بعد الهدف الذاتي لابو مازن- يديعوت

الساعة 12:01 م|16 يناير 2018

فلسطين اليوم

ماذا الان؟

بقلم: نداف ايال

(المضمون: خطيرون لانفسهم – خطاب ابو مازن مس به اساسا – ولكن للاخرين ايضا. حتى لو كانت اسرائيل تريد استمرار الاحتلال في يهودا والسامرة الى الابد، فان التكتيك الفهيم يتضمن أملا ما للاغلبية الساحقة من الفلسطينيين - المصدر).

 

في خطابه الهاذي والحقير مثل ابو مازن نزوله عن منصة التاريخ. فمعظم المنشغلين بالساحة الفلسطينية، في جهاز الامن وخارجه، سيحكمون على ابو مازن نفسه بالترجيح لصالحه. فقد اراد اتفاقا، أقام وحفظ قوة أعادت الامن للضفة الغربية، ولم يهجر في أي مرحلة من المراحل – حتى ليلة أول أمس – طريق المفاوضات. وحسب هذا النهج، كان خطابه أمس علامة يأس واحباط عميق؛ محاولة أخيرة للدفاع عن السلطة الفلسطينية من الاتهام لها بان قصوراتها جلبت الاخفاق الفلسطيني في الولايات المتحدة وفي الساحة الدولية. اما منتقدو هذا النهج فسيقولون العكس: ابو مازن كشف فقط وجهه الحقيقي. فهو لم يرغب ابدا في اتفاق سلام، لم يكن مستعدا للسلام لدفع أي ثمن؛ خطابه كان الحقيقة الفظيعة لشخصيته التاريخية.

 

الجدال هام، ولكن الاهم هو السؤال ماذا الان. العالم لم يعد يهتم حقا بالقضية الفلسطينية، العرب مشغولون بمشاكلهم، وعلى رأسها صعود ايران، الامم المتحدة غير ناجعة، في البيت الابيض يجلس رئيس اعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل دون أن يطلب شيئا بالمقابل من اصحاب القرار الاسرائيليين. اسرائيل انتصرت. ومرة اخرى، ماذا الان؟

 

لمركز الليكود كان جواب: الضم. بينيت والبيت اليهودي ايضا يريدان ضم مناطق ج. اضافة الى ذلك، اذا ماتت مسيرة اوسلو فلا يوجد سبب حقيقي لوجود السلطة الفلسطينية؛ على اسرائيل أن تعترف بامكانية ان تكون مطالبة باخذ السيطرة الكاملة في الضفة، بما في ذلك التعليم وحفظ النظام واخلاء القمامة. في جهاز الامن قلقون جدا من الوضع الانساني المتدهور في غزة.

 

والتهديد الامني الذي يحدق منها أكبر حتى من نفق آخر. اسرائيل الرسمية تحذر المرة تلو الاخرى من مصيبة انسانية في القطاع لانها لا تريد ان تلقى المسؤولية عن الوضع عليها مرة اخرى.

 

وها هو الوضع: في الواقع الاسرائيلي يوجد نوعان من الحلول الممكنة بالنسبة للضفة الغربية وغزة. الاول هو جملة اقتراحات بالضم. الحل الثاني هو الفصل – وفي ضوء خطاب ابو مازن، وبشكل عام الجمود في المفاوضات – فصل احادي الجانب.

 

للفصل احادي الجانب يوجد تأييد قليل بين الجمهور الاسرائيلي؛ من جهة اخرى الضم هو الاخر ليس شعبيا في الجمهور العام حاليا. مؤيدو الضم لا يعرفون مثلا ماذا يفعلون بالفلسطينيين بالضبط؛ اقتراحاتهم تتحرك بين الخطير (اعطاؤهم حق التصويت والتنازل عن الاغلبية اليهودية لدولة اسرائيل) والاخطر من ذلك (عدم اعطائهم حق التصويت وبذلك تأسيس دولة ابرتهايد رسميا). وفي الغالب يتصدون لهذه المخاطر من خلال التوجه الى علم خيالي ما. بالاساس ليس في خططهم أي موقف من الفلسطينيين كبشر حقيقيين، ذوي تطلعات ورغبة في الحرية الوطنية والشخصية؛ هذه نقيصة كبرى في نظريات الضم. المفاوضات بيننا وبين أنفسنا بالعبرية سهلة جدا – والدليل، كل ما ينبغي عمله هو عقد مركز الليكود.

 

كالمعتاد في عصر نتنياهو، المشكلة هي انه لا توجد خطة أو أي مبادرة سياسية اسرائيلية. رئيس الوزراء من حقه أن يعزو لنفسه النصر على السلطة الفلسطينية. الموضوع هو انه لم يعرفها ابدا حقا كعدو او اراد سقوطه. بل العكس عانق عرفات، وعد الا يلغي اتفاق اوسلو، اعلن بانه ملتزم باقامة دولة فلسطينية.

 

تعالوا نفترض – افتراضا مادحا على نحو عجيب – بان كل شيء كان خدعة واحدة كبرى. في واقع الامر، في عبقريته، أعد بيبي برنامج النصر الاسرائيلي الفاخر الذي تتبدد بعده الحركة الوطنية العلمانية الفلسطينية. لنفترض أنه يستحق هذه الحظوة. وبالتالي في اطار الخطة الدقيقة هذه – ماذا الان؟

 

يوجد هنا افتراض ضمنيا بان شيئا ما يجب أن يعمل، ويجب ان يتحقق تغيير ما. لا وكلا. سيقول مؤيدو الاجماع، ببساطة نبقى هكذا، نبني في بلاد اسرائيل ونبنى فيها. وماذا سيكون مع ملايين الفلسطينيين؟ لا جواب. ربما صلاة صامتة ما لنكبة نهايتها الله يحفظنا – وليس لهم فقط.

 

الناس الذي ليس لهم ما يخسروه خطيرون. خطيرون لانفسهم – خطاب ابو مازن مس به اساسا – ولكن للاخرين ايضا. حتى لو كانت اسرائيل تريد استمرار الاحتلال في يهودا والسامرة

 

الى الابد، فان التكتيك الفهيم يتضمن أملا ما للاغلبية الساحقة من الفلسطينيين الذين يسكنون هناك. مثل هذا الامل آخذ في الاختفاء، والخطر بانفجار نزاع دموي واسع يزداد.

كلمات دلالية