خبر غزة أولاً.. معاريف

الساعة 10:31 ص|24 ديسمبر 2008

بقلم: أبراهام تيروش

كل المحللين والمتوقعين تنبأوا في الاشهر الاخيرة بان يكون الفساد و أو الوضع الاقتصادي في مركز الحملة الانتخابية القادمة علينا شرا. في نهاية المطاف، ما العمل، نعود الى مشاكل الامن. لا يمكن للحال ان يكون مغايرا في المنطقة المتنازعة والنازفة هذه. هذا ما يسمى "غزة اولا".

الانتخابات في ظل القسام هي موضوع معقد وخطير. المعاضل نشرت بتوسع في هذه الصفحات، وحماس تعرف كيف تستغل اوضاعا من هذا النوع. ما سيحصل او لا يحصل في القطاع في الزمن القريب، من عملية في العمق، عبر نشاط ذكي وحتى اتفاق "تهدئة" هزيل جديد يوجل الحسم فقط – سيؤثر على نتائج هذه الانتخابات أكثر من أي شيء آخر. وقبل ذلك سيؤثر على نتائج الاستطلاعات التي هي الاخرى لها آثار على النتائج في صناديق الاقتراع.

الانتخابات ليست شخصية ظاهرا. اما الحقيقة فانها شخصية، بل وشخصية جدا. الصراع بين الاحزاب الكبرى هو في مسألة من بين الذين يقفون على رأسها مناسب أكثر من غيره لقيادة الدولة في السنوات القادمة، التي من المتوقع أن تكون قاسية ومصيرية. "نواب بار-كوخبا"، اولئك الذين يقفون على رأس القوائم بعد الزعيم الرائد، لا يهمون احدا حتى لو كانت صورهم ترفع على رؤوس الاشهاد. ما يفعله أو يقوله او لا يفعله او يقوله باراك، لفني ونتنياهو في موضوع معالجة حماس في غزة سيحسم بقدر كبير مصيره السياسي.

من ثلاثتهم مصير باراك هو الاكثر تعلقا بذلك. فبيده القوة والصلاحية لان يقرر كيفية العمل هناك (وبيد رئيس الوزراء ايضا ولكن مصير هذا حسم سياسيا من قبل). باراك في الحضيض في الاستطلاعات. قرار سليم يحقق نتيجة ناجحة يمكنه أن يرفع من هناك. قرار خاطىء سيدفنه نهائيا في الاسفل. ولكن بيننا، اذهب لتعرف ما هو القرار السليم.

 خلافا لبعض من زملائي، اولئك الذين يدعون الى احتلال القطاع من جهة واولئك الذين  يدعون الى الحديث مع حماس من جهة اخرى واولئك الذين في الوسط فاني اعترف اني لا اعرف. آمل ان يكون باراك يعرف ويمكنني فقط أن اصلي، وانتم معي، في أن يتخذ القرار السليم، وان يكون هذا نقيا من كل اعتبار سياسي. هذا التخوف اعربت عنه هنا في الاسبوع الماضي بشأن كل المرشحين لرئاسة الوزراء ولكنه يتعلق بباراك اكثر منهم جميعا، وذلك لان وضعه السياسي كما أسلفنا هو الاسوأ وهو يبحث عن كل سبيل لاعادة بناء نفسه.

الرأي السائد هو ان باراك يدفع ثمنا سياسيا لقاء امتناعه عن عملية واسعة في غزة. لنفترض. إذن ربما يمكن مواساته بالتضارب التالي الذي سمعته على لسان رجل العمل: كلما ينزل عدد المقاعد التي يحصل عليها العمل في الاستطلاعات، هكذا يزداد الاحتمال في انهم في نهاية المطاف، في صناديق الاقتراع سيصوت له ناخبون أكثر.

يبدو غريبا؟ هاكم التفسير: الجمهور بالفعل يعتقد ان باراك ليس ودودا، ولا يسير حسب الموضة وليس لطيفا، كما قيل في اليافطات. ولكنه ايضا يعتقد بان الرجل ليس الزعيم المناسب لان يكون رئيسا للوزراء. بقدر ما يتبين بان ليس لباراك أي فرصة لان ينتصر في الانتخابات وليس هناك خطرا في ان يكون رئيس وزراء، سيكون هناك مزيد من الاشخاص، من الناخبين المحتملين للعمل، ممن سيعودون اليه ويصوتون له ولباراك كحد أعلى كوزير للدفاع.

مواساة فقراء. ولكن من أجل فقير سياسي كباراك، حتى هذا هو شيء.