خبر الاسد يستعد لتوسيع سيطرته -هآرتس

الساعة 10:55 ص|20 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: بعد الانتصار في حلب والرقة يستطيع الجيش السوري التقدم الى مناطق اخرى، وربما يحاول الوصول جنوبا على طول الحدود في الشمال. واسرائيل ستضطر الى اعادة النظر في المساعدة الانسانية التي تقدمها للقرى السنية - المصدر).

 

نظام الاسد في سوريا يستعد لتوسيع المنطقة التي تقع تحت سيطرته في جنوب سوريا قرب الحدود مع اسرائيل. بمساعدة الهجمات الجوية الروسية ومقاتلي المليشيات الشيعية التي ترسلها ايران فان نظام الاسد يراكم المزيد من النجاحات. السيطرة على حلب في كانون الاول الماضي، وبعدها احتلال منطقة دير الزور والرقة في شرق الدولة من أيدي داعش، يحرر الجيش السوري والمليشيات الشيعية ويسمح لها بالعودة الى الاهتمام بمناطق اخرى، اعتبرت أقل اهمية بالنسبة للاسد. العملية القادمة يمكن أن تتم بالقرب من اسرائيل.

 

إن هجوم الجيش السوري والمليشيات التي تساعده ضد تنظيمات المتمردين يمكن أن تبدأ كما يبدو في المرحلة الاولى قرب الحدود السورية اللبنانية، في المداخل الشمالية لجبل الشيخ السوري، كي تقطع نهائيا طريق الامداد للمتمردين من لبنان، بعد ذلك، اذا نجحت هذه الجهود فان الجيش سيحاول التقدم نحو الجنوب على طول الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان، لطرد تنظيمات المتمردين من جنوب الجولان ايضا. ولكن الجدول الزمني غير واضح. وكالعادة في سوريا – يمكن أن يحدث فيه تأجيل.

 

اسرائيل التي اتخذت في السنوات الاخيرة موقفا أكثر تشددا ضد نظام الاسد، وبموازاة ذلك تقديم المساعدات الانسانية للقرى القريبة من حدودها، ستضطر الى اعادة النظر في سياستها، على خلفية وصول بضع مئات من نشطاء التنظيمات السنية المتطرفة المنتمين للقاعدة وداعش الى المنطقة.

 

في السنة الاخيرة ساد استقرار نسبي في الجانب السوري من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. في الجزء الشمالي الاكثر بعدا سيطر النظام، الذي عاد وسيطر على مناطق في جبل الشيخ السوري والقنيطرة الجديدة. قرب المنطقة التي تحت سيطرته كان هناك ايضا جيبان، الاول درزي – قرية الخضر – التي سيطرت عليها مليشيا محلية حافظت على العلاقة مع النظام، والثاني سني، في القرى المحاذية للحدود مع لبنان.

 

في الجزء الاوسط من الحدود سيطرت تنظيمات المتمردين من القنيطرة القديمة وحتى الجنوب. في هذه المنطقة تواجدت مليشيات سنية محلية، استعان جزء منها باسرائيل من اجل التزود بالغذاء والملابس والادوية والحصول على العلاج الطبي في المستشفيات في البلاد.

 

في وسائل الاعلام العربية برز ايضا الادعاء أن هذه المليشيات تتلقى وسائل قتالية وذخيرة من اسرائيل. في عمق المنطقة على بعد ما من الحدود عملت ايضا تنظيمات متطرفة تنتمي للقاعدة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).

 

في الجيب الجنوبي، المحاذي للمثلث الحدودي مع الاردن واسرائيل، يسيطر ذراع محلي لداعش، الذي يسمى الآن جيش خالد بن الوليد. هناك تداعيات اخرى لهزيمة داعش على أيدي نظام الاسد قرب الحدود، والآن يشن التنظيم صراعات للسيطرة مع تنظيمات اخرى للمتمردين، في الشمال والشرق، ومؤخرا، تقريبا هو لا يشارك في القتال ضد النظام. لقد وصل مؤخرا الى الجيب الجنوبي الذي يقع تحت سيطرة داعش بمحاذاة الحدود مع الاردن بضع مئات من المقاتلين ولاجئي المعارك من المناطق التي خسرها التنظيم. حسب التقديرات، يتجمع هناك حوالي ألف متمرد مسلح يعملون تحت إمرة الذراع المحلي لداعش. وفي القطاع الاوسط للحدود مع اسرائيل يزداد تواجد تنظيم متطرف، وهو فرع القاعدة الذي تلقى الدعم من المقاتلين الذين هربوا من مناطق المعارك في شرق الدولة.

 

في السنة الاخيرة، على خلفية نجاح نظام الاسد في القتال، والتدخل المتزايد لمليشيات شيعية وحرس الثورة الايراني في القتال، تزيد القيادة الاسرائيلية التحذير من نفوذ ايران في سوريا، وفي الاساس من اقترابها من الحدود في الجولان. ولكن الوضع الآن مختلف قليلا. أولا، تجمع المتمردين المتطرفين الذين ايديولوجيتهم التنظيمية معادية جدا لاسرائيل من شأنها أن تخلق امكانية للارهاب قرب الحدود. ثانيا، يبرز السؤال هل منح المساعدة الانسانية المتزايدة للمليشيات المحلية السورية لن يضع اسرائيل في مسار مواجهة مباشرة مع الاسد وايران، الذين لديهم احتمالات جيدة للانتصار على المتمردين.

 

في هذا الشأن، تتبلور مؤخرا مقاربات مختلفة في اجهزة الامن وفي المستوى السياسي. من جهة، هناك دعم لمواصلة تقديم المساعدات الانسانية للقرى السنية، وقد ذكرت المخاوف بأنه اذا اتسعت سيطرة النظام في المنطقة الحدودية فسيأتي في اعقاب الجيش السوري الايرانيين والمليشيات المتماهية معهم. في المقابل، سمعت آراء من جهات اخرى تقول إن عودة النظام يمكن أن تعيد الاستقرار في الحدود وأن تبعد من هناك التنظيمات المتماهية مع القاعدة وفي الاساس داعش.

 

وعلى أي حال، من الواضح أن تجدد القتال الداخلي في سوريا قرب الحدود سيجبر اسرائيل على اظهار يقظة خاصة واعادة النظر في مواقفها.

 

الدروز خائفون

 

في الاسبوع الماضي أجرى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس الاركان آيزنكوت وضباط كبار آخرين حوار مع رؤساء الطائفة الدرزية وضباط كبار متقاعدين من الطائفة على خلفية الازمة التي حدثت في بداية تشرين الثاني. في حينه، بسبب تقدم تنظيمات سنية متمردة نحو القرية الدرزية الخضر في شمال الجولان السوري، ثار احتجاج من قبل زعماء الطائفة في اسرائيل الذين قالوا إن حكومة اسرائيل تتعاون مع المتمردين وتعرض حياة الدروز في الخضر للخطر. على خلفية الاحتجاج حذرت اسرائيل المتمردين بأنها تفحص التدخل لصالح الدروز في الخضر، وقام المتمردون بالانسحاب من المواقع التي احتلوها قرب القرية.

 

التطورات الاخيرة في جنوب سوريا أثارت مرة اخرى خوف زعماء الطائفة في اسرائيل بأن يجد السكان الدروز في الجولان في قلب المواجهة بين النظام والمتمردين. في مقابلة مع ليبرمان وآيزنكوت تم التأكيد على التزام اسرائيل للطائفة الدرزية، وتم طرح انطباع الجهاز الامني بخصوص الاحداث في سوريا.

 

إن عدم الاستقرار في جنوب سوريا يستمر في اقلاق الجارة الجنوبية، الاردن. الصحافي بسام بدارين، الذي لديه مصادر كثيرة في النظام الاردني، كتب هذا الاسبوع في صحيفة « القدس العربي » أن الاردن يشعر بأنه متروك رغم التفاهمات التي تم التوصل اليها مع الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق الذي وقع في الشهر الماضي بشأن تثبيت مناطق « تقليل الاحتكاك » في جنوب سوريا. حسب اقوال بدارين، فان قائد « قوة القدس » لحرس الثورة الايراني، الجنرال قاسم سليماني، يواصل تشجيع تسرب مليشيات شيعية الى مدينة درعا المحاذية للحدود مع الاردن، وبهذا يعرض أمن المملكة للخطر في حين أن الدول العظمى تتركها لمواجهة المشكلة وحدها.

 

كلمات دلالية