الاوهام الفلسطينية- يديعوت

الساعة 01:24 م|17 يناير 2018

فلسطين اليوم

لا تتفهموهم!

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: للرأي العام في العالم الحر تأثير. كان يمكنه وينبغي له أن يقول للفلسطينيين ولاسرائيل: انزلوا عن الشجرة. لا مزيد من الاوهام. لا عودة للفلسطينيين الى اسرائيل ولا عودة يهود لكل تلة في يهودا والسامرة. ولكن التفهم للفلسطينيين يجب أن يتوقف. لا من أجل منع الاتفاق، بل العكس، من أجل أن تكون فرصة له - المصدر).

 

لقد كان الخطاب واضحا وجليا. لم يكن هذا مجرد "يخرب بيتك"، التي اطلقها ابو مازن نحو زعيم القوة العظمى الاقوى في العالم. كانت هذه الايديولوجيا الهادئة تماما، مع ادعاءات عابثة تدفع الفلسطينيين فقط الى الغرق أعمق في مسار الاوهام والتحطم. ولكن ردود الفعل كانت متوقعة. ينبغي تفهمه. فهو مضبوط. ليس له افق سياسي. الفلسطينيون يائسون. لم يقصد حقا.

 

ابو مازن، كما ينبغي الاعتراف، هو بالاجمال ضحية للنجاح المذهل للدعاية الفلسطينية. فمنذ عشرات السنين وهي تحظى بمنظومة سلسلة من رجال الدعاية الذين يشرحون بانه ينبغي تفهمهم. فعندما اطلقت الصواريخ من غزة سارع روبرت فيسك، احد الخبراء الاهم في بريطانيا لشؤون الشرق الاوسط، ليشرح بان "الفلسطينيين في غزة يقولون، حفيدي يطلق الصواريخ الى مدينتي، لان هذه المناطق كانت قبل 1948 فلسطينية". البروفيسور اورن يفتحئيل، من جامعة بن غوريون، شرح بانه ينبغي تفهم اطلاق الصواريخ "كمحاولة لتذكير العالم، اسرائيل، ولكن ايضا القيادة الفلسطينية، بان مسألة اللاجئين حية ترزق". هم ضد الارهاب، ولكنهم يوفرون له المبررات. الالمان ايضا طردوا من كثير من الدول. والبولنديون. والهنغاريون. والاوكرانيون. والاتراك. واليونانيون. وغيرهم وغيرهم وغيرهم. عشرات الملايين. ولم نسمع عن اطلاق صواريخ. وبالتأكيد لم نسمع مبررات للارهاب والصواريخ. لان معظم اوروبا كانت ستصبح عرضا ناريا ولهيبا ونيران. ولكن هذا هو المنطق الذي سيطر على النخب التقدمية في السياق الاسرائيلي الفلسطيني. أي، انعدام المنطق.

 

والمسيرة مستمرة. لقد رفضوا مشروع التقسيم؟ يا لهم من مساكين. لماذا يتخلى احد ما عن غرفة في بيته فقط لان احد ما آخر غزاه؟ هذا التبرير سمعته الف مرة تقريبا. صحيح انه عندما بدأت الصهيونية لم يكن "بيت فلسطيني". وصحيح أن بعثة التحقيق الى فلسطين، التي اصدرت الخريطة الادق في السبعينيات من القرن التاسع عشر وجدت أن المنطقة كانت مأهولة بهزال. وصحيح أن الكثيرين من اولئك الذين يسمون اليوم فلسطينيين وصلوا في القرون الاخيرة كمهاجري عمل او كلاجئين من دول مجاورة (عائلة الزعبي، مثلا جاءت بدعوة من الحكم العثماني في 1873). وصحيح أن وزير داخلية حماس، فتحي حماد، اعترف بان الفلسطينيين هم في واقع الامر مصريون وسعوديون. ولكن الى الجحيم بالحقائق. المهم أن ابو مازن يمكنه أن يقتبس عددا لا يحصى من الخبراء، الصحافيين والاكاديميين الذين سيوفرون مواد دعاية وتحريض لكل خطاب هاذ له.

 

ان المفاهيم عن النزاع، كل نزاع، يستوجب تفهم الطرفين. تفهم الالم. غير أن ما هو صحيح في كل النزاع يتبين كمغلوط تماما عندما نصل الى الفلسطينيين. فكلما تفهمناهم أكثر، هكذا عززنا الرفض. حين "نتفهم" الادعاءات المتعلقة بالنكبة، بدلا من أن نقول لهم ان ما حصل لهم حصل لعشرات الملايين، وحصل لليهود – من البلدان العربية ايضا – نخلد وهم العودة. ومنذ سنين يسمعون ذات النغمة من الفيسكيين واليفتحئيليين. واذا كان هذا ما يقوده المثقفون والمتنورون

 

في العالم، فهل هناك احتمال ان يتخلى الفلسطينيون أنفسهم عن وهم العودة؟ هل "التفهم" هذا يقرب فرص السلام والمصالحة أم يبعدها؟

 

عندما يقولون باسم "التفهم" انه ينبغي تفهم معنى القدس للمسلمين بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص، رغم أنه في مئات السنين من الحكم الاسلامي بقيت القدس هامشية ومهملة – نساعد على تضخيم الكذبة. وعندما ننشر بان الفلسطينيين يعيشون تحت قمع يشبه ما حصل في اوشفيتس، فهذه فرية دم. لانه تحت الحكم الاسرائيلي حظي الفلسطينيون بنمو هائل في كل مجال ممكن. ولا، الارهاب ليس مبررا لان الفلسطينيين تلقوا المرة تلو الاخرى عروضا نزيهة للاتفاق. هم كان بوسعهم أن ينالوا الاستقلال. وهم الذين قالوا لا. ومن يواصل تبريرهم، يبرر استمرار العنف والارهاب.

 

للرأي العام في العالم الحر تأثير. كان يمكنه وينبغي له أن يقول للفلسطينيين ولاسرائيل: انزلوا عن الشجرة. لا مزيد من الاوهام. لا عودة للفلسطينيين الى اسرائيل ولا عودة يهود لكل تلة في يهودا والسامرة. ولكن التفهم للفلسطينيين يجب أن يتوقف. لا من أجل منع الاتفاق، بل العكس، من أجل أن تكون فرصة له.

 

كلمات دلالية