خبر مصر تحذّر إسرائيل من اجتياح غزة: سينعكس سلباً على التنسيق الأمني

الساعة 05:50 ص|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: الحياة اللندنية

استبقت القاهرة اللقاء المقرر اليوم بين الرئيس المصري حسني مبارك ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، بتأكيد قدرتها على منع أي عملية عسكرية موسعة أو اجتياح لقطاع غزة، محذرة من انعكاسات مثل هذه العملية على التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل.

 

ويلتقي مبارك وليفني في القاهرة اليوم، ومن المتوقع أن يزور مسؤولون إسرائيليون مصر خلال الفترة المقبلة.

 

وقال مصدر مصري رفيع لـ «الحياة» إن «كل القيادات الإسرائيلية طلبت القدوم إلى مصر بمن فيهم رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الحرب إيهود باراك وزعيم حزب ليكود بنيامين نتانياهو... ومن المتوقع أن يأتوا قريبا».

 

لكنه أشاد بليفني «لأنها أول من أبدت التهدئة ودعمتها ودعت وزير الحرب الإسرائيلي إلى ضرورة قبولها، وقالت إنه لا يجب أن يخيب الجهود المصرية، واتفاق التهدئة يدعم العلاقات المصرية - الإسرائيلية».

وأوضح أن «نتانياهو لديه قناعات محددة على رأسها أن الفلسطينيين ليسوا في حاجة إلى دولة بل إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية».

 

وانتقد المصدر قرار الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، إنهاء التهدئة وعدم تجديدها. وقال إنها «اختارت توقيتاً خاطئاً (في إشارة إلى قرب الانتخابات الإسرائيلية)، والإسرائيليون يضطرون دائما إلى اتخاذ مواقف متشددة للحصول على أعلى الأصوات، ولو على حساب الفلسطينيين».

 

وأكد أن مصر ستواصل جهودها من أجل عقد الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، نافياً أن تكون أجرت اتصالات مع قيادات حركة «حماس» في دمشق. وقال: «مصر بلد كبير، ولا يجوز أن يوضع في وجهها القفاز»، موضحاً أن مصر تجري اتصالات فقط مع قيادات «حماس» في غزة. وأضاف أن «مصر لم ولن تغلق بابها أمام الفلسطينيين، وفي اللحظة المناسبة عندما يتخذون هذه الخطوة (الاستعداد للحوار) فإن مصر ستقدم كل ما لديها من إمكانات من أجل إنجاح هذا الحوار».

 

وربط بين التهدئة والحوار. وقال: «لا حوار بلا تهدئة، فالتهدئة خطوة يجب أن تتقدم على الحوار لأنه طالما هناك إطلاق صواريخ، فإن إسرائيل ستستمر في غلق المعابر وستظل قيادات حماس وورش الحدادة مستهدفة». ولفت إلى أن مصر في جميع اتصالاتها مع الاسرائيليين تحضهم على عدم التصعيد وضبط النفس حرصاً على أرواح الفلسطينيين.

 

غير أنه اعتبر انه «ليس من المصلحة أن تستمر الفصائل في غزة في استفزاز إسرائيل عبر استهداف البلدات الإسرائيلية بصواريخها، لأننا حينئذ لا نستطيع أن نقول للإسرائيليين لا تردوا». وشدد على أن «مصر قادرة على منع عملية عسكرية موسعة أو اجتياح لقطاع غزة». وقال: «نستطيع أن نوقف عملية اجتياح موسعة، فمثل هذه العملية العسكرية إذا قامت بها إسرائيل فإنها ستسبب لها إشكالات كبيرة وكثيرة، لذلك ليس في مصلحتها على الإطلاق (القيام بمثل هذه العملية) لأن ذلك سيخلق عبئاً سياسياً ومعنوياً كبيراً للدول العربية».

 

وقدّر أن «إسرائيل لا ترغب في مزيد من الكراهية ضدها ولا أي تكاتف عربي ضدها لأن رد الفعل العربي الفوري هو أننا حينئذ قطعاً سنعلن عن موقفنا الرافض لهذه العمليات وأننا ضدها تماماً». وأضاف أن «هناك تنسيقاً أمنياً جيداً بين مصر وإسرائيل، وإذا حدثت مثل هذه العملية في غزة، فسيكون لها انعكاسها السلبي. والإسرائيليون في حاجة كبيرة إلى هذا التنسيق مع مصر والذي سيتأثر كثيرا جداً في حال قامت بمثل هذه العملية».

 

ولفت إلى أن «المجتمع الدولي، بكل قواه واتجاهاته من مناصرين للحرية وديموقراطيين، سيعبر عن غضبه إزاء أي عملية تستهدف غزة. وسيخرج مئات إلى الشوارع في تظاهرات مستنكرين ومنتقدين. وإسرائيل لا تحتمل ذلك.