خبر حماس في ازمة استراتيجية- معاريف

الساعة 10:38 ص|11 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

ولكن من السابق لاوانه اطلاق صافرة التهدئة

بقلم: يوسي ميلمان

          (المضمون: التقدير الاساس في جهاز الامن هو أن حماس ليست معنية بعد في جولة عنف اخرى مع اسرائيل، بسبب أزمتها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية -المصدر).

       لا يرتبط كشف النفق في حدود غزة أمس باحداث « الغضب » التي أعلن عنها الفلسطينيون في أعقاب اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة إسرائيل، ولكنه يرفع مستوى التوتر أكثر فأكثر.

          هذا هو النفق الثاني الذي يكتشفه الجيش الاسرائيلي في داخل  الاراضي الاسرائيلية. فقد اكتشف السابق قبل نحو 40 يوما. ومع أن النفقين معدان للاستخدام لذات الهدف – التسلل في المستقبل الى اسرائيل لاهداف الهجوم والارهاب -  فثمة بينهما فارق كبير.

          الاول حفره رجال الجهاد الاسلامي، بعلم حماس. أما الحالي فيعود لحماس. الاول تسلل فقط بضع عشرات الامتار الى اسرائيل. اما الحالي فنحو كيلو متر، في منطقة زراعية على مسافة غير بعيدة من كيبوتس نيريم.    

          الاول فجره الجيش الاسرائيلي، ويحتمل أن نتيجة لذلك دمر أيضا بدايته في اراضي القطاع. وفي اثناء التفجير قتل 12 من رجال حماس والجهاد الاسلامي ممن كانوا فيه، أو علقوا فيه لاهداف النجدة والانقاذ لرفاقهم. اما الحالي، بسبب تسلله العميق نسبيا الى اسرائيل، فقد عطلته قوات الامن بشكل هاديء.

          الجهاد الاسلامي، الذي لجمته حماس، رد بتأخير كبير، قبل أكثر من اسبوع، على اكتشاف نفقه وموت رجاله وأطلق عشر قذائف هاون على موقع للجيش الاسرائيلي. مشكوك أن تتخذ حماس خطوة مشابهة، ولكن لا يمكن استبعاد هذه الامكانية تماما.

          النفق الذي انكشف كان من الانفاق المتطورة التي اكتشفها الجيش الاسرائيلي، مع بطانات قوسية ومدعومة جيدا، ولكن بدون فتحة خروج. ومع أنه حسب عقيدة الانفاق لدى حماس، مثلما انكشف في « الجرف الصامد »، فان نيتها هي حفر الامتار الاخيرة له في يوم الأمر وجعله قابلا للاستخدام.

          في  الحالتين كان الجيش الاسرائيلي يعرف بوجود النفقين، استنادا الى العتاد التكنولوجي الحديث لاكتشاف الانفاق والذي ادخل الى قيد الاستخدام في الفترة الاخيرة وتابع الانفاق على مدى زمن طويل.

          والى ذلك، تتواصل الاشغال على بناء العائق التحت أرضي على طول 65 كيلو متر من حدود القطاع. وستنتهي هذه بعد نحو سنة ونصف السنة. اما الدمج للعائق الذي يحفر في اعماق الارض والجدار العلوي فوقه مع جساسات وعتاد تكنولوجي، فانه يغلق على حماس ويعطل لها جدا أدواتها الاستراتيجية المركزية – الانفاق. حماس تعرف هذا وتعيش أزمة كبرى في مسألة كيفية تقنين افعالها.

          يمكنها أن تتشجع قليلا من أن ليس لاسرائيل بعد حل كامل لاداتها الهامة الثانية – الصواريخ. وبالاساس لقذائف الهاون لمسافة كيلو مترات قليلة.

          ان التقدير الاساس في جهاز الامن هو أن حماس ليست معنية بعد في جولة عنف اخرى مع اسرائيل، بسبب أزمتها الاستراتيجية والسياسية (العلاقات مع مصر لا تتقدم بالوتيرة المرغوب فيها، وكذا المصالحة مع السلطة تتعثر). وكذا الاقتصادية (اعمار القطاع يتم ببطء وأزمة مليوني من السكان تصرخ الى السماء).

          تفهم قيادة حماس بانه في الحرب القادمة قد تعمد اسرائيل الى انهيار حكمها، مثلما يحاول وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الامر للجيش.

          ولكن لا يمكن ان نستبعد ايضا امكانية أن بالذات بسبب ضعفها وأزمتها تقرر قيادة حماس تصعيد كفاحها على نمط « علي وعلى اعدائي يا رب ». فلا يزال من السابق لاوانه اطلاق صافرة التهدئة.

 

 

 

 

كلمات دلالية