاطعة إسرائيل تزايد من يوم إلى آخر، ومن بلدٍ إلى آخر، وأنّ السنة الجارية، 2018، ستكون سنة ناجحةً جدًا مقارنة بالسنة الماضية، كما ورد في بيان حركة المقاطعة الرسميّ.

 

 

كلمات دلالية