هل من منقذ خلال 2018؟

تقرير "2017"عام المصالحة" بدأت بالحبو ونمت عـــرجاء ..

الساعة 10:32 ص|31 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

2017"عام المصالحة" بامتياز كما أُطلق عليه في البداية؛ وخاصة أنها تعثرت خلال السنوات الماضية، ولكن هذا العام رسم المتحاورون طريقهم؛ رافضين أن يغادروا ما بدأوا فيه، وقد أصروا على المواصلة رغم كل العقبات والملفات المفخخة, وهم مقتنعون بأن المصالحة هي طريقهم الوحيد، ووفق رؤية حماس بأن إدارة قطاع غزة أصبحت من الماضي وليس لهم أي علاقة لإحراج الطرف المتنصل.

عجلة المصالحة.jpg
المصالحة رسمت لنفسها طابعاً مختلفاً عن باقي الأعوام، وخاصة أنها كانت قبل أن تبدأ على مدار ال10 سنوات تموت في مهدها؛ إلا أن المصالحة هذه المرة بدأت بالحبو بطريقة صحيحة بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في القاهرة أولاً بأول، إلا إن وصلت بعض الأمور لطريق مسدود؛ لتصبح عرجاء لا طبيب ينقذها في المرحلة الحالية، وخاصة أن القدس أحرجت المتنصلين وأبقتهم صامتين .

تهيئة الاجواء

البداية كانت عندما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن حل اللجنة الإدارية فجر يوم ال17 من نوفمبر .

حل اللجنة الادارية.jpg
الاتفاق كان على ثلاث قضايا مهمة وهي :حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً والموافقة على إجراء الانتخابات العامة.

الثاني من أكتوبر كان يوماً غير عادي في قطاع غزة؛ حيث عقدت فيه الحكومة الفلسطينية جلسة لها في غزة هي الأولى منذ العام 2014م، فقد وصل الحمد الله إلى غزة بعد أسبوعين من حل حركة حماس اللجنة الإدارية التي كانت شكلتها رداً على ما قالت حينها إنه تخلي الحكومة عن مسؤوليتها تجاه القطاع، ولكن لم تحمل الحكومة أي قرارات.

زيارة الحمد لله.jpg
يوم التوقيع

الخميس 12 اكتوبر من العام 2017م وقعت حركتا حماس وفتح على اتفاق المصالحة في القاهرة بشكل رسمي، بحضور وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي وأعضاء الوفدين، واتفقت الحركتان حسب بيان إعلان المصالحة على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية، مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام.

توقيع المصالحة.jpg
دعت المخابرات المصرية جميع الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاقية الوفاق الوطني في 4/11/2011م، لعقد اجتماع في 21 من نوفمبر 2017م.

اجتماع الفصائل في 21 من شهر نوفمبر كان اجتماعاً شاملاً للفصائل الفلسطينية للبحث في تحقيق المصالحة، لكنه انتهى بتفاهمات عامة لم تتضمن سوى الاتفاق على عودة الاجتماع مجددا مطلع فبراير المقبل.

المصالحة.jpg
مطالبات بالحقوق

سقف التفاؤل الكبير لإنجاح المصالحة بدأ بالانخفاض من يوم لآخر وخاصة بعد تعنت السلطة الفلسطينية في التراجع عن أيّ من قراراتها؛  فيما يتعلق برفع العقوبات عن قطاع غزة، والذي كان شرطاً لحل اللجنة الإدارية والذي تم الاستجابة له منذ البداية، ناهيك عن التلويح بالملف الأمني وسلاح المقاومة وعدم حل قضية الموظفين, والمطالبة بعودة الموظفين القدامى للعمل في الوزارت مما استفز الموظفين الحاليين الذين لم تُحل قضيتهم حتى اللحظة.

إبر البنج التي أعطتها حركة حماس لموظفيها وكوادرها وللشعب الغزي نفذت، وخاصة بعد الانتظار حتى آخر رمق دون جدوى, البداية كانت من قبل نقابة الموظفين العموميين في غزة، والذين عينتهم حماس خلال الانقسام فقد قرروا التظاهر، والقيام بالعديد من الخطوات الاحتجاجية والإضرابات، إضافةً إلي عدم سماحهم للموظفين ما قبل 2007م بالعودة إلي الوزارات.

تحذيرات

يحيى السنوار القيادي في حركة حماس رفض التعليق منذ البداية بأمور تحبط المواطنين، مصراً على أن المصالحة في طريقها الصحيح، وقد هدد كل من يحاول تخريب المصالحة، محذراً لأول مرة من أن المصالحة الفلسطينية باتت اليوم في خطر حقيقي بعد تصريحات مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر، ومبعوث الرئيس الأميركي لمفاوضات السلام جيسون غرينبلات.

وأكد السنوار أن الحركة جادة في طيّ مرحلة الانقسام الفلسطيني،  مشدداً على أنّ حماس قررت قراراً قطعياً لا رجعة فيه أنها لن تكون طرفاً في الانقسام.

فصائل.jpg
ومن المحذرين أيضاً خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والذي أكد أن المصالحة الفلسطينية في خطر حقيقي، داعياً الرئيس محمود عباس إلى التدخل لإنقاذ الموقف، وقد اعتبر البطش أن مصطلح التمكين شماعة للمماطلة، وأن على الجميع أن يتحدث بمنطق الشراكة الوطنية، وأن التمكين فقط يجب أن يكون للمقاومة في الضفة الغربية لمواجهة المحتل، مضيفاً: "كان يُفترض بالحكومة قبل أن تلقي قنبلتها حول الموظفين أن تلتئم اللجنة الإدارية والقانونية المشتركة لمتابعة ملف الموظفين، وتسكينهم وهيكلتهم لتحل مشكلتهم، ولتتمكن من نقل الأزمة من صراع سياسي إلى فريق فني إداري متخصص يحل المشكلة حسب النظام والقانون.

الأمور معقدة

وعن تقييم المصالحة الفلسطينية قال المحلل السياسي طلال عوكل إن وضع المصالحة الفلسطينية غير جيد؛ إن لم يتم إنقاذها، فالخطر قادم وخاصة في ظل تعقد العديد من الأمور السياسية.

واعتبر عوكل في حديث خاص لفلسطين اليوم", أن الحل لإنقاذ المصالحة يكمن في أن تجتمع القوى السياسية الفلسطينية، وتصدر بياناً مشتركاً تدعو فيه مصر لاستئناف جهود المصالحة، وأن لا تبقى تتخفى وراء القدس رغم أهميتها، باعتبار أن المصالحة أول الطريق للصادقين في مواجهة السياسة الأمريكية والإسرائيلية بعد إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال".

واعتبر عوكل أن المصالحة جاءت من منطلق المصالح الخاصة بالنسبة للسلطة، متوقعا أن تسير الأمور نحو تحقيق المصالحة باعتبار أن التحدي القادم للفلسطينيين كبير، وسيجبر الجميع على الذهاب نحو المصالحة، ولن يكون هناك مجال لمحاولة حشد العالم وخاصة فيما يخص قضية القدس في ظل استمرار الانقسام.

اين وصلت المصالحة

"لا أحد منا يعرف أين وصلت المصالحة وماذا حدث فيها ؟ ولا نعرف ما الذي يجري على الارض؟ فقد غادر الوفد الأمني المصري فجأة قبل عدة أسابيع ولم يعد، وسمعنا تصريحات غاية في الإيجابية حول تسلم الحكومة مهامها كاملة لكن دون ترجمة عملية على الأرض ربما بانتظار تفسير قانوني حول مفهوم التمكين !!

تساؤلات طرحها الكاتب عماد الإفرنجي عن الذي تحقق منذ شهور، ونحن نتحدث عن المصالحة، وأهميتها، ودورها في النهوض بالمشروع الوطني، والتفرغ لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والوحدة والشراكة ؟! جرى تسليم الوزارات والهيئات والمعابر وفقاً لاتفاق القاهرة، ومارس كل وزير مهام عمله في وزارته، وأصدر الوزراء قراراتهم وتعاون الموظفون معهم، ونُشرت صورهم ونشاطاتهم في وسائل الاعلام، وتولت الحكومة جمع الضرائب والرسوم في المعابر، ولم تدفع للموظفين رواتبهم !! .

رواتب نقابة الموظفين.jpg
ورغم أن قرار عودة الموظفين المستنكفين كما نص الاتفاق من مهمة اللجنة الإدارية القانونية، التي ستبحث الأمر وتقرر الحلول قبل 1 فبراير 2018، فقد عاد نحو 1600 موظف إلى عملهم بتوافق بين الطرفين، مع ذلك فإن أحداً لم يشعر بوجود مصالحة، لأنه ببساطة لم يتغير شيء على الأرض، ومن المعيب حقاً أن نبقى نتحدث نحن الفلسطينيين عن الإجراءات العقابية المفروضة على مليوني فلسطيني في غزة، وأزمات الكهرباء والعلاج والدواء، ومستحقات شركات نظافة المشافي وجوازات السفر في غزة، والحريات واستمرار الاعتقالات وغيرها بالضفة في ظل خطر أمريكي إسرائيلي داهم حول القدس وقضيتنا الوطنية برمتها !!.

الأمل ب2018

وفي ظل الحديث عن المصالحة خلال 2017 هل سيبقى الأمل الذي تعلق به الغزيون نهاية العام حاضراً باكتمال أركان المصالحة رغم حالة السخط والغضب من المماطلة والغموض، وهل سيكون الأمل بأن تكون القدس المحتلة عاصمة فلسطين هو المنقذ خلال عام 2018م لحل جميع القضايا دون أي معوقات.

 

كلمات دلالية