بقلم: ليرم شتنسلر - كوبلنتس
(المضمون: كلما كانت الشرعية التي تتلقاها اسرائيل أكبر، هكذا يكون مجال مناورتها أكبر وأهم ويكون بوسعها أن تعمل تجاه حماس وغيرها من منظمات الارهاب في معركة تستمر وقتا أطول - المصدر).
مثل الانتفاضة التي نشبت في العام 2000 بعد زيارة رئيس الوزراء سابقا اريئيل شارون الى الحرم، فان اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالنسبة للقدس هو الذي شكل الان ذريعة لمنظمات الارهاب والشروع في جولة لاطلاق الصواريخ على اسرائيل.
حماس ومنظمات ارهابية اخرى في قطاع غزة يطلقون في كل مرة عددا قليلا من الصواريخ كي يجروا الجيش الاسرائيلي الى رد فعل قوي أكثر من مجرد الهجمات الموضعية على القطاع والتي ينفذها ردا على كل نار كهذه. والسبب في ذلك هو رغبة منظمات الارهاب التسبب بنزع الشرعية والشجب الدولي لاعمال اسرائيل انطلاقا من الفهم بالعلاقة الوثيقة بين الساحة العسكرية والسياسية في دولة ديمقراطية كاسرائيل، تخضع لاضطرارات ولجومات قانونية واخلاقية.
لا يمكن للجيش الاسرائيلي أن يسمح لوضع كهذا من « التنقيطات » ان يستمر لزمن طويل جدا، لان النار تسحق قدرة الردع الاسرائيلية، ولا سيما سقوط صواريخ في اراض مبنية والمس بمناطق سكنية. ان معنى صواريخ تسقط في ارض مبنية ولا تعترضها القبة الحديدية هو معنى عظيم. « فالقبة الحديدية اعتبرت منذ استخدامها في نيسان 2011 سلاحا دفاعيا ذا مغزى يسمح لاسرائيل بالدفاع عن مواطنيها في ظل تقزيم الضرر اللاحق بهم، كما يسمح للحكومة ولاصحاب القرار أن يقرروا تنفيذ الاعمال اللازمة بشكل موزون، دون ممارسة الضغط الشديد من جانب السكان الاسرائيليين الذين يشعرون بحماية نسبية. ومع ذلك، فان القبة الحديدية لا يمكنها أن تمنح حماية مطلقة. ومنظمات الارهاب على وعي بذلك وهي تحاول أن تجد السبل لاختراقها. المنظومة، التي هي موجهة بالرادار، هي التي تقرر الحاجة الى الاعتراض: اذا تبين بان مكان السقوط المرتقب هو مأهول أو قريب من منشآت استراتيجية، تقوم المنظومة باعتراض الصاروخ. وفي نار الصواريخ في الجولة الحالية كانت عدة سقوطات في مناطق مبنية لم تنجح القبة الحديدية في منعها، هكذا تنكشف نواقص هذه المنظومة والجبهة الاسرائيلية الداخلية تشعر بانها مهددة. يمكن أن نسمع الاصوات التي تدعو الحكومة الى الشروع فورا في حملة عسكرية بحجم اوسع من مجرد الهجمات الموضعية المنفذة.
لما كانت الشرعية للعملية العسكرية الاسرائيلية هي جزء لا يتجزأ من كل عملية يتم اختيار تنفيذها، فان عليها أن تضمنها منذ الان، كي تعد الارضية للعملية، والتي ستكون الاعمال الدعائية الدولية لها واسعة ودقيقة قدر الامكان. عليها أن تعطي انذارا واضحا لحماس – متى لا تكون مستعدة لان تتجلد اكثر من ذلك. يدور الحديث عن انذار لا يصدر فقط »من خلف الكواليس" في احاديث مغلقة، بل يكون علنيا ايضا للاسرة الدولية وذلك من أجل أنه حين وعندما تفتح حملة عسكرية، فان الاسباب التي أدت الى اندلاع الحملة ستكون واضحة وجلية للجميع. كلما كانت الشرعية التي تتلقاها اسرائيل أكبر، هكذا يكون مجال مناورتها أكبر وأهم ويكون بوسعها أن تعمل تجاه حماس وغيرها من منظمات الارهاب في معركة تستمر وقتا أطول.