تقرير الجنيدي يروي حكايته: طفل أمام كتيبة من جنود الاحتلال

الساعة 11:19 ص|03 يناير 2018

فلسطين اليوم

هو الفتى الفلسطيني، صاحب الأيقونة التي ربما تعتبر من إحدى الأيقونات التاريخية في عالم القضية الفلسطينية كيف لا وهو من وقف بين كتيبة كاملة من جنود جيش الاحتلال الصهيوني في قلب مدينة الخليل بالضفة المحتلة، وبالتحديد باب الزاوية.

إنه الطفل
صاحب الـ 16 عاماً والذي لم يكملها إلا داخل المعتقل الصهيوني، وهو ابن عائلة عريقة من عوائل مدينة الخليل بالضفة المحتلة ​​​​​​ والتي قدمت عشرات الشهداء والأسرى على طريق الحرية، وهو الابن الأكبر لأبيه وأمه لعائلة مكونة من سبعه أفراد.

هو أنموذج، لأطفال فلسطين الذين يبدعون في فن المقاومة ضد المحتل، فيجعلون من جيش الاحتلال الذي لا يقهر، "أضحوكة" للعالم أجمع يتفرج عليه.

فبعد انتفاضة القدس الأخيرة والتي جاءت عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان لشباب الخليل لمسة في مقاومة الاحتلال، وخصوصاً في أول نقطة تماس بينهم وبين جنود الاحتلال في باب الزاوية وهو حاجز الكونتينر كما يطلق عليه أبناء الخليل.

وبعد مواجهات حادة خرج جنود الاحتلال المدججين بأعتى سلاح متطور ليبدأ الجنود بإطلاق رصاص حقدهم على المتظاهرين، ويمطرون المكان بقنابل الغاز المسيل للدموع، وبعد كر وفر بين المتظاهرين وجنود الاحتلال وقع الطفل محمد الجنيدي والذي كان متواجداً في تلك اللحظة في المكان في قبضة جنود الاحتلال الصهيوني.

عن تلك اللحظات يقول الجنيدي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": كنت أقف بين المتظاهرين أثناء المواجهات وباغتنا جنود الاحتلال من إحدى الكمائن التي قد نصبوها لنا وتم الإمساك بي من قبل أحد الجنود بعد ضربة لي بعقب بارودته فأرداني أرضاً.

وتابع: بعد ذلك تجمع الجنود حولي وبدأو بإلقاء الشتائم وانهالوا علي ضرباً، واقتادوني معصب العينين دون أن أعلم عن عدد الذين يحيطون بي من جنود ومن ثم نقلوني أنا ومن معي من الشبان المعتقلين إلى معسكر قريب من المكان، وهناك ذقنا أشد انواع الضرب والشتائم التي كان كل من يمر من جنود الاحتلال يلقي جل غضبه علينا.

وأضاف: أجلسوني على بركة من الماء على الأرض في الأجواء الباردة ولم يثنهم ذلك عن اعتدائهم علي بالضرب حتى تم كسر يدي.

ووفقاً للجنيدي، نقلت قوات الاحتلال الأسير ومن معه من المعتقلين إلى التحقيق، ليوجه ضده تهمة إلقاء الحجارة، ولكن تدخل بعض مؤسسات حقوق الإنسان خفف الوطأة وتم الحكم عليه من قبل المحكمة بدفع غرامة عشرة آلاف شيكل وحضور المحاكم التي وضعوها له بتواريخ متفرقة .

وبعد ذلك أفرجت قوات الاحتلال عن الطفل الجنيدي ليبقى حبيس المحاكم الصهيونية.

ويتخوف والد الجنيدي من المحاكم الصهيونية، حيث أعرب عن قلقه على ابنه من تلك المحاكم والتي تؤثر على حياة نجلة الطفل وتخوفه أكثر من إعادة اعتقاله مرة أخرى.

وتصاعدت حدة الاعتقالات "الإسرائيلية" في صفوف المواطنين في الضفة المحتلة، خاصةً الأطفال منهم والذين بلغوا 1600 طفل معتقل من بداية عام 2017، تزايدت حدتها منذ قرار ترامب.

الجنيدي لحظة اعتقاله.jpg
 

الجنيدي2.jpg
الجنيدي3.jpg
الجنيدي4.jpg