هبوط ناعم- معاريف

الساعة 01:28 م|14 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: النائب ايتان بروشي

(المضمون: حكومة اسرائيل ملزمة باتخاذ القرار وجعل المشروع لاقامة مطار استكمالي على جزيرة اصطناعية مهامة وطنية. هذا هو الحل الصحيح والحكيم لمستقبل الدولة - المصدر).

لا خلاف في الحاجة لاقامة مطار استكمالي لمطار بن غوريون، الذي سيصل في السنوات القريبة القادمة الى اقصى حدود قدرته على الاستيعاب. ولكن مسألة مكانه تثير الخلاف. صحيح حتى اليوم، يدور الحديث عن خيارين: نبطين في الجنوب حيث يعارض الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع أو رمات دافيد في الشمال، حيث توجد معارضة خوفا من المس بجودة البيئة وجودة حياة سكان المرج. ولكن هناك حلا ثالثا، ابداعي ومركب، بل وفحص بالايجاب في الماضي – اقامة المطار على جزيرة اصطناعية في البحر المتوسط في شمالي الدولة.

ان اقامة الجزيرة الاصطناعية في صالح البنى التحتية ليست فكرة جديدة. فاسرائيل هي دولة صغيرة، وهناك شائعات بانها ستكون اصغر. وعليه فان فكرة الجزر الاصطناعية طرحت منذ السبعينيات، ومعظم الحكومات منذئذ نظرت فيها في هذه المرحلة أو تلك. وزير المواصلات

 

اسرائيل كاتس يدفع الى الامام في كل فرصة بمبادرة لاقامة جزيرة اصطناعية امام شواطيء غزة، في صالح ميناء ومطار يخدمان سكان القطاع (بتمويل اوروبي). وبالقدر ذاته ينبغي العمل على اقامة المطار في البحر المتوسط في صالح سكان الشمال والدولة كلها.

ان اقامة جزر اصطناعية لجملة من الاهداف هي ظاهرة منتشرة في كل ارجاء العالم، بدء بالدانمارك وهولندا وحتى المشاريع الطموحة في امارة دبي والمعدة للسكن والسياحة. المطار الدولي الاول في العالم على جزيرة اصطناعية اقيم في العام 1994 في كونساي في خليج اوسكا، اليابان، وهو يخدم اليوم اكثر من 20 مليون مسافر في السنة. ومنذئذ اقيمت مطارات على جزر اصطناعية في هونغ كونغ، مكاو، كوريا وسنغافورة، أثبتت نفسها كناجعة بل وآمنة على نحو خاص. والهزة الارضية التي وقعت في 1995 في مدينة كوبا المجاورة للمطار في كونساي، لم يشعر بها احد على الاطلاق في الجزيرة الاصطناعية، بفضل التكنولوجيا الخاصة التي استخدمها اليابانيون.

ان اقامة المطار على جزيرة اصطناعية هي مشروع باهظ ومركب اكثر مما على البر، ولكن مشاريع كهذه يجب النظر فيها ليس فقط من ناحية الكلفة المباشرة، بل من ناحية المقابل. فاقامة المطار على جزيرة اصطناعية تدمج كل المزايا الاقتصادية والمواصلاتية للمطار، دون الضرر البيئي، دون المس بجودة حياة السكن ودون حاجة الى مصادرة الاراضي وتدمير الزراعة. صحيح ايضا ان الجزيرة الاصطناعية كفيلة بان تشكل هدفا للتهديدات الاستراتيجية ولكن الدولة تعلمت كيف تحمي جيدا طوافات الغاز في البحر في السنوات الاخيرة. لدولة صغيرة مثل اسرائيل، مع نقص في الاراضي وحاجة دائمة الى توسيع البنى التحتية، هذا هو الحل الصحيح. لا يوجد في هذه اللحظة بديل مناسب أكثر، ولهذا فان على الدولة أن تعمل عليه.

مشروع كهذا سيستغرق زمنا طويلا جدا. ومن هنا يأتي الالحاح للبدء بالعمل عليه بجدية في اقرب وقت ممكن. اذا كان في اثناء السنوات التي يتواصل فيها المشروع ستثور حاجة لتخفيف الضغط عن مطار بن غوريون، سيكون ممكنا استخدام مؤقت وضيق، في حجم طيران محدود، للمطارات القائمة. على اي حال، اذا لم نبدأ بالمشروع، فاننا بالتأكيد لن ننهيه. ولهذا فقد تقدمت بطلب لطرح الموضوع على جدول اعمال الكنيست وخوض نقاش خاص في ذلك.

ان حكومة اسرائيل ملزمة باتخاذ القرار وجعل المشروع لاقامة مطار استكمالي على جزيرة اصطناعية مهامة وطنية. هذا هو الحل الصحيح والحكيم لمستقبل الدولة.

 

كلمات دلالية