هي مجرد صور، لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنها قد تطفئ النار التي تشتعل في قلب السبعينية الحاجة فتحية أبو هاشم، التي تتواجد حالياً في إحدى البلدان العربية، وتحرم من رؤية فلذة كبدها « إياد » الذي تعتقله قوات الاحتلال « الإسرائيلي » في سجونها منذ 20 عاماً.
الحاجة أبو هاشم، لا ترجو في حياتها، سوى أن تنعم برؤية نجلها، قبل أن تغمض عيناها إلى الأبد، فمنذ اعتقاله لم تره سوى مرة واحدة في عام 2000، وهي تتواجد حالياً في قطر ولا تستطيع العودة لقطاع غزة، كونها وعائلتها لم تحصل على هوية فلسطينية تتيح لهم زيارة قطاع غزة.
أبو هاشم يبلغ من العمر (41 عاماً) وهو أعزب من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أنهى (20) عاماً في سجون الاحتلال ودخل في فبراير الماضي عامه الـ (21) على التوالي في السجون، حيث انضم بذلك لقائمة عمداء الأسرى في سجون الاحتلال، فيما من المقرر الإفراج عنه في فبراير عام 2019.
ووفقاً لابن عمه أحمد، أوضح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب إياد في الثالث عشر من فبراير عام 1997، بعد تنفيذه لعملية طعن بطولية لأحد الجنود الصهاينة، في معبر رفح الحدودي.
وقال: إن محكمة الاحتلال أصدرت بحق « إياد » حكماً بالسجن الفعلي (16) عاماً، بتهمة محاولة قتل جندي صهيوني والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي؛ فيما ضاعفت المحكمة حكمه بستة سنوات أخرى ليصبح حكمه (22) عاماً، وذلك بعد أن قام الأسير إياد بضرب شرطي صهيوني، في سجن نفحة لمعاملته السيئة للأسرى أثناء التفتيش للغرفة التي كان يقبع بها.
وتابع: كان إياد كان مُقيماً مع عائلته النازحة في قطر ثم طلب المجيء لغزة رغبة في إكمال المسيرة التعليمية في جامعة الأزهر بكلية التجارة بغزة، لكن يبدو أن الأوضاع السياسية وقتها حالت دون ذلك.
وأضاف أبو هاشم، أن المعتقل « إياد » مع بداية استقراره بغزة تأثر بفكر حركة الجهاد الإسلامي، خصوصاً زاوية الدعوة، حيث كان من الشباب الملتزم في المساجد الذي لا ينقطع عن الصلاة ومن الشباب الرياضي حيث تلقى تدريب الكاراتيه في معاهد الرياضة في الخارج وقد حصل على الحزام الأسود في فنون القتال « الكاراتيه » .
وأضاف أبو هاشم، أن ابن عمه المعتقل إياد، انطلق في تاريخ 13/2/1997 إلى معبر رفح حاملاً معه حقيبته والتي تخفي سكين الثأر ليطعن بها أحد الجنود « الإسرائيليين » في معبر رفح الحدودي، انتقاماً منه لممارسات الاحتلال وإهانته لأبناء شعبنا على المعبر، ليعتقل بعدها، حيث أصدرت بحقه محاكم الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة (16 عام ) .
وأضح أن الأسير أبو هاشم وبعد اعتقاله بعامين أقدم على ضرب ضابط أمن في سجن نفحه انتقاماً منه لمعاملته السيئة والمهينة للأسرى من خلال إجبارهم على خلع كل ملابسهم لتفتيشهم، وعلى إثرها تم عزله وعقد محكمة خاصة له والتي بدورها أصدرت بحقه حكمًا إضافياً بالسجن لمدة ( 6 سنوات) ، ليصبح حكمه الإجمالي ( 22 عامًا ) ، أمضى منها الآن ( 20 عامًا) متواصلة ليلتحق بقائمة عمداء الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
وأشاد بالمعتقل إياد، حيث قال: إن إياد إنسان خلوق وشجاع ومجاهد عرف معاني الانتماء لكل فلسطين فضحى بعمره من أجل ربه وشعبه المغلوب على أمره ليقاوم الاحتلال بكل ما يملك وأكد أن العائلة تفتخر بإياد وكل الأسرى في السجون « الإسرائيلية » فيما أعرب عن أمله بأن تقوم المقاومة بإخراجه من السجن في أي صفقة تبادل قادمة مع الاحتلال.
ويشير إلى أن والدة الأسير قد قامت بزيارته قبل اندلاع انتفاضة الأقصى ليمنع الاحتلال بعدها أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم الأسرى في السجون « الإسرائيلية » ليتولى بعدها العم أبو محمد مهمة التواصل مع الأسير و أهله، حيث أكد أنه يقوم بإرسال صور الأسير لعائلتهم من باب الاطمئنان على حالته الصحية.
إياد أبو هاشم، لن يجد والدته بانتظاره عند خروجه، فقط أبناء عمومته من يحضرون أنفسهم لاستقباله، حيث أكد ابن عمه أن عائلته تنتظر إياد على أحر من الجمر، معربةً عن خشيتها من مماطلة الاحتلال والتسويف في إصدار حكم الإفراج عن ابنها، ودعت كل الجهات والمؤسسات الحقوقية بما فيها الصليب الأحمر بتحمل المسؤولية أمام منع الاحتلال من التواصل مع ابنهم في سجون الاحتلال « الإسرائيلي » .