خبر قرار الأمم المتحدة ضربة لترامب وتهديداته

الساعة 10:34 ص|22 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

أجمع كتاب ومحللون سياسيون على أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مدينة القدس، وضرورة « البناء عليه »، لمحاسبة وملاحقة « إسرائيل » والحفاظ على الحقوق الفلسطينية في المدينة، ولتحصين القرارات الدولية، مؤكدين أن القرار يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة لم تعد القوة القاهرة في العالم، ولم تعد ترسم سياسات الدول الأخرى، والتأثير عليها لانحيازها لإسرائيل« .

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الخميس، بأغلبية 128 صوتا، على مشروع قرار يؤكد اعتبار مدينة القدس من »قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي« .

ومثل القرار صفعة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر القدس عاصمة لما تسمى بإسرائيل في السادس من مطلع الشهر الجاري ديسمبر 2017، واستخدامه حق النقد الفيتو في مجلس الأمن على المشروع ذاته قبل أيام، كون الاجماع الدولي جاء رغم التهديدات التي أطلقها ترامب ومندوبة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هيلي، ما يعد تحدياً للولايات المتحدة من جهة وعزلها.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، إن للقرار أهمية كبيرة، مضيفا: » هناك تحشيد كبير لعزل سياسة الولايات المتحدة، رفضا لانحيازها لطرف دون الآخر« . وأشار إلى أن الولايات المتحدة، لم تعد القوة القاهرة في العالم وتشكّل سياساتها، »فرغم الضغوط الأمريكية العلنية صوتت 128 دولة لصالح مشروع القرار« .

وتابع: »ممثل فنزويلا في الجمعية العامة قال لواشنطن: العالم لم يعد للبيع، وقد أثبت دول العالم ذلك من خلال التصويت، ولم تعد تخشى أمريكا، العالم فهم طبيعة الصراع« .

وأوضح عوكل أن نتائج التصويت لا يستهان بها، فقد مارست الولايات المتحدة ضغوط كبيرة خفية وعلنية، وهناك دول تخاذلت، لكن المهم البناء على القرار بالاستمرار في محاسبة وملاحقة »إسرائيل« والولايات المتحدة ». مؤكداً أن هذا القرار يعني أن العالم مع فلسطين، لكن العدو صعب ويخرق القرارات الاممية« .

وتابع: »علينا أن نستغل القرار، ونراكم هذه الانجازات، والبناء عليها، والاستمرار في خوض الصراع بكل اشكاله في الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها« .

وأضاف: » العالم يشجع الفلسطينيين للانطلاق في محاسبة « إسرائيل »، القضية الفلسطينية باتت دولية بامتياز، وأحد اهتمامات الدول« .

بدوره، يقرأ سليمان بشارات، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة نتيجة التصويت من خلال 3 زوايا، أولها: أنها »أظهرت وبدون شك أن مفهوم القطب الواحد المؤثر قد اختفى عالميا، فالولايات المتحدة التي كانت تتحكم بالحركة السياسية الظاهرية عالميا، أصبح تأثيرها محدودا ولا يمكن أن تفرض رؤيتها كما كان في السابق تجاه القضايا المهمة والحساسة« .

وأضاف: » الزاوية الثانية، وهي أن إرادة الشعوب يمكن أن تتحقق في رفض السياسات التي لا تتناغم والحقوق التي كفلتها كافة المواثيق الدولية« .

وثالثا، يرى الباحث أن هناك »ملامح مرحلة مقبلة بدأت تتشكل، هذه المرحلة بداية لا تقوم على القطبية، وإنما على مبدأ التشاركية والتعاون والتوافق تجاه القضايا المركزية إقليميا وعالميا، وهذا الأمر يفتح المجال امام مزيد من التنسيق والتعاون« .

وأكمل بشارات: » يمكن البناء على القرار بكونه خطوة مهمة على الصعيد الدولي، حيث لا قفز عما أقرته القوانين الدولية والإنسانية، وأن مدينة القدس المحتلة وإن حاولت إسرائيل وواشنطن تغيير واقعها الديمغرافي والجغرافي، ستبقى مدينة فلسطينية إسلامية عربية« .

وتابع: » هذا القرار يضع حاجزا أمام محاولات إسرائيل استغلال إعلان ترامب لتسويق سياساتها على المستوى الإقليمي والدولي« .

وأِشار بشارات إلى أهمية إعادة ترتيب الأوراق السياسية الفلسطينية وعدم الوقوع بالخطأ مرة ثانية، في منح واشنطن »الرعاية الحصرية لعملية السلام، والعمل على إشراك دول محورية رئيسية في أي مراحل مقبلة لعملية السلام« .

ودعا إلى ضرورة »استثمار القرار بالعمل على محاسبة إسرائيل، وعدم الانتظار مزيدا من الوقت، فإسرائيل وواشنطن تراهنان على الزمن في تعزيز خطواتهم على الأرض« .

وقال بشارات: » القرار أعاد الدور الدولي للقضية الفلسطينية« ، لافتا إلى ضرورة تعزيز ذلك من خلال خطوات عملية على أرض الواقع، من قبل القيادة الفلسطينية والدول الإقليمية لفرض ثقلها بشكل أكبر فيما يخص القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وعدم السماح للتفرد الأمريكي فيها.

بدوره، يرى أستاذ الاعلام في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور فريد أبو ضهير أن للتصويت على موضوع القدس »أهمية بالغة بلا شك، خاصة في مجال العلاقات مع الولايات المتحدة« .

لكنه أضاف إن الولايات المتحدة، وإسرائيل وعدد من الدول الحليفة لها، يعملون على »تكريس الأمر الواقع« .

وقال: » لا شك أن ترامب يعمل بأوراق مكشوفة، ويستخدم منطق القوة بدون قفازات حريرية، كما كان الحال في فترات سابقة، فهو يدخل في أشكال جديدة من الصراعات والتحالفات مع دول العالم« .

واستدرك: » مثل هذا المنطق لن يعود على الولايات المتحدة، وحتى على دول المنطقة، وعلى العلاقات الدولية، بالاستقرار والتوازن، بل يخلق مزيدا من التعقيدات، ويخلق حالة من عدم الاستقرار« .

وأضاف: » التصويت كشف، ليس فقط من مع، ومن ضد، ولكن كشف أيضا غياب 21 دولة عن الاجتماع، وهذه أيضا لها دلالاتها، خاصة في ظل الخوف من الصدام مع الولايات المتحدة، وهو موقف بالطبع لا يرقى إلى الفعل، بل يمارس الفعل السلبي« .

ولفت إلى ضرورة »البناء على القرار، وأن يكون أداة مهمة في آلية التعامل مع الولايات المتحدة ومبادرات السلام وشروط التفاوض".

كلمات دلالية