خبر الامتحانات على الأبواب في غزة وأزمة الكهرباء تلازم الطلبة

الساعة 08:35 ص|16 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

« انقطاع الكهرباء.. من أصعب المشكلات التي يعاني منها سكان قطاع غزة منذ 11 عاماً، وتؤثر بشكل خطير على جميع المجالات ومنها المجال التعليمي .

وأزمة الكهرباء تهدد التعليم الفلسطيني الذي يُعد سلاح فعاّل لمواجهة التحديات القائمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص، ومنها تحدي الاحتلال، والتحدي الأخير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

في التقرير التالي نسلط الضوء على العديد من صور المعاناة التي يعانيها الطلبة وأولياء الأمور نتيجة أزمة الكهرباء التي تهدد تعليم أبنائهم وتنعكس سلباً على مستقبل التعليم الفلسطيني ».

السيدة شرين فياض وهي أم لأربعة أطفال تعبر عن استيائها الشديد من مواصلة هذه الأزمة وتقول :« إذا كانت الكهرباء مقطوعة فلا يوجد حل للواجبات و مذاكرة للدروس، و إذا حاولت مع أطفالي المذاكرة على أضواء »اللدات« فإننا نصاب بالتعب وألم في العينين وضعف البصر فنتوقف عن المذاكرة.

من جهتها تقول السيدة سارة محمد : » لدي بنتين يدرسن في الفترة المسائية، يرجعن للبيت مع آذان المغرب، وفي أيام كثيرة تكون الكهرباء مقطوعة في تلك الفترة، لذلك فرصة المذاكرة في الليل تكون معدومة، وفي صباح اليوم التالي لا يكون هناك وقت للمذاكرة، كما أنه عندما تجيء الكهرباء فهناك أعمال كثيرة تظهر في البيت تشغلني عن المذاكرة مع الأبناء ومن هذه الأعمال الغسيل و طهي الخبز وغيرها.

ولي أمر أحد الطلبة السيد علي إسماعيل يوضح أننا أصبحنا نحصر أوقات المذاكرة مع مجيء الكهرباء كما نضغط على أطفالنا بضرورة إنهاء الواجبات بسرعة خوفاً من انقطاع الكهرباء، وطبعاً الضغط على الأطفال بإنهاء المذاكرة وسرعة مراجعة الدروس له أثار سلبية على نفسية الطفل كما أن الطفل لا يستوعب المذاكرة جيداً .

ولي أمر الطالبة رهف في الصف الثاني  ناصر مسلم يقول: مع تطور المناهج والتعليم أصبح هناك حاجة للاستعانة بالأنترنت لتدريس الأطفال و حل الواجبات و إحضار البحوث ، لكن انقطاع الكهرباء يقف حائلاً أمام ذلك ومن هذا المنطلق يضطر الكثير من الطلبة للسهر في انتظار الكهرباء في الليل، والسهر بطبيعة الحال له آثار سلبية خاصة على طالب المدرسة حيث لن يكون هذا الطالب نشيطاً في صباح اليوم التالي.

السيدة أسماء تبدي انزعاجها من استمرار أزمة الكهرباء وتقول : في الحقيقة الأم غير قادرة على متابعة ابنها للدراسة  لأن وقتها موزع بين الغسالة والخبز، فإذا جاء الطفل يسأل أمه  فليس لديها وقت للإجابة ربما ينام الطفل دون أن يكمل واجباته أو التحضير لليوم الدراسي التالي.

وتضيف:« أيضا توقيت وصول الكهرباء غير مناسب فأحيانا كثيرة تأتي الساعة الثانية ليلاً فما الفائدة هنا لقد نام الجميع، هذا الأمر يدفع الأهل لأن يطلبوا من أطفالهم المذاكرة في النهار لكن النهار خاصة في الشتاء  وقته قصير.

وتوضح أنه عند انقطاع الكهرباء فإن الأطفال خاصة الصغار يخافون من الظلام و يخافون أن ينتقلوا من غرفة لغرفة ربما يبكون ويخافون من الذهاب للحمام مما يجعل بعض هؤلاء الأطفال يتبولون على أنفسهم ويصابون بالتخيلات والكوابيس والأحلام المزعجة .

السيدة نور القططي توضح أن الضغط على الطالب بإنهاء دروسة فترة الكهرباء وحرمانه من مشاهدة التلفاز أو اللعب هذا أمر  خطير فربما يكره الطفل الدراسة والمذاكرة .

نحاول التأقلم لكن دون جدوى

الطالب محمد زقوت من مدرسة شهداء الزيتون الثانوية شرق غزة يوضح  عدة إشكاليات تواجهه مثل ظلمة الفصل والتأثير السلبي الذي يصيب النشاطات العلمية التطبيقية ، أما الطالب خليل فحجان من مرحلة الثانوية العامة في مدرسة أحمد ياسين برفح فيقول: »

نحن كطلبة ثانوية عامة في أشد الحاجة للكهرباء،الفصل معتم ولا نستطيع تنفيذ أنشطة الحاسوب أو أنشطة العلوم على أكمل وجه، وبالنسبة للبيت فالكهرباء مقطوعة وهذا يحتم عليّ أن ابحث عن بدائل مثل الدراسة فوق سطح البيت أو استخدام الكشافات أو ممكن النوم مبكراً والاستيقاظ الساعة 12 ليلاً أو الثانية بعد منتصف الليل حين وصول الكهرباء.

الأزمة تصل الغرف الصفية

مدرسة عمر بن عبد العزيز الأساسية شرق غزة تضم 580 طالباً من الصف الأول حتى السابع الأساسي من المدارس التي تدرس في الفترة المسائية  وتعاني من  أزمة انقطاع الكهرباء.

يقول مدير المدرسة خالد التتر:« في فصل الشتاء وخلال الفترة المسائية هناك فصول تصبح معتمة لا تصلح للتدريس  إلا من خلال الإضاءة لكن للأسف فإن الكهرباء مقطوعة وهذا يؤثر على سير العملية التعليمية.

ويضيف: » إن انقطاع الكهرباء يؤثر بشكل سلبي على سير الخطط التعليمية حيث هناك نشاطات يتم تعطيلها مثل استخدام الحاسوب والسبورات الذكية في التعليم.

الأستاذ خيري الحجوج مدير مدرسة عبسان الأساسية ب بنين بشرق خانيونس يوضح أن أكبر مشكلة تواجهها المدرسة الإنارة داخل الصفوف الدراسية.

وبخصوص تأثير الكهرباء على المعلمين يقول معلم التربية الابتدائية بمدرسة الرافعي « ب » بجباليا شمال قطاع أ. زياد أبو شرخ:« أنه ضمن استخدام أساليب التدريس الحديث قمت بإعداد  عشرات الملفات التي تحتاج عرض ( L . C . D ) في مادة التكنولوجيا و لكن للأسف أغلب الأيام الكهرباء منقطعة مما يجعلني أشعر بالإحباط  و التذمر و الانتقال لاستخدام وسائل أخرى أقل كفاءة.

و في بيوت الطلبة فنلاحظ أن إنجاز الطلبة للواجبات والأنشطة يتفاوت بالتوازي مع  أيام وصول الكهرباء أو انقطاعها ، أيضا دراسة الطلبة على »اللدات" أمر غير صحي كما أن وصل الكهرباء غير كاف لشحن البطاريات.

أما من ناحية تربوية ونفسية فتوضح المعلمة إيمان ماضي من مدرسة آمنه بنت وهب برفح أن انقطاع الكهرباء يؤدي إلى العزوف عن الدراسة ومشاكل في البصر والرغبة في اللعب و الخروج من البيت، وإذا أهمل الطالب مذاكرته فإنه لايشارك في الفصل ويصاب بالانطوائية، ومن الممكن أن يكون هناك عنف أيضا بين الطلبة.

وتشير إلى أن جهود الوزارة والمديريات بتوفير الطاقة الشمسية أو المولدات الكهربائية في بعض المدارس هو أمر جيد لكن مشكلة انقطاع الكهرباء كبيرة لا تؤثر بشكل سلبي على المدارس فقط بل يصل تأثيرها الى البيوت وهذا له آثار خطيرة على العملية التعليمية بشكل عام.

وهكذا فهناك صور متعددة لمعاناة أهل غزة وطلبة العلم نتيجة أزمة الكهرباء ، وهناك ضرورة لإنهاء هذه الأزمة حتى نوجد البيئة التعليمية المناسبة لإيجاد الجيل الفلسطيني المتعلم ..جيل المستقبل التحرير والبناء.

كلمات دلالية