خبر كلنا مذنبون .. سعيد محمد

الساعة 12:57 م|24 ديسمبر 2017

حدثني ابي أن رجلاً بعيداً عن قريته عاد من سفر فوجد منـزله يحترق، لقد كان هذا المنـزل أجمل منزل في القرية، وكان الرجل معجباً جداً بمنـزله الجميل. لقد تقدم لشرائه الكثير من الناس عارضين له ضعف ثمنه الحقيقي، لكنه لم يوافق على أي سعر.  والآن وجده يحترق أمام عينيه. فتجمّع آلاف الناس حول المنـزل من دون أن يستطيعوا عمل شيء لإنقاذه. فالنار قد انتشرت وأتت على كل المنـزل ولم يمكن إنقاذ أي شيء منه.                                                                

أصبح الرجل حزيناً جداً، لكن ابنه أسرع إليه وقال له هامساً: لا تقلق يا أبي لقد بِعتُ المنـزل يوم أمس بسعر جيد جداً: ثلاثة أضعاف ثمنه... كان العرض ممتازاً جداً فلم أستطع أن أنتظر رأيك، فتمّت البيعة.   رد الوالد قائلاً: أمر رائع إنْ كُنتَ قد بِعته بثلاث أضعاف ثمنه. عندها أصبح الوالد مُشاهداً مع مجموعة المشاهدين أمام المنـزل الذي يحترق.

حينها ادركت اننا كلنا مذنبون ان لم نكن كلنا فاسدون. حيث وانها تتوالى علينا قوافل المتفرجين من مرحلة لأخرى فجاءت مرحلة الحصار والكل ينظر الينا اما بنظرة المستغل المتآمر ام بنظرة الغير المعني، فرحم الله ايام عرب الجاهلية عندما غضب اقارب المحاصَرين في شعب ابي طالب وقد كانوا كفار ولكن غيرة القرابة والجوار دعتهم للتصدي لقرار الحصار.

وجاء مشهد قرار ترامب بنقل السفارة فما كثر المتفرجين من عرب وعجم فالكل اعرب عن استنكاره، وللأسف كان اختبار القدس الاول عندما قام الاحتلال بوضع البوابات الالكترونية على باب المسجد الاقصى فالجميع كان من المتفرجين فخط الدفاع الوحيد كان من الشباب المقدسي، فكانت هذه الرسالة التي تم ارسالها لترامب بان القدس ليس لها الا اهلها فجاء القرار والذي تم مواجهته اما بالاستنكار او بإحراق الاطارات من قبل الصغار.

اتمنى ان اكون مخطئ في قراءتي ولكني ارى القدس تنتقل من الحضن الديني الى الحضن القومي الى الحضن الفلسطيني الى الحضن المقدسي وبذلك يكون جمهور المتفرجين في تكاثر.

فعلينا ان نكون مشاركين لا متفرجين لأنه من لا يغار على وطنه وقضيته ديوث ولن يدخل الجنة ديوث

 

كلمات دلالية