تيلرسون: باقون في سوريا لمواجهة داعش وإيران والأسد

الساعة 09:59 ص|18 يناير 2018

فلسطين اليوم

أعلن وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء، أن الجيش الأميركي لن يبقى في سوريا بهدف تحقيق الهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة الاسلامية فحسب، بل ايضا لمواجهة نفوذ إيران والمساعدة في نهاية المطاف على دفع الرئيس السوري بشار الاسد خارج السلطة.

وأوضح تيلرسون في خطاب يتعلق بالسياسة الاميركية حيال الأزمة السورية، ألقاه في ستانفورد بولاية كاليفورنيا "إنه امر حاسم لمصلحتنا الوطنية ان نحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي بسوريا".

وأشار إلى أن الهدف الاول للمهمة العسكرية سيبقى متمثلا بمنع "تنظيم الدولة الاسلامية من الظهور مجددا"، لافتاً إلى أن "إحدى قدمَي التنظيم باتت في القبر، ومن خلال الحفاظ على وجود عسكري أميركي بسوريا، ستُصبح له قدَمان" في القبر.

ودعا تيلرسون إلى عدم "ارتكاب الخطأ نفسه كما في العام 2011" عندما "سمح الخروج المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة" في هذا البلد.

وبحسب وزير الخارجية الأميركي فإن "عدم الالتزام من جانب الولايات المتحدة" من شأنه ان يوفر لإيران "فرصة ذهبية من أجل أن تعزز بشكل إضافي مواقعها بسوريا".

وقال تيلرسون "يجب أن نتأكد من أن حل هذا النزاع (السوري) لن يسمح لإيران بالاقتراب من هدفها الكبير وهو السيطرة على المنطقة".

وأردف أن "الانسحاب التام" للأميركيين من سوريا "في هذه المرحلة سيساعد الأسد على مواصلة تعذيب شعبه".

ويهدف الخطاب الذي ألقاه تيلرسون إلى تحديد استراتيجية إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سوريا، في وقت واجه هذا الاخير اتهامات من العديد من المراقبين بأنه لا يملك استراتيجية في هذا البلد مع اقتراب انتهاء الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية والتقدم الذي يحرزه النظام السوري على معارضيه بمساعدة روسيا وإيران.

وشدد تيلرسون على أن قيام "سوريا مستقرة وموحدة ومستقلة يتطلب بنهاية المطاف قيادةً لما بعد الأسد"، معتبراً أن "رحيل" الرئيس السوري في إطار عملية السلام التي تقودها الامم المتحدة "سيخلق الظروف لسلام دائم".

وأعلنت الامم المتحدة الاربعاء، أنها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في فيينا الاسبوع المقبل قبل أيام من افتتاح مؤتمر تنظمه روسيا حول سبل انهاء الحرب.

وسيعقب المحادثات المرتقبة في 25 و26 يناير في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 من الشهر نفسه في محاولة لإيجاد تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو سبع سنوات.

وقالت الامم المتحدة ان المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا "يتوقع ان تحضر الوفود الى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه".

واعتبر تيلرسون في خطابه ان "الوجود الاميركي على المدى الطويل" في سوريا "سيساعد ايضا السلطات المدنية المحلية والشرعية على ممارسة حكم مسؤول في المناطق التي تم تحريرها" من تنظيم الدولة الاسلامية.

وكرر تيلرسون في خطابه مرارا الحديث عن ضرورة "رحيل" الرئيس السوري وعن سوريا "ما بعد الاسد"، مؤكدا ان الولايات المتحدة لن تعطي دولارا واحدا لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وأنها تشجّع حلفاءها ان يحذوا حذوها.

وتابع تيلرسون "في المقابل سنشجّع على مساعدة دولية من أجل إعادة إعمار المناطق التي حررها" التحالف بقيادة واشنطن وحلفائها من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية.

وعبّر وزير الخارجية الاميركي عن امل بلاده بأن تكون "الرغبة بالعودة الى الحياة الطبيعية"، دافعا للسوريين ومَن هم في داخل النظام، الى دفع الاسد خارج السلطة.

وعلى الرغم من ان رحيل الاسد لم يعد شرطا مسبقا للولايات المتحدة، فإن تيلرسون شدد على انه مقتنع بان انتخابات حرة وشفافة بمشاركة المغتربين وجميع الذين فروا من النزاع السوري "ستؤدي الى رحيل الاسد وعائلته من السلطة نهائيا". وقال ان ذلك سيستغرق "وقتا" و"لكن هذا التغيير سيحدث في نهاية المطاف".

كلمات دلالية