جهاز الامن لا يتأثر -معاريف

الساعة 12:04 م|16 يناير 2018

فلسطين اليوم

أبو مازن يواصل معارضة الارهاب

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: ابو مازن لم يحطم الاواني، قواعد اللعب حفظت وفي نهاية المطاف لم يحصل أي شيء حقيقي. وذلك اذا تجاهلنا مسألة هل ابو مازن شريك سياسي للمفاوضات، فالاحتمالات في أن تتحقق مثل هذه المفاوضات قريبا هزيلة - المصدر).

 

في عاصفة خطاب ابو مازن نسيت الامور الهامة حقا. فرغم سباق التنديد الذي تعرض له الزعيم الفلسطيني تقريبا من كل كبار رجالات الخريطة السياسي في اسرائيل، من اليمين ومن اليسار، لم يسجل في جهاز الامن أي تاثر.

 

فكبار رجالات الجهاز لا يتحدثون، لا للاقتباس ولا لغير الاقتباس. ولكن رأيهم، كما يتبين، يختلف جوهريا عن رأي الجموع السياسية التي تنازفست أمس من سيخبط الرئيس بقوة أكبر، في اعقاب خطابه امام المجلس المركزي لـ م.ت.ف .

 

الاسباب: في الجيش الاسرائيلي وجهاز الاستخبارات لا يتأثرون بـ "يخرب بيتك" ولا يهتمون على نحو خاص في تفسيرات ابو مازن التاريخية الملتوية بالنسبة للصهيونية والاستعمار. في الجيش الاسرائيلي لا يقيسون الا شيئا واحدا فقط: ماذا يحصل على الارض بشكل عام، وموضوع الارهاب بشكل خاص.

 

على مدى كل خطابه اول أمس كرر ابو مازن موقفه العتيق ومعارضته للارهاب في أي سبيل كان. واضافة الى ذلك: بينما تتعاظم مسيرة التنديدات والشتائم ضده في اسرائيل، فان التعاون الامني بين اجهزة الامن في السلطة وبين جهاز الامن الاسرائيلي يجري كالمعتاد.

 

هذه هي الامور الهامة حقا وفي هذا المجال ابو مازن لم يغير شيئا في موقفه الذي تمسك به منذ العهد الذي كان لا يزال فيه ياسر عرفات على قيد الحياة: طريق الارهاب مرفوض، الكفاح المسلح يضر مصلحة الشعب الفلسطيني اكثر مما ينفعه، لا يجب استخدام سلاح الارهاب باي شكل كان. في هذا السياق، حين نرى "اليوم التالي" لابو مازن يكاد لا يكون شك باننا سنشتاق اليه.

 

في التقدير الاستخباري للجيش الاسرائيلي، مثلما عرض على اصحاب القرار مؤخرا، وصف ابو مازن كمن يوجد "في المصاف الاخير من المدرج". فهو سيكون قريبا ابن 83، مدخن مواظب، صحته ليس متينة، واضح ان هذا هو السطر الاخير.

 

بالمناسبة، في هذا السياق، وفي التحليلات الاولية، يخيل أن الوضع الجسدي لابو مازن، كمن عكس في خطابه الطويل على نحو خاص اول امس، هو جيد. على مدى الخطاب كله ابدى حيوية، تركيز ونشاط وبدد بذلك المخاوف الفورية على صحته.

 

وفي الموضوع الهام حقا: صحيح حتى هذه اللحظة لا يوجد للزعيم الفلسطيني، وفقا للتقدير الاستخباري الاسرائيلي، أي نية لتغيير إرثه وهجر طريق الكفاح السياسي في صالح طريق الارهاب. ينبغي الامل في الا يتغير هذا التقدير. وحسب مصادر الامن الاسرائيلية، فان الامر الوحيد الذي يمنع عشرات الاف حملة السلاح من فتح – التنظيم من استخدام سلاحهم ضد الاسرائيليين هي التوجيهات الواضحة من المقاطعة.

 

ولما كان يشم النهاية، كما يقدرون في الجيش الاسرائيلي، يبدي ابو مازن حيوية ونشاط متجددين، لا يتراجع في المفاوضات على المصالحة مع حماس، ويظهر الان فظاظة واستقلالية حيال ادارة ترامب، التي تعتبر معادية للقضية الفلسطينية.

 

السؤال الاهم هو هل قبيل نزوله عن الساحة "سيغمز" للتنظيم ويلمح له، مثلما فعل عرفات في حينه، بانه يمكن العودة الى المقاومة المسلحة. صحيح حتى الان، التقدير هو ان الزعيم الفلسطيني لن يرغب في تخريب إرث حياة سياسية كاملة بالذات في السطر الاخير.

رغم "أثر المصاف الاخير"، يحاول ابو مازن التأثير على إرثه نفسه بوسائل مختلفة ومتنوعة، بعضها وجد تعبيره في خطابه أول أمس، ولكن ليس عبر العودة الى الارهاب. هذا هو السطر الاخير الان حقا في نظر المسؤولين عن الامن، صحيح حتى الان.

خطابه اول امس يعتبر في اسرائيل كتنفيس عن احباط متراكم في اعقاب الطريق المسدود في المسيرة السلمية والفهم بان الرئيس ترامب هو بالفعل عاطف ثابت على اسرائيل، ولكن التنفيس عن الاحباط كان منضبطا.

 

ابو مازن لم يحطم الاواني، قواعد اللعب حفظت وفي نهاية المطاف لم يحصل أي شيء حقيقي. وذلك اذا تجاهلنا مسألة هل ابو مازن شريك سياسي للمفاوضات، فالاحتمالات في أن تتحقق مثل هذه المفاوضات قريبا هزيلة.

 

 

 

 

كلمات دلالية