مم بالضبط راض نتنياهو؟ -هآرتس

الساعة 01:22 م|17 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

غداة الخطاب الذي القاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهاجم فيه اسرائيل والولايات المتحدة، اتخذ المجلس المركزي الفلسطيني سلسلة قرارات بعيدة الاثر. والبيان الذي نشره هو صرخة انذار، قبل تحطم صاروخ فتاك على المصالح الاكثر حيوية لاسرائيل. فالقرار بتجميد الاعتراف باسرائيل والعمل على اعتراف دولي بالمناطق المحتلة كـ "دولة تحت الاحتلال الاجنبي" هو شهادة وفاة لاتفاقات اوسلو. في افضل الاحوال فان الكفاح ضد الاحتلال والمستوطنات سينقل الى المنظمات الدولية، بما فيها المحكمة في لاهاي، بشكل يسحق المكانة الدولية لاسرائيل. وفي اسوأ الاحوال، فان الغاء الاتفاق ووقف التنسيق الامني سيكلفان حياة مواطنين اسرائيليين على جانبي الخط الاخضر.

 

ومع ذلك، فان القيادة الفلسطينية تواصل التمسك بحل الدولتين وبمعارضتها للعنف. فالى جانب عدم الثقة بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، اعرب المجلس عن رغبته في الوصول الى تسوية سياسية مع اسرائيل على اساس مبادرة السلام العربية من العام 2002. وبالفعل، مثلما اشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رده على خطاب عباس، فان الرئيس الفلسطيني يخشى من المبادرة السياسية الامريكية، وعليه فهو يسعى الى استبدال الرئيس ترامب بوسيط آخر. لتخوف عباس اسباب وجيهة، وعلى رأسها اعلان ترامب، الذي يعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل، التجاهل الامريكي لسياسة البناء في الضفة وشرقي القدس والتهديد بتقليص المساعدة للسلطة وللاونروا.

 

واضح أن نتنياهو راض من خطاب عباس. وهو لا يخفي رضاه من الازمة الخطيرة في المسيرة السياسية، بقوله للمراسلين، ان المواقف التي عرضها عباس "تخدم اهداف اسرائيل السياسية أكثر تقريبا من أي شيء آخر". وعلى حد قوله، فان خطاب الرئيس سيساعد الدبلوماسية الاسرائيلية على عرض رفض الفلسطينيين الاعتراف بدولة يهودية "في أي حدود" كجذر النزاع. وفي ضوء التصويت في الامم المتحدة ضد تصريح القدس لترامب، والاحتجاجات ضد مخططات البناء في المناطق، يبدو ان ادعاءات نتنياهو لن تنجح في اقناع احد غير المقتنعين.

 

ان رضى نتنياهو يقود اسرائيل الى الهوة. فرئيس الوزراء يصف النزاع كمشكلة اعلامية أو منافسة وجدالات، بهدف دحر جذر المشكلة: الابقاء على ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال بلا مخرج. وهو لا يقترح حلا لهذا الوضع غير الاقوال العليلة الرامية الى صد منتقديه من اليسار ومن اليمين. ان تخليه عن المحاولة للحوار مع عباس، في ظل القاء الذنب على الطرف الاخر، سيؤدي فق باسرائيل بسرعة اكبر الى واقع نازف من دولة واحدة.

 

كلمات دلالية