خبر رياح مقلقة -معاريف

الساعة 10:56 ص|25 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: للسيدة ميركيل ايضا توجد ملاحظة، احيانا خطيرة، على هذه الاجزاء أو تلك من سياسة اسرائيل، ولكن فوق كل ذلك يوجد لديها الالتزام التاريخي الاعلى لالمانيا تجاه الشعب اليهودي ودولة اسرائيل. وينبغي الامل في أن يستمر هذا النهج، رغم أنف سيغمر غبريئيل وامثاله - المصدر).

يبدو أن القطار الالماني توقف على الخطوط. فالمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل، رغم انتصارها في الانتخابات، لا تنجح في تشكيل ائتلاف برئاستها مع كتلتين اصغر، وتضطر الى ان تتوجه مرة اخرى الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والذي وان كان باء بالفشل في الانتخابات الاخيرة، الا انه بقي الكتلة الثانية في حجمها في البوندستاغ الالماني.

ومع أنه لا توجد بين اعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي حماسة شديد لامكانية الارتباط مجددا بائتلاف اكبر مع الوسط – اليمين برئاسة ميركيل، الا ان زعيمه، ولا سيما مرشح الحزب في الانتخابات مخيبة الامال، مارتين شولتز، ليسوا متحمسين لان يقضوا السنوات الاربعة التالية على مقاعد المعارضة. هذا صحيح على نحو خاص بالنسبة لشولتز، الذي لم ينل بعد فرصة التذوق لمناعم الحكم.

ليس الجميع في قيادة الاشتراكية الديمقراطية شركاء في امنية السيد شولتز، وحتى هو نفسه والمؤيدين لنهجه يفهمون بانه من أجل تبرير انضمامهم الى الائتلاف من نواحي التسليم الجماهيري، سيتعين عليهم أن يجبوا ثمنا سياسيا هاما من كتلة المسيحيين الديمقراطيين بقيادة السيدة ميركيل. ويعتقد البعض أنه سيكون بوسعهم أن يستفيدوا من ذلك بمعنى أنه رغم فشلهم الانتخابي سيتمكنون من تحقيق اهداف معسكرهم السياسي في المجالات المختلفة واجبار معسكر الاغلبية برئاسة ميركيل على الاستجابة لمطالبهم، بما في ذلك مواضيع الاقتصاد والخارجية.

من يقود المعركة في هذا السياق هو وزير الخارجية في الحكومة المنصرفة، سيغمر غبريئيل، الذي تولى منذ وقت غير بعيد رئاسة الحزب واضطر الى التنازل عن منصبه لصالح شولتز. غبريئيل، بخلاف ميركيل، يتصدر خطا مناهضا لامريكا يخرج حتى عن التصريحات الشكاكة المقبولة اليوم في اوروبا ضد الرئيس ترامب. وبرأيه، على المانيا أن تتخذ سياسة خارجية مستقلة تشدد فيها على ارائها اكثر. وفي خطاب علني القاه في مؤتمر في برلين بحث في سياسة الخارجية الالمانية ادعى بان على المانيا أن تقرر مواقفها بشكل مستقل، « واذا كانت حاجة – ان تخط خطوطا حمراء »وان كان على نحو مشترك« وفقا لمصالحنا ».

النبرة الواضحة في اقوال غبريئيل كانت إن « على المانيا ان تتحرر من ضبط النفس الذي ابدته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية » – ما يذكر باصوات في اليمين المتطرف الالماني والتي تدعي بانه ينبغي التحلل من الاضطرارات العملية والايديولوجية التي فرضت على المانيا بسبب ماضيها. كما أن الزاوية الاسرائيلية لا تغيب عن اقوال غبريئيل، الذي بالمناسبة تحدث في الماضي ايضا عن شؤون تتعلق بنا بلغة لم تكن مقبولة، ومحظور أن تكون مقبولة في العلاقات الخاصة بين المانيا واسرائيل. فقد قال غبريئيل وهو الذي يسعى على ما يبدو الى مواصلة منصبه في الحكومة التالية

ايضا، ان على المانيا ان تعارض العقوبات التي فرضتها امريكا على العلاقات التجارية على ايران ومجد الاتفاق النووي مع ايران وهاجم قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.

من ناحية تاريخية، للحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني موقف ثابت في التأييد لاسرائيل، سواء حين حكم وحده أم في ائتلاف مع الوسط – اليمين أم في المعارضة، ولكن مثلما في اليسار في باقي ارجاء العالم، قد تظهر بين لاعبيه مؤشرات مقلقة، بما في ذلك لاسامية خفية كمناهضة اسرائيل، ويحتمل ان يقصد غبريئيل هذه الدوائر ايضا. هذه الاراء بصراحة لا تعكس نهج ميركيل، التي رغم الخلافات، وبقدر لا يقل عن ذلك، فوارق المزاج بينها وبين ترامب، لم تتخلى بالتأكيد عن الاهمية العليا للحلف الاطلسي. ولكن يوجد خطر الا تتمكن في وضعها السياسي الحالي الاضعف من أن تتجاهل تماما الاتجاه السياسي الذي يرغب غبريئيل وآخرون في حزبه لاتخاذه – سواء بشكل عام ام بالنسبة لاسرائيل.

للسيدة ميركيل ايضا توجد ملاحظة، احيانا خطيرة، على هذه الاجزاء أو تلك من سياسة اسرائيل – سواء في موضوع المستوطنات أم في مواضيع معينة اخرى – ولكن فوق كل ذلك يوجد لديها الالتزام التاريخي الاعلى لالمانيا تجاه الشعب اليهودي ودولة اسرائيل (مثلما رأينا في المناسبة في موضوع الغواصات ايضا). وينبغي الامل في أن يستمر هذا النهج، رغم أنف سيغمر غبريئيل وامثاله.

 

 

 

كلمات دلالية