الحدث الأبرز

هدية "إسرائيل" في 2017 .. تقلب الطاولة وتُعيد "للقدس" بوصلتها

الساعة 12:14 م|04 يناير 2018

فلسطين اليوم

شَكَل السادس من ديسمبر 2017 نقطة تحول كبيرة على صعيد القضية الفلسطينية،حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة لما تسمى "إسرائيل"، وعزمه نقل سفارة بلاده من" تل أبيب" إليها، حيث عادت للواجهة كقضية مركزية للأمة، بعد أن غيبتها الصراعات العربية الداخلية، كما قاد القرار إلى انتفاضة فلسطينية ضده، واعتبر يوم الجمعة من كل أسبوع هو "يوم غضب".

وحظي القرار برفض فلسطيني كامل، وعربي وإسلامي، وكانت المواقف الفلسطينيةأبرزها حيث أكدت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس،  أن الرد على قرار ترامب هو إشعال انتفاضة عارمة في الأراضي الفلسطينية والاشتباك مع الاحتلال، وضرورة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإعلان السلطة ومنظمة التحرير انتهاء عملية التسوية.

ودعت لجنة القوى الوطنية والإسلامية في أول جمعة من القرار إلى مليونية، حيث خرجت الجماهير الفلسطينية في جميع أرجاء الوطن، الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، إلى الشارع، رفضاً للقرار وقاموا بإحراق علم أمريكا وصور الرئيس ترامب، وكذلك حرق علم إسرائيل وصور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وعلى صعيد السلطة الفلسطينية، أعلن رئيسها محمود عباس، رفضه للقرار وأن واشنطن لم تعد وسيطاً في عملية التسوية، ووقع على الانضمام لـ 22 اتفاقية دولية كان قد أجلها بسبب الضغط الأمريكي، وتوجه لمجلس الأمن عن طريق مصر، بمشروع لإدانة القرار وإلغائه إلا أن الفيتو الأمريكي أفشل مشروع القرار، ومن ثم توجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق اليمن وتركيا، وانتزعت فلسطين قراراً أممياً جديداً يدين القرار ورفضه ما سبب في عزلة الولايات المتحدة الأمريكية.

والتئم وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية لمناقشة القرار، وأكدوا على رفضه بشكل مطلق، وتم تشكيل لجنة مشكلة من مصر والأردن وفلسطين والسعودية لبحث سبل التصدي للقرار الأمريكي.

كما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قمة عاجلة لمناقشة القرار في إسطنبول، واتخذت قرارات رغم غياب زعماء عرب مؤثرين على رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس دولة الإمارات، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأكدت القمة على رفضها للقرار، والاعتراف بالشطر الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين.

وعلى الصعيد الشعبي، خرج ملايين العرب إلى الشوارع في العواصم العربية والإسلامية والأوروبية، رافضين القرار الأمريكي ومتمسكين بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وقاموا بإحراق العلم الأمريكي.

ورفعوا صور المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأعلام فلسطين، وشعارات تندد بأمريكا وسياساتها.

ورغم هذا الغضب الشعبي إلا أن الأنظمة العربية لم تتخذ أي خطوة دبلوماسية او اقتصادية ضاغطة على الولايات المتحدة لتجبرها على التراجع عن القرار، من استدعاء السفراء الأمريكيين لديها أو طردهم، وعلى العكس من ذلك وأثناء اجتماع مجلس الأمن قام وفد بحريني رسمي بزيارة للكيان الصهيوني بحجة تسليم رسالة سلام للإسرائيليين.

وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة (القدس والضفة الغربية وقطاع غزة)، استشهد نحو 17 شاباً خلال المواجهات مع الاحتلال، بينهم المقعد إبراهيم أبو ثريا خلال المواجهات مع الاحتلال على الشريط الحدودي شرق غزة، وأصيب المئات بالرصاص الحي والاختناق المسيل للدموع.

وفي إطار إصرار واشنطن على مواجهة العالم بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، أعلنت توقيف مساعداتها للسلطة الفلسطينية، ولوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، للضغط على الفلسطينيين للعودة للمفاوضات مع الإسرائيليين دون القدس، وهو ما تم رفضه فلسطينياً وعدم الخضوع للابتزاز المالي الأمريكي.

ويدخل العام الميلادي الجديد 2018 وانتفاضة القدس مستمرة وسط إصرار فلسطيني على المضي قدماً حتى تحقيق هدفها بإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن قرارها الأخير بشأن القدس.