خبر وها هي التوقعات- معاريف

الساعة 10:51 ص|25 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اوري سفير

(المضمون: في 2018 سيقف العالم في ظل الاستقطاب الذي قادته ولاية ترامب، والميول القومية المتطرفة ستتعزز. لا توجد اسباب تدعو الى التفاؤل في دولة اسرائيل أيضا – المصدر).

منذ بدأ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ولايته في كانون الثاني 2017، والعالم أصبح اكثر استقطابا حتى من عهد الحرب الباردة. ولكن ترامب ليس حادثة طرق مصادفة في التاريخ الامريكي. فالرجل يعبر عن اماني حقيقية توجد في المجتمع الامريكي ومعظم العالم. فهذه هي الموجة المضادة للعولمة التي صممت العالم السياسي والاقتصادي في العقود الثلاثة الاخيرة. اجزاء واسعة في الرأي العام الدولي ترى في العولمة تهديدا على هويتهم القومية. والمثال الامريكي يعكس الاماني القومية، وكراهية الاجانب. فالحركة المناهضة للعولمة، الترامبية، التي تنثر من كل ظاهرة متعددة الثقافات ومتعددة القوميات.

فالترامبيون ينفرون من الامم المتحدة، من الاتحاد الاوروبي، من الدبلوماسية الجماعية، من اتفاقات التجارة الحرة متعددة الجنسيات، من اتفاق المناخ، من الاتفاق متعدد القوميات مع ايران، واكثر من كل شيء آخر من الحركة الحركة للمهاجرين الاجانب. هذه حركة يقودها غير قليل من الناس، ولا سيما الرجال الذين يؤمنون بتفوق الرجل الابيض ويحتقرون غامقي الجلدة، المسلمين وفي الغالب اليهود ايضا.

في مواجهة الترامبية تقف القوى الليبرالية للعولمة التي تتبنى الحركة الحرة للتجارة، للاشخاص والافكار. فالليبرالية الكونية تتبنى التعاون بين الدول وحل النزاعات، والامم المتحدة

ايضا، وتؤمن عميقا بمبدأ المساواة بين الناس وبين الامم. وعلى رأس هذا المعسكر يقف الاتحاد الاوروبي برئاسة انجيلا ميركيل وعمانويل ماكرون. اما روسيا، التي تنفر من ترامب، تنتمي رغم كل ذلك الى معسكره بالذات اكثر مما تنتمي لغيره.

في العام 2018، من المتوقع للعالم أن يقف في ظل هذا الاستقطاب. فرغم تحقيقات المباحث الفيدرالية في التدخل الروسي في صالحه في الانتخابات الاخيرة، من المتوقع لترامب أن يحافظ على كرسيه في السنة القريبة القادمة. وطالما يسيطر الجمهوريون في مجلس النواب، لا يبدو ان هناك تهديد حقيقي للاطاحة بالرئيس. وعليه فان الحدث الاكثر مركزية في 2018 سيكون الانتخابات للكونغرس التي ستجري في تشرين الثاني. يمكن التقدير بان الديمقراطيين سيفوزون بالاغلبية في مجلس الشيوخ، ولكن ليس في مجلس النواب. وسيصبح ترامب أوزة عرجاء دون أغلبية في مجلس الشيوخ ولكن ليس غير خطير. وستكون نظرته منومة مغناطيسيا من احتمال انتخابه لولاية ثانية في 2020، وهو لن يبادر الى فعل حربي، ولكن اذا اضطرت الولايات المتحدة للتصدي لعمليات ارهاب، فان الهدف العسكري قد يكون ايران.

 

في اسرائيل، التي تشكل صورة مرآة للولايات المتحدة، توجد أغلبية يقودها الحلف بين القومية المتطرفة الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسيحانية للوزير نفتالي بينيت والمستوطنين، الحلف الذي يتبنى سياسة ثنائية القومية والانعزالية. مقابلهم توجد معارضة ليبرالية، هي من الناحية السياسية ضعيفة ولكنها من ناحية اجتماعية قوية وبارزة اكثر في التكنولوجيا العالم، في العلم وفي الثقافة.

في 2018 سنشهد على ما يبدو استمرار ميل القومية المتطرفة المسيحانية والمناهضة للديمقراطية واستمرار الهجمة على المعارضة، على السلطة القضائية ووسائل الاعلام. نتنياهو سيواصل تورطه في التحقيقات، ويحتمل حتى في توصيات لتقديمه الى المحاكمة ولكن سيواصل الحكم على ما يبدو، سواء بقوة القصور الذاتي ام من خلال انتخابات مبكرة.

يحتمل أن نشهد ايضا مواجهة عنيفة، سواء في الجنوب مع حماس أم في الشمال مع حزب الله أم في شكل انتفاضة فلسطينية ضد استمرار سياسة الضم والاحتلال. وسيعرف نتنياهو بكفاءة كيف يصد كل مبادرة تؤدي الى دولتين للشعبين. النظرة نحو 2018 متشائمة، بما في ذلك ايضا

بسبب الضعف السياسي لليسار واليسار – الوسط، بينما يتنافس غباي ولبيد على من سيكون يمينيا أكثر.

وماذا أتوقع أن يحصل ايضا في 2018؟ فتبرز امرأة من الحزب الديمقراطي، تتحدى ترامب في انتخابات 2020؛ الغاء الحظر على سياقة النساء في السعودية، والذي سيدخل الى حيز التنفيذ في حزيران القريب القادم، سيخلق ثورة حقيقية في الدولة؛ والمانيا على ما يبدو ستفوز في المونديال.

كلمات دلالية