خبر « رغيف غزة » يتصدر عناوين صحيفة الخليج الاماراتية

الساعة 10:48 م|23 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : الخليج

تناولت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها اليوم الاربعاء الأوضاع المأساوية في قطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي المستمر على القطاع منذ عدة أشهر" بمقالة حملت عنوان " رغيف غزة، في اشارة إلى ما يعانيه الغزيين من صعوبة في الحصول على رغيف الخبز.

رغيف غزة

قاسٍ ومؤسٍ ومؤسف منظر الفلسطينيين يقفون بالطوابير أمام فرن في القطاع للحصول على رغيف الخبز، فيما العالم كله ما زال يقف متفرجاً على جريمة بحق الإنسانية يرتكبها الاحتلال الصهيوني، وهو على الأقل توصيف مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ريتشارد فولك.

حصار خلف حصار خلف حصار إلى آخر سلسلة الحصارات التي تلتف دوائرها حول غزة، لكأن المطلوب شطب القطاع وأهله من الحساب، من الوجود، لألف سبب وسبب، ولكل جهة سببها، مثلما يراد في الأساس شطب الشعب الفلسطيني كله.

غزة محاصرة من الكيان الصهيوني بالإرهاب متعدد الوجوه، وأحدهم فيه لا يتورع عن الدعوة إلى محو أحياء فيها، وتسويتها بالأرض، بعدما كان آخر تمنى منذ زمن لو أن البحر يبتلع القطاع بما ومن فيه.

وغزة محاصرة بالانقسام الفلسطيني القاتل، بين السلطة و”حماس”، بين “فتح” و”حماس”، بين مشروع هنا ومشروع هناك، إلى حد كارثي صار ممكناً معه قبول طرف لقاء الاحتلال وتفضيله على من يفترض أنه من لحمه ودمه، فيما الآخر مستعد أيضاً لهدنة مع العدو واستبعادها، ولو في الإعلام على الأقل، مع من هو أخوه أو شقيقه.

وغزة محاصرة بالانقسام العربي المقيت، وهو انقسام يكاد يكون غير مسبوق، ولولاه لكان الكثير من المآسي تم توفيره على المنطقة وعلى العرب، في غير مكان من فلسطين إلى العراق إلى سوريا إلى السودان إلى لبنان إلى الصومال إلى ما يجري في المغرب العربي وعلى ضفاف الخليج، حتى لا تكاد تخلو بقعة عربية من المشكلات والصراعات والتناحرات ومشاريع الفتن والفوضى التي زرعها أصحاب مشاريع الهيمنة وتدمير القدرات ونهب الثروات.

وغزة محاصرة بالانحياز الغربي، وهو انحياز يرى وليس أعمى، لأنه صادر بقرار وينفذ بقرار ويستمر بقرار، مستفيداً من فراغ سببه العرب، فغياب الدول العربية عن الفعل وعن التأثير هو الذي يترك العدو يتمادى ومن يدعم العدو يتمادى، طالماً أن لا هذا ولا ذاك في وارد الخوف من أية خطوة تضع حداً لهذه الاستباحة غير المسبوقة أيضاً.

ومن لا يعين الفلسطيني على توفير قوته اليومي، كيف ينتظر منه أن يحرر الأرض ويحمي المقدسات ويحفظ الوجود؟