أصبح بإمكانك تقييم واختيار خطيب مسجدك في غزة

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، لكنه العنوان الواقعي والمناسب لـ"برنامج خطباء" الذي طورته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، لتشرك المُصلين في عملية تقييم الخطيب ومراجعة أدائه من جميع النواحي.

ويعتبر البرنامج الذي يضم مميزات عديدة الأول من نوعه عربياً وإسلامياً، إذ أصبح بإمكان المصلين معرفة "خطباء الجمعة" سلفاً من خلال جدول الخطابة والخطباء عن طريق التقويم، إضافة لمعرفة سيرهم الذاتية، وبإمكان المُصلين معرفة أماكن المساجد وعناوينها للتتبع الخطباء الذين يُحبون الاستماع لهم.

ويقوم البرنامج على مشاركة المصلين بالتقييم إما من خلال نافذة "أرسل ملاحظة"، والتي تُمكنُ المُصلين من ابداء ملاحظاتهم عن الخطيب وخُطْبة، أو من خلال الضغط على اسم الخطيب وتحديد التقييم الذي يراه المصلي مناسباً من خلال التقييم حسب النجوم، وسيكون لتلك التقييمات أثراً كبيراً في تقييم الخطيب من خلال لجان متخصصة من الوزارة.

البرنامج حاز على إعجاب الكثيرين لفكرته وسلاسته، يضم مزايا أخرى تتعلق بالخطباء أنفسهم، إذ بإمكان الخطيب تسجيل الدخول في البرنامج، للحصول على النشرات والتقييمات والتقارير التي تعنيه، وهي ميزة تسهل على الخطباء أداء مهامهم.

برنامج الخطباء يضم إلى جانب ميزة التقييم مزايا عديدة تخدم المُصلين

بدوره، اوضح مدير عام الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، الدكتور يوسف فرحات أن "برنامج الخطباء الذي جرى تطويره، يهدف لمشاركة المصلين في تقييم الخطباء من جميع النواحي، لما لخُطبة الجمعة من مكانة وأهمية وتأثير في نفوس المسلمين".

وبين فرحات في حديث لـ"فلسطين اليوم" أن فكرة البرنامج قائمة على تسهيل أمور العبادة للناس، مشيراً إلى أن البرنامج يواكب الحداثة وسيشكل نقلة نوعية للمصلين، لافتاً إلى ان البرنامج يعطي دلالة على أن الوزارة منفتحة على الواقع الذي تعيش فيه، لاسيما أن الانفتاح ومواكبة الحداثة واستخدام التكنلوجيا يخدم الدعوة الإسلامية ويتقدم بها للأمام.

وذكر فرحات أن البرنامج يقدم للمصلي خدمة عصرية من خلال اعلامه باسم الخطيب، أو اسم المسجد الذي سيتواجد فيه خطيبه الذي يرغب في الاستماع لخطبه، مشيراً إلى أن التطبيق مزود بخرائط توضيحية ترشد المصلي لمكان المسجد الذي سيتواجد فيه الخطيب الذي يجب أن يستمع له.

وأشار فرحات إلى أن "تعرف المصلي على سيرة الإمام الذاتية من خلال البرنامج ستسهل عليه اختياراته، لافتاً إلى ان الوزارة تسعى لوضع جميع السير الذاتية للخطباء في البرنامج".

وشدد على أن تقييم المصلين للخطباء سيكون له أثر إيجابي في جوهر خطبة الجمعة من جميع الجوانب، مؤكداً أن الوزارة ستعطي أهمية كبيرة لتقييمات المصلين للخطباء، وان من يتكرر انتقاده من قبل المصلين ستشكل له لجنة إشراقية خاصة لتقييمه.

الوعظ والإرشاد: فكرة البرنامج قائمة على تسهيل أمور العبادة للناس وسيشكل نقلة نوعية في أداء خطب الجمعة والتقييم سيكون له ما بعده

وذكر أن من يتبين لديه نقص في بعض الجوانب ستعمل الوزارة على تقويمها من خلال بعض الدورات المتخصصة (النحو – الخطابة – اللغة – البلاغة – الفصاحة – الاستناد إلى الأدلة الشرعية)، وفي حال لم يستجب الخطيب للتقويم، سيتم نقله إلى دائرة أخرى إن كان مثبتاً، وفصله إن كان متطوعاً.

وأشار إلى ان "التقييم سيدفع الخطباء للإعداد والتحضر الجيد من جميع النواحي، فعندما يعلم أن جمهرة من المُصلين سيقيمونه سيركز في جوهر ومضمون وكل شاردة وواردة في الخطبة".

وذكر أن "الجزئية الثانية من البرنامج والمتعلقة بالخطيب نفسه، ستسهل عمل الوزارة، إذ سيكون تواصلها مع الخطباء من خلال البرنامج، فمن خلاله سيتم ارسال التعليمات والنشرات، وأخبار الوزارة".

وأوضح فرحات أن الوزارة تعكف على نشر ملصقات ورسومات توضيحية في جميع مساجد قطاع غزة، لحث الناس على المشاركة في البرنامج والتفاعل معه، لما فيه من فائدة عظيمة ستعود على المجتمع، مشيراً إلى ان دائرته ستتواصل مع الخطباء لإبلاغهم عن البرنامج وكامل تفاصيله، لافتاً إلى أن البرنامج يخضع لمرحلة تجريبية تستمر حتى الشهر الحالي.

في السياق، أشاد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس في "برنامج الخطباء" من ناحية الفكرة والهدف والأداء، قائلاً "فكرة تقييم الخطباء فكرة خلاقة ومهمة للغاية، لما لتأثير الخطيب في نفوس المسلمين".

الوزير ادعس: فكرة تقييم الخطباء فكرة خلاقة ومهمة للغاية، لما لتأثير الخطيب في نفوس المسلمين

وأضاف ادعيس لـ"فلسطين اليوم" :"الفكرة توضح مدى اهتمام الوزارة في تسهيل أمور العبادة للناس، ومدى عنايتها في المصلين"، مشيراً إلى أن "الخطابة أمر مهم للغاية، وان عمل الخطيب بمثابة الطبيب الذي يداوي القلوب والانفس ويدفعها إلى الخير ويدرأ عنها الشرور، لذلك تقييمه وتقويمه أمر في غاية الاهمية".

وأشار ادعيس إلى أن فكرة البرنامج تشابه إلى حدٍ بعيد فكرة برنامج "تقييم الخطباء" الذي أعده ديوان الموظفين العام في رام الله، لضبط أداء الخطيب من جميع النواحي، لافتاً إلى ان وزارته ستسعى إلى الاستفادة من كلا البرنامجين ودمجهما في برنامج موحد يضمن تحقيق اهداف البرنامجين.

من جانبه، أشاد ماهر أحمد السوسي استاذ الفقه في الجامعة الإسلامية في فكرة البرنامج القائمة على إشراك المصلين في تقييم الخطباء، نظراً لأهمية خطبة الجمعة، ومنزلتها العظيمة في الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى ان الفكرة إبداعية في خدمة الدين الإسلامي والمصلين وتسهل على الناس أمور عبادتهم.

د. ماهر السوسي يشيد في فكرة البرنامج القائمة على إشراك المصلين في تقييم الخطباء

وقال لـ"فلسطين اليوم": "إن المساجد في يوم الجمعة يكون فيها مئات الآلاف من المصلين، وهذا الحشد الكبير والمهيب يتطلب خطيباً جيدًا يعي ما يقول، وعلى استطاعة وقدرة تامة في تقديم الخطبة بكامل مواصفاتها الشرعية، لذلك من الضروري كان تقييم الخطيب من المصلين ومن المشرفين".

وأضاف: "إن الأمم المتقدمة هي التي تُقيمُ أعمالها حتى تتدارك الأخطاء لتجاوزها، وفكرة التقييم الإلكتروني للخطباء من خلال المصلين فكرة جميلة جداً، والأصل أن يتماشى الإنسان المسلم مع روح العصر، الذي حث على تطوير الأدوات والوسائل لخدمة الدين ضمن الضوابط الشرعية".

يشار إلى أن البرنامج من تصميم وبرمجة شركة متخصصة، ويتضمن البرنامج مزايا عديدة تهدف لمواكبة التطور الحاصل في الفضاء الإلكتروني، إذ يقدم تجربة أفضل للمستخدمين من جميع النواحي، ويواكب تطورات السرعة والوضوح والدقة بطريقة أكثر تميزاً وسهولة.

 

للاطلاع على البرنامج اضغط هنا