خبر تراكم الخطايا/ بقلم: خالد صادق

الساعة 09:32 ص|18 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

تواصل الإدارة الأمريكية سياستها التعسفية بحق الفلسطينيين, متحدية مشاعر الأمة الإسلامية بل العالم اجمع, فالتظاهرات ضد القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني, تعم دول العالم اجمع حتى اليابان شهدت تظاهرات كبيرة منددة بالقرار الأمريكي الجائر, لكن أمريكا دائما تفكر بعقلية «رامبو» قاهر الأعداء, وتعيش تفاصيل الأسطورة والخرافة المزعومة, فقد أقدمت على اتخاذ قرار آخر في تحدٍ جديد للعالم اجمع بزيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لحائط البراق, رغم ان هذه الزيارة, في هذا التوقيت تحديداً قد تؤجج الأوضاع, وتشعل المنطقة, وتؤدي إلى مواجهات عنيفة في القدس يذهب ضحيتها المواطنون المقدسيون, لكن أمريكا لا يعنيها ما يمكن ان تنتج عنه هذه الزيارة, ولا يعنيها إزهاق أرواح الفلسطينيين, ولا تلقى بالا للمجتمع الدولي الذي ينتقد السياسة الأمريكية في التعامل مع الملف الفلسطيني, وهى ترسل برسائلها لمجلس الأمن الذي يبحث مشروع قرار يدعو لسحب قرار أمريكا بشأن القدس, وتقول أنها ماضية بسياستها رغم موقف العالم كله من هذه السياسة الحمقاء, وعلينا ألا ننسى ان من يدير السياسة الأمريكية هو دونالد ترامب. 

تتراكم خطايا الإدارة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني, فالدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني لهذا الكيان المجرم ليس له حدود, ولا يتوقف أبدا مهما كان حجم الطغيان الصهيوني, ومهما كانت الجرائم والمجازر التي يرتكبها الجيش النازي الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية, والفيتو الأمريكي دائما حاضر لمواجهة أي قرار يدين «إسرائيل» ويدعم قراراتها حتى تلك التي تخرج عن الإجماع الدولي, إلى ان وصلت الإدارة الأمريكية لحد الاستهانة بقرارات المجتمع الدولي وتحديها لتلك القرارات, وهذا لم يتأت إلا بعد ان ضمنت الإدارة الأمريكية عجزا رسميا عالميا  عن مواجهة سياساتها الخرقاء, واستسلاما رسميا عربيا وإسلاميا خوفا من سخط وغضب الإدارة الأمريكية, التي تلوح دائما بعصا الانقلاب في وجه الأنظمة, وتثوير شعوبها ضدها والتصدي لسياساتها, فالأنظمة العربية هشة وضعيفة وتقف على أرضية رخوة وغير مستقرة, وهى تعلم جيدا ان شعوبها لا تنتمي إليها, وهى بالتالي لا تنتمي للشعوب لأنها غير قادرة على تحقيق آمال وتطلعات شعوبها في العيش الكريم, وتحقيق ادنى درجات الأمن والاستقرار وضمان الحريات العامة.

أمام كل هذا الانحياز الأمريكي السافر لصالح الكيان الصهيوني, يقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فيقول إن الإدارة الأمريكية جادة بشأن التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, هذه هي قناعة المملكة والتي لا تجد في القرار الأمريكي أي غضاضة, وان الإدارة الأمريكية جادة في تحقيق السلام, وهو يوجه اللوم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال ان الإدارة الأمريكية, ليست وسيطا نزيها, وسنبحث عن طرف آخر داعم لحقوقنا الفلسطينية التي كفلتها القوانين الدولية, وغير منحاز «لإسرائيل», فالمملكة العربية السعودية لا ترى بديلا عن ترامب لرعاية مسيرة التسوية, وهى التي ضغطت على رئيس السلطة لأجل التوقيع على ما يسمى «بصفقة القرن» والتي تبدأ بتسوية القضية الفلسطينية وفق مخطط نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف بترسيم حدود «دولة إسرائيل» وفق الرؤية الصهيونية للحل النهائي.   

الخطايا الأمريكية تتراكم ضد فلسطين وقضيتها, بفضل المواقف الرسمية العربية المساندة للإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني, والمناخ الرسمي مناسب تماما لتمرير السياسات الصهيونية في المنطقة, والمضي بصفقة القرن الكارثية, لكن التعويل يبقى دائما على المقاومة الفلسطينية التي تحمل على عاتقها إفشال كل المخططات الصهيو- امريكية والتصدي للأطماع الأمريكية والإسرائيلية, اليوم أصبح التحالف الأمريكي الصهيوني فاضحا ويكشف عن تلاقي المصالح بينهما, والتغيير الحاصل في منطقة الشرق الأوسط فيه تمكين أكبر لإسرائيل وتوسيع نفوذ لأميركا من اجل السيطرة على مقدرات الأمة وتحويل كل المسارات لصالحها, معركتنا مع الاحتلال الصهيوني مستمرة مهما كان حجم المساندة الأمريكية «لإسرائيل», والمقاومة وحدها قادرة على إفشال كل المخططات الصهيو- أمريكية بمساندة الشعوب, التي ترى الخلاص من الحالة المزرية التي تعيشها الأنظمة العربية في دعم المقاومة وحماتيها واحتضانها وتحصينها من الضربات الداخلية والخارجية, فمواجهة التحالف الأمريكي الصهيوني تتطلب تحالفا وتلاحما بين الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية التي تدافع عن خيارات شعبها, وتسعى لتحقيق كل أماله وتطلعاته.

كلمات دلالية