خبر نجحت في اصابة الدولة بالجنون- هآرتس

الساعة 10:36 ص|21 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ربما تنجح انتفاضة الصفعات في المكان الذي فشلت فيه وسائل المقاومة الاخرى، العنيفة وغير العنيفة، في ايقاظ الاسرائيليين من سباتهم - المصدر).

 

في يوم الثلاثاء الماضي أطلق جنود الجيش الاسرائيلي النار على رأس حامد المصري (15 سنة) من سلفيت، الذي لم يكن مسلح بأي شيء، وأصيب باصابة بالغة. في يوم الجمعة أطلق الجنود النار على رأس محمد التميمي من النبي صالح، وهو شاب غير مسلح (15 سنة) وأصيب باصابة بالغة. في نفس اليوم أطلق الجنود النار على رأس ابراهيم أبو ثريا، مبتور الساقين، وقتل. وفي نفس اليوم وقفت عهد التميمي في ساحة منزلها مع صديقتها وصفعت ضابط في الجيش الاسرائيلي قام بغزو بيتها.

 

اسرائيل استيقظت بغضب من نومها: كيف تجرأت على فعل ذلك. الضحايا الثلاثة لاطلاق النار البربري لم يثيروا اهتمام اسرائيل، ووسائل الاعلام لم تكتب أي تقارير عن ذلك. ولكن الصفعة و« الركلة » للتميمي اثارت الغضب. كيف تجرأت على صفع جندي من الجيش الاسرائيلي. أن تصفع جندي يقوم اصدقاءه بصفع الفلسطينيين في كل يوم تقريبا ويضربونهم ويختطفونهم، وكما هو معروف يطلقون النار عليهم ايضا.

 

إنها حقا وقحة، هذه التميمي. لقد كسرت القواعد. الصفع مسموح فقط للجنود. هي التي تشكل التحدي الكبير، وليس الجندي الذي قام بغزو بيتها. هي التي قتل ثلاثة من ابناء عائلتها على أيدي الاحتلال، والتي تم اعتقال والديها عدة مرات، وحكم على والدها باربعة اشهر

 

سجن على مشاركته في مظاهرة امام بقالة – تجرأت على مقاومة الجندي. هذه وقاحة فلسطينية. لقد كان يجب على التميمي أن تعشق الجندي الذي قام بغزو بيتها وأن تنثر عليه الأرز، لكن ناكرة الجميل هذه قامت بصفعه. وكل ذلك بسبب « التحريض ». ولولا ذلك لما كانت بالتأكيد ستكره المحتل.

 

إن شهوة الانتقام المجنونة ضد التميمي (نفتالي بينيت: يجب أن تقضي حياتها في السجن) لها اسباب اخرى. الفتاة من النبي صالح قامت بتحطيم عدة اساطير لاسرائيل. والاخطر من ذلك أنها تجرأت على المس بأسطورة البطولة الاسرائيلية. فجأة يتبين أن الجندي البطل الذي يقوم بحمايتنا صبح مساء بجرأة وشجاعة، يقف أمام فتاة ليس في يديها شيء. وماذا بالنسبة للماسوشية التي حطمتها التميمي بسهولة، وماذا بالنسبة لهرمون الذكورة.

 

فجأة رأى الاسرائيليون من هو العدو الخطير الذي يواجهه: فتاة إبنة 16 سنة مع شعر مجعد. كل حملات الشيطنة ونفي الانسانية في وسائل الاعلام المجندة تحطمت بمرة واحدة أمام فتاة ترتدي معطف ازرق. اسرائيل فقدت صبرها. هذا ليس ما أخبروها به. هي معتادة أن تسمع عن مخربين وعن ارهاب وقتل. من الصعب تحميل التميمي كل هذا، حتى أنه لم يكن في يدها مقص. أين هي القسوة الفلسطينية؟ أين الخطر؟ أين الشر؟ يمكن أن نصاب بالجنون، فجأة تم سحب كل الاوراق: في لحظة نادرة ظهر العدو انساني جدا. يمكن كما هو معروف الاعتماد على اجهزة الدعاية وغسل الادمغة الناجع جدا في اسرائيل كي تقوم بسرعة بتشويه صورة التميمي. ايضا هي سيتم تصنيفها على أنها مخربة قاسية ولدت لتقتل؛ ليس لها أي دافع مبرر أو أي مبرر لاعمالها.

 

التميمي بطلة، بطلة فلسطينية. فقد نجحت في اصابة الرأي العام الاسرائيلي بالجنون. ماذا سيقول المراسلون العسكريون؟ وماذا سيقول محرضو اليمين وخبراء الامن؟ لماذا لدينا وحدة 8200، عوكتس، دفدفان وكفير، اذا كان الجيش في نهاية المطاف سيقف أمام سكان مدنيين عاجزين يكرهون الاحتلال، على صورة طفلة تضع الكوفية على كتفيها؟.

كلمات دلالية