خبر كيف يمكن التغلب على حماس.. هآرتس

الساعة 10:03 ص|24 ديسمبر 2008

بقلم: رؤوفين باركو

حماس هي تنظيم اسلامي يهدف الى تطبيق الموروثات الاسلامية من خلال القضاء على الكيان الصهيوني القائم فوق ارض الوقف الاسلامي في فلسطين. من الممكن فهم تحركات التنظيم من الحكايات الاسلامية النموذجية، واستخلاص العبر من الطريقة التي تسير عليها قياداته، والتي حددت لنفسها تدمير اسرائيل والقضاء على مواطنيها كهدف رئيسي اول. فهم هذه الشيفرة السلوكية يوضح سبب قيام جزء من الفلسطينيين في الضفة والقطاع بالتهليل والفرح عندما تحدث عمليات ارهابية او قصف وقتل طوال السنين.

الحكايات النموذجية الاسلامية العتيقة توفر لعمليات حماس غطاء الشرعية "الدينية- الاخلاقية- الديمقراطية" والبنية التحتية للقيام بالعمليات الساعية لنزع شرعية السلطة الفلسطينية المستعدة للتسويات (من الناحية الشكلية).

قصف التجمعات السكانية اليهودية بالصواريخ والراجمات مشتق من تركة الاسلام العتيقة تلك: بعد ثماني سنوات من هجرة محمد الى المدينة خلال حملته ضد "الكفار"، حاصر جيشه مدينة الطائف المعارضة له. معارضوه "الكفرة" تمترسوا في المدينة وقاوموه. على هذه الخلفية قرر محمد نصب منجنيق امام المدينة وقتل مواطنيها- بما في ذلك النساء والشيوخ والاطفال والرضع الذين اعتبروا من ذلك الحين مواطنين غير مقاتلين- وذلك من اجل اجبارها على الاستسلام. هذا القرار تحول الى جزء ممارس اليوم على يد حماس. من المهم ان نذكر انه رغم هذه الخطوة القاسية التي لا تعرف الرحمة اضطر محمد للانسحاب بسبب الخسائر التي الحقها المتمترسون بالمدنية بصفوف المسلمين، وليس قبل ان يلحق بالمدينة اضرارا اقتصادية هائلة. وبالنسبة لقضيتنا ، انسحاب محمد يبرهن على ان للقسوة حلا ايضا- الحاق ضرر مؤلم بالمعتدي.

السهولة التي لا تطاق التي يتطلع فيها المؤمنون بالاسلام الراديكالي لقتل اليهود لا ترتبط اذا بتحرير فلسطين فقط. هذه عقيدة نابعة من قيام محمد بذبح سبعمائة رجل يهودي في ساحة المدينة وطرد ثلاثة قبائل يهودية كان بعضها يقطن في مدينة خيبر الصحراوية. وكذلك في استلاب ممتلكات واموال واغتصاب نساءهم وبيع اطفالهم في سوق النخاسة في اليمن.

مثل خيبر كان شعار لحماس قبل عدة سنوات ايضا، ونحن شهود على محاولة حماس تطبيق عقيدة الاسلام الاساسية هذه اليوم ايضا. الامر الذي لا يقل سوءا هو التشبيه الشائع لليهود. من جهة "الشعب المختار" ومن جهة اخرى يوصفون بانهم كذابين، متآمرين وجبناء وخونة يختبئون من وراء تحصينات ومنقسمين فيما بينهم وبين انفسهم. باختصار هم فريسة سهلة. تشبيه اليهود بهذه الصورة هو المحرك الاسطوري للقيادة الاسلامية . لذلك هم يعتقدون ان حماس ستهزم اسرائيل وان المسألة منوطة بالوقت فقط.

الجزء الغريب من سلوك الراديكاليين الاسلاميين يتجسد بعد عمليات الرد الاسرائيلية التي تتسبب لهم بالالم. في ذلك الحين يرتفع صوت "جيش الشهداء" المتباكي مشتكيا بانهم قد الحقوا به ضررا غير اخلاقي. لسبب ما يبدو لهم ولاصدقائهم في العالم ان من المحظور على اليهود ان يردوا على الفلسطينيين بطريقة تشبه ما يفعلونه هم. من حقهم هم ان يرتكبوا المجازر فقط. اليهود في نظرهم اسرى الجدالات الاخلاقية والجبن ومقيدين بالرأي العام. فهم "الشعب المختار" الذي يرحم القساة، وعندما يردون الضربة الى اصحابها يقوم الفلسطينيون بتعليل الشيء من خلال الرواية القائمة على تشويه صورة اسرائيل- من دير ياسين حتى صبرا وشاتيلا. في الواقع الردع نشأ فقط عندما قامت اسرائيل بالرد بصورة حازمة وصارمة على قتل مواطنيها.

ولكن يجدر في هذه المرة ان نتصرف كـ "جبناء"، ان تعاملنا بالطريقة التي يروننا فيها وان لا ندخل لغزة. لدينا الان رصيد من العمليات وقد برهن عن نفسه. اجبارهم على دفع الثمن يمكن ان يتم من دون تعريض مقاتلينا لكمائن العدو. ذلك لانه حتى لو تم القضاء على البنية التحتية للارهاب في عملية عسكرية كثيرة الضحايا، لن يكون من الممكن تصفية الراي العام الفلسطيني المؤيد لحماس. من الناحية الاخرى يمكن تغيير اعتقاد الفلسطينيين هذا من خلال ضرب البنى التحتية الداعمة لاطلاق الصواريخ واجبارهم على دفع ثمن ملائم يؤدي الى اسكات مصادر النيران.

القائد الذي يكلف قائد دبابة باتخاذ قرار باستخدام مدفعه ضد هدف ارهابي محاط بالمدنيين او عدم استخدامه في غزة بدلا من ان ياخذ القرار بنفسه (اي ان يستخدم المدافع من بعيد ضد مصادر النيران ومحيطها)- لا يفهم الخصم ويضعف اسرائيل وقدرتها الردعية بصورة كبيرة. الاسلاميون المتطرفون يقومون الان بالتحقق من فهم اسرائيل اخيرا لقواعد اللعبة الدموية التي فرضت عليها.