تفسيرات اسرائيل المقنعة لن تمنع- هآرتس

الساعة 12:07 م|16 يناير 2018

فلسطين اليوم

كارثة انسانية في قطاع غزة

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: تفسيرات اسرائيل للدور الكبير لحماس في تدهور الوضع في غزة ربما تكون مقنعة، لكن اذا اغرقت مياه المجاري مخيمات اللاجئين في القطاع وانتشرت الأوبئة فان أحدا لن يهتم بردود نتنياهو وليبرمان - المصدر).

 

مطلوب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان تقديم تقرير اليوم عن تحذيرات كبار رجال الاجهزة الامنية بشأن تزايد الخطر في وضع البنية الاقتصادية في قطاع غزة. نتنياهو في زيارته الى الهند وليبرمان في جلسة حزبه في الكنيست طرحا خطا متشابها.

 

باختصار، هما طرحا ثلاثة ادعاءات اساسية: حماس باصرارها على مواصلة بناء قوتها العسكرية، هي المسؤولة الاولى عن الضائقة في القطاع؛ من اجل تغيير الظروف وتمكين غزة من العيش في ظروف تكون أفضل من "ابقاء الرأس على سطح الماء" حسب تعبير وزير الدفاع هناك حاجة الى تسوية مشكلة المدنيين الاسرائيليين وجثث الجنود المخطوفين المحتجزين في غزة؛ وعلى المدى الابعد، الامر الوحيد الذي سينقذ القطاع من هذا الوضع هو اتفاق على نزع السلاح مقابل اعادة الاعمار.

 

تصريح ليبرمان حول الأسرى والمفقودين يتفق مع رد الدولة على محكمة العدل العليا اليوم – ردا على التماس عائلة الملازم هدار غولدن – التي تقول إن الحكومة قررت وبتأخير تنفيذ القرارات السابقة ومنع دخول رجال حماس وأبناء عائلاتهم من غزة الى اسرائيل لاسباب انسانية. بشكل عام، مسألة المفقودين يتم بحثها بصورة اكبر وتعطى لها اولوية اعلى في تصريحات كبار القادة الاسرائيليين. ايضا منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، قال في الاسبوع الماضي في مؤتمر "غلوبس" إن المصادقة على مشاريع كبيرة للبنى التحتية في غزة تتعلق بموضوع المخطوفين.

 

نتنياهو وليبرمان يؤكدان على مسؤولية حماس عن الوضع وحقيقة أن هذه المنظمة، مثل ايران التي تدعمها اقتصاديا، تفضل توجيه كل دولار فائض لديها لتطوير قدراتها الارهابية بدل استثماره في تحسين الاقتصاد وظروف حياة المواطنين. هذا التمييز الصحيح بحد ذاته فقط يعبر عن الفجوة بين الوضع الراهن وبين الحل المفضل بصورة علنية على اسرائيل – المتمثل باعادة اعمار غزة مقابل نزع سلاح حماس.

 

فعليا، اسرائيل لم تحاول حقا تحقيق هذا الهدف من خلال اتفاق وقف اطلاق النار في نهاية عملية الجرف الصامد قبل ثلاث سنوات ونصف. منذ ذلك الحين لم يحدث أي تقدم في هذه المسألة. حماس ايضا رفضت بشدة طلب السلطة الفلسطينية، اخضاع سلاحها للسلطة، في اطار اتفاق المصالحة الذي وقع عليه الطرفين قبل بضعة اشهر.

 

اسرائيل حاليا تقوم باستغلال الكشف عن النفق الذي حفرته حماس نحو اسرائيل ومصر في كرم أبو سالم لاغراض دبلوماسية. اليوم قام الجيش الاسرائيلي باجراء جولة لممثلي سفارات ومنظمات دولية في المعبر، وأكد على عدم المسؤولية الذي اظهرته حماس في حفر النفق تحت المعبر الذي يرتبط به كل تموين القطاع، وقرب الانابيب التي تضخ اليه الغاز والسولار. ايضا اذا لم تكن حماس قد خططت لتفجير النفق أو أن تهاجم من خلاله في الوقت القريب، فانها قامت بخطوة خطيرة الى درجة مخيفة جدا، من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها امامها.

 

ولكن حجة اسرائيل ضد حماس، مثل الاستثمار المتواصل في اقامة العائق ضد الانفاق واكتشاف انفاق اخرى، لا يمكنها الغاء النقاش حول خطر الكارثة الانسانية المقتربة في القطاع. رد نتنياهو ورد ليبرمان لن تقبل من قبل المجتمع الدولي. اذا اغرقت مياه المجاري مخيمات اللاجئين والاحياء في الشتاء الحالي، واذا انتشرت أوبئة، كما يخاف رجال المستوى المهني في جهاز الامن. ايضا لمشاكل بنية تحتية أقل دراماتيكية مثل تشويشات اخرى في تزويد الكهرباء، يمكن أن يكون لها تبعات سيئة.

 

الامراض المعدية لن تقف عند حاجز ايرز، وليس هناك أي تكنولوجيا يمكنها اكتشافها وتدميرها قبل اختراق الجدار في كرم أبو سالم وتصيب ايضا المواطنين الاسرائيليين. سؤال هل ستعود حماس الى استخدام السلاح ضد اسرائيل في حالة كهذه، سيكون حينها هو اصغر المشاكل التي

 

تواجهنا. قبل ذلك، اسرائيل من شأنها أن تواجه تحديات اكثر الحاحا: كيف سيتم منع انتشار الامراض في النقب، ماذا سيفعلون عندما تنهار المستشفيات في غزة أو عندما تصبح شبكة المياه غير قادرة على العمل، ماذا سيفعلون اذا وقف جمهور واسع من الفلسطينيين على بوابات اسرائيل في الجدار وتوسلوا لتقوم اسرائيل بانقاذهم اثناء ازمة انسانية بحجم لم نجربه حتى الآن.

كلمات دلالية