الاونروا هي المشكلة، وليس الحل- اسرائيل اليوم

الساعة 01:31 م|14 يناير 2018

فلسطين اليوم

 

بقلم: رون بروشاور

(المضمون: ولدت الاونروا بالخطيئة وتعيش بالخطيئة. المنظمة تخلد مسألة اللاجئين الفلسطينيين، تمنع الوصول الى تسوية سياسية، تساهم في التحريض المناهض لإسرائيل وتمس بالعناية باللاجئين الحقيقية - المصدر).

 

طبيب يبحث عن علاج للمرض ملزم بان يُشخص السبب. واحدى المصاعب المركزي في الطريق الى حل النزاع بيننا وبين الفلسطينيين هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الاونروا، والتي كانت اقيمت بشكل حصري للعناية باللاجئين الفلسطينيين فقط، وهي تخلد وهم العودة.

 

تعنى وكالة اللاجئين العالمية في الامم المتحدة، UNHCR، في السنوات الأخيرة بنحو 66 مليون لاجيء حقيقي من الحروب الاهلية، النزاعات المضرجة بالدماء والكوارث الطبيعية. وبالتوازي، فان الاونروا التي أقيمت على نحو خاص للاجئين الفلسطينيين حين كانوا نحو 700 الف فقط، تعنى اليوم ظاهرا بـ 5.3 مليون نسمة تعرفهم كلاجئين، ولكن ليس بينهم وبين اللجوء الا صلة مصادفة تماما.

 

قسم من اللاجئين لا يوجدون على الاطلاق. فالاحصاء السكاني الأخير في لبنان وجد ان ثلثي عدد اللاجئين الذين تبلغ الوكالة عنهم، ببساطة وهميين. 300 الف نسمة لا يوجدون الا في تقارير الوكالة، أما في الواقع فقد اختفوا. واضح ان للوكالة مصلحة في تضخيم الاعداد – فهم يصنعون من هذا عملا جيدا. ميزانيتهم للاجيء اكبر بأربعة اضعاف من ميزانية وكالة الأمم المتحدة للاجئين: 246 دولار مقابل 58.

 

ولدت الاونروا بالخطيئة وتعيش بالخطيئة. المنظمة تخلد مسألة اللاجئين الفلسطينيين، تمنع الوصول الى تسوية سياسية، تساهم في التحريض المناهض لإسرائيل وتمس بالعناية باللاجئين الحقيقية.

 

طالما وجدت الاونروا، فاننا نحكم على أنفسنا ليس فقط بغياب التسوية في الحاضر، بل ونظما ان حتى بعد عشر او عشرين سنة، حين يصل تلاميذ الاونروا الحاليين الى الرشد بعد سنوات من التحريض الا يكون عندها أيضا أي تغيير إيجابي. ينبغي النظر الى المصلحة الإسرائيلية بعيدة المدى وكذا لمصلحة كل من يريد الوصول الى تسوية سلام في المستقبل.

 

العالم يعرف هذا، إسرائيل تعرف هذا، ولكن كان مريحا للجميع الجلوس جانبا وعدم عمل أي شيء لاصلاح هذا الخلل التاريخي. الى ان جاءت إدارة ترامب وقالت بشكل واضح ان الاونروا هي جزء من المشكلة ولا يمكنها أن تكون جزءا من الحل.

 

عندما أعلنت الولايات المتحدة بانها تفكر بوقف التمويل الأمريكي للوكالة، كان يتعين على إسرائيل ان تتبنى الاقتراح بكلتي اليدين. الرد الإسرائيلي، الذي عكس نهج جهاز الامن، كان مترددا ومتلعثما؛ فقد عبر عن قصر نظر وتفضيل الهدوء في المدى القصير والذي من شأننا جميعا ان ندفع ثمنه غاليا في المدى المتوسط والبعيد.

 

يخشى جهاز الامن من عدم الاستقرار، اذا ما توقف التمويل للوكالة. وبرأيي، توجد منظمات في الأمم المتحدة تعمل منذ الان في الميدان مثل الـ UNDP، وكالة التنمية، و UNOP، يمكنها بشكل سريع نسبيا ان توفر الخدمات الإنسانية. فالكثير من الفلسطينيين الذين يتلقون المال والخدمات من الاونروا لن يذرفوا أي دمعة اذا ما تلقوا هذه المساعدة من جهة أخرى لم تقم

 

بتلقينهم. هل هذا سهل؟ لا. هل بعض حجج جهاز الامن منطقيا؟ نعم. ولكن هذه نظرة الى المدى القصير. عندنا هنا قنبلة متكتكة، واذا لم نفككها الان، فانها ستتفجر لنا في الوجه في المدى البعيد.

 

نحن نقف في مفترق تاريخي. فالادارة الأمريكي تجلب تفكيرا جديدا بالنسبة للأمم المتحدة وللشرق الأوسط، وليست مستعدة لان تمول منظمات تعمل ضد الامن القومي الأمريكي. في حالة الاونروا، هذه منظمة تعمل بخلاف المصلحة الأمنية القومية لدولة إسرائيل وكل من مع التسوية السلمية في المنطقة. وسيكون اغلاق الاونروا خطوة أولى في الطريق الى اشفاء المرض قبل ان يصبح خبيثا.