خبر عالم فلسطيني: القيادة الفلسطينية تستجدي واشنطن وإسرائيل في عملية التسوية

الساعة 09:22 ص|15 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

قال العالم الفلسطيني، رائد الاستثمارات الفلسطينية في الولايات المتحدة، عدنان مجلي، إن القيادة الفلسطينية تستجدى « إسرائيل » وأمريكا في عملية السلام، وأضاف أنها ضعيفة وغير موحدة، لافتا إلى أنه كان يعلم منذ عامين أن الإدارة الأمريكية كانت تعتزم إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وحذر القيادة الفلسطينية مرات عديدة من نية الإدارة الأمريكية وقتها لكن دون جدوى.

وأضاف، في حوار أجرته معه صحيفة « المصرى اليوم »، أن الكفاح المسلح لن يحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن طرح اسمه لرئاسة الوزراء في فلسطين لا يهمه بقدر اهتمامه بدعم ومساعدة الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الدور الأمريكي لن يهمش في عملية السلام، بل سيكون متواجدا حتى لو من الباطن من خلال دول غربية أخرى..

وإلى نص الحوار:

■ بداية ما رأيك في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس؟

- القرار مؤسف، لكن بالنسبة لي ليس مفاجئا، لأنني كنت أعلم بنية الإدارة الأمريكية منذ عامين، وحذرت القيادة الفلسطينية منه، والقرار لم يكن من ترامب بل الإدارة الأمريكية عامة، التي كانت تنوى إعلان القرار، سواء كان ترامب أو غيره في الحكم، لأن اللحظة الآن سانحة لهم لما وصل إليه الحال العربي المتشرذم، واختاروا هذا الوقت بالذات لأن العرب بدأوا يستعيدون عافيتهم.

وأريد أن أقول إنه دون مصالحة وتكاتف ووحدة فلسطينية لن تكون هناك القدس، ويجب أن تصبح القدس القاسم المشترك بين كل الفصائل، وأن يتم وضع برنامج ورؤية جديدة للفلسطينيين، لأن هذا هو الحل الوحيد للحفاظ على المكاسب الفلسطينية والقدس.

■ ماذا يعطل المصالحة خاصة أن حكومة الوفاق قالت إنها تريد إعلان تمكنها الكامل في غزة؟

- أنا رجل عملي وأؤمن بالشباب والتعليم، لكن الآن القدس أكبر بكثير من «حماس» و«فتح»، ويجب أن نرتقى لمستوى المسؤولية و«نكبر راسنا» على بعض التفاصيل التكتيكية والتفصيلية الحزبية الضيقة.

■ ديفيد ساترفيلد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية قال إنه سيتم الإعلان عن مبادرة سلام العام المقبل هل ترى أن السلطة ستوافق على ممارسة واشنطن مهامها كوسيط رغم إعلان انحيازها التام لإسرائيل؟

- لا يهمنا تصريحات أي شخص خارج المجموعة الفلسطينية، وما يهمنا هو أنه يجب إنهاء الانقسام، كما يهمنا فقط خارج المجموعة الفلسطينية مصر لأنها تبذل كثيرا من الجهد، لأن الانقسام عار على الفصائل وأقول إن أمريكا لم تكن لتجرؤ على قرار ترامب إذا كانت الجبهة الفلسطينية الداخلية موحدة وقوية.

■ هل ستتبنون نصيحة الشارع الفلسطيني بأن الكفاح المسلح هو الحل لأن الجهود الدبلوماسية لم تحصد نتائج جيدة للقضية؟

- الكفاح المسلح ليس هو الحل، لأننا جربناه عبر عقود من الزمن، ونحن شعب سلمى يطالب بحقوقه بأساليب سلمية، لأن أفضل شيء يهزم الإسرائيليين هي الاحتجاجات السلمية المتواصلة في فلسطين، والمنطقة ودول العالم، ويجب أن نشجع على مواصلة الاحتجاجات السلمية.

■ كونك عالما وحصلت على 800 براءة اختراع وتحارب السكرى والزهايمر ما علاج الزهايمر السياسي الذي تعانى منه القيادة الفلسطينية بشأن العلاقات مع أمريكا وإسرائيل؟

- العالم وأمريكا لا يؤمنون إلا بالقوة، ولا يوجد لديهم عدل أو ظلم أو حق، وقوتنا هي الوحدة والالتفاف حول الشعب، لأنه شعب ضعيف ومتشرذم ومتقاتل، خاصة أنه لا يوجد حرام وحلال في السياسة على الطاولة، وأن ترامب في لحظة ضعف العرب ضربهم باتخاذ قراره، والحل الوحيد يتمثل في الوحدة.

■ هل قرار ترامب نسف «أوسلو» لأن دون القدس لا توجد اتفاقات؟

- يجب أن نعلم ما نريده من « إسرائيل »، لأن هناك تغيرات كثيرة طرأت على المنطقة، ويجب أن تعاد صياغة كافة الاتفاقيات برؤية فلسطينية جديدة بشراكة عربية وغطاء إسلامي، لأن هذه الجزئية ركيزة القوة، والقوة ليست بندقية بل بالوحدة.

■ هل تم طرح اسمك لرئاسة الحكومة لأنك قريب فقط من الرئيس « أبومازن » أم أن هناك أصواتا تطالب بذلك؟

- لا أعرف، ولا يهمني ذلك خلال هذه الفترة، ولكن لأنى رجل اقتصاد وعلم، فهناك أصوات تنادى بذلك، ولا أهتم إلا بمساعدة بلدي ودعمه بكل ما أستطيع من قوة.

■ هل تفضل أن تتسلم منصبا تنفيذيا في السلطة أم تفضل أن تكون وسيطا بين السلطة والإدارة الأمريكية كمبعوث خاص؟

- لم أكن في أي وقت وسيطا بين السلطة والإدارة الأمريكية، أنا فقط إنسان أؤمن بالعلم والشباب، وأؤمن ببناء مؤسسات للشعب الفلسطيني، لأن هذا هو الحل الوحيد ليحقق الشعب الفلسطيني طموحاته.

■ هل سيكون هناك ارتباط اقتصادي فلسطيني- إسرائيلي عند تحقيق حل الدولتين وكيف يكون ذلك؟

- هذا هو المستقبل بعد حل الدولتين، ورؤيتي أنه سيكون هناك ترابط وصلح وعلاقات اقتصادية بالطبع، وأتوقع عند تحقيق حل الدولتين أن يكون هناك اتفاق بين إسرائيل وفلسطين والعرب والدول الإسلامية على طبيعة الدولة الفلسطينية، وستكون العلاقات في إطار مضمون المبادرة العربية للسلام.

■ لكل شيء نهاية، هل ترى أن الدور المصري يمكن أن يمل من عدم تفاهم الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة؟

- مصر مشكورة جدا، وأتمنى ألا يمل المصريون، وأناشد الفصائل والقيادة الفلسطينية، بأن تحترم الدور المصري ونترك الخلافات الحزبية.

■ أخيرا هل ستتراجع أمريكا عن قرارها كونك قريبا من صناع القرار في الحزب الجمهوري؟

- لا أعتقد ذلك، ولن تستطيع السلطة أن تهمش الدور الأمريكي في عملية السلام رغم انحياز واشنطن لإسرائيل، بل ستكون أمريكا حتى، وإن لم تكن في صورة مباشرة، مشاركة في عملية السلام، وستكون موجودة بطريقة أخرى مبطنة من خلال إحدى الدول الغربية.

كلمات دلالية