خبر ليس بالقوة- هآرتس

الساعة 10:49 ص|20 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

من الصعب الامتناع عن القول انه في اسرائيل الحالية يعد ضبط النفس ضعفا، والتجلد اهانة. هكذا على الاقل يفهم من ردود الفعل على الشريط الذي نشر في الشبكة أول أمس، وبدت فيه فتاتان فلسطينيتان تستفزان ضابطا وجنديا من الجيش الاسرائيلي في قرية النبي صالح. احدى الفتاتين مسلحة بكاميرا، والثانية، عهد التميمي ابنة الـ 16، التي اعتقلت منذئذ، تبدو في الشريط تصفع وتركل الضابط بهدف حمله على الرد امام عدسة الكاميرا، ولكن الجنديين يتجلدان ويمتنعان عن استخدام القوة.

 

كما أن وزير التعليم نفتالي بينيت لم يتأثر ايجابا من الجنديين المسلحين، اللذين يتجلدان امام قبضتي الفتاتين ابنتي الـ 16. فقد قال في مقابلة مع صوت الجيش ان « الصور صعبة ». مشوق أن نعرف كيف كان سيعقب لو أن الجنديين انجرا الى اعتقال واستخدام القوة « وفقا لتعليمات فتح النار ». فهل عندها ايضا ستكون هذه « صورا صعبة » في نظره؟ في واقع الامر، لماذا نتخيل – فهل وجد الوزير من الصواب ان يشعر بالصدمة من صورة الفلسطيني مقطوع الساقين الذي اطلقت النار على رأسه الاسبوع الماضي؟

 

لقد قال بينيت انه « يعتمد على رئيس الاركان بان يحقق في الحدث » و « على الجيش الاسرائيلي أن يعرف كيف يصلح الامر ». غير أن حصر المشكلة بـ « الحدث » والأمل بان « يصلح » الجيش الامر ليس سوى جولة سياسية اخرى يجريها بينيت على الجيش. وذلك لانه طالما استمر الاحتلال، ليس للجيش ولن يكون قوة لاصلاح أي شيء. بل العكس: هذا هو أفضل الموجود. المشكلة تكمن بالمهامة التي لا تنتهي والتي يرسل اليها. في الشريط لا نرى الا الواقع اليومي

 

للاحتلال. « كيف ظننتم أن يبدو الواقع، الذي يختبىء خلف كلمات مثل »اخلال النظام؟« " سأل عن حق النائب عوفر شيلح كل من صدم بالشريط.

 

ويحاول النائب بتسلئيل سموتريتش هو الاخر ان يكسب بضعة قروش سياسية من الشريط ويتهم اليسار بـ »ضعف« الجيش الاسرائيلي. »الخوف من منظمات اليسار وكذا من غياب الاسناد الذي يحظى به الجنود في الميدان من القيادة العليا، يعطيان أثرهما فيسحقان ردع الجيش الاسرائيلي". هذا تلاعب كاذب آخر. ففي عالم فيه لدى كل طفل وطفلة هاتف مع كاميرا، وكل عمل يوثق وينشر، لا اليسار ولا قادة الجيش الاسرائيلي، بل الواقع هو الذي يسحق قوة ردع الجيش. كل عمل لجنود مسلحين حيال فتاتين ابنتي 16 كان سيعتبر في العالم، وعن حق، كعنف.

 

بدلا من تحريض الجمهور على المعارضة او على قادة الجيش، كان يجمل بحكومة اليمين أن تعترف بانه لا حل للمشكلة المركزية لاسرائيل غير وقف الاحتلال. وحتى ذلك الحين، ان تعترف على الاقل بالجميل لاولئك الذين يحاولون بكل قوتهم تلطيف حدة الخواطر والصمود بالحد الادنى من القوة في الوضع الصعب الذي تضع اسرائيل فيه أفضل ابنائها.

كلمات دلالية