خبر قريع: مخطّطات لوراثة «فتح».. ومال سياسي يُستخدم للسّيطرة عليها

الساعة 05:11 ص|23 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: الحياة اللندنية

حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، مسؤول التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» أحمد قريع من «مخططات لوراثة» الحركة يستخدم فيها «مال سياسي للتخريب والسيطرة عليها». وشدد على شرعية الرئيس محمود عباس، معتبراً أنه «لا يحتاج إلى تجديد أو تأكيد شرعيته». وقال إن «الأوضاع غير الطبيعية في الساحة الفلسطينية» لا تسمح بتناول قضية انتهاء ولايته الشهر المقبل.

 

وأكد قريع في مقابلة مع «الحياة» أن عباس «رئيس منتخب فاز في انتخابات رسمية وفترته في الأحوال العادية تنتهي في التاسع من الشهر المقبل، لكن الأوضاع غير طبيعية، وحين ينتهي الانقلاب (الذي نفّذته حركة حماس في غزة) يمكننا تناول هذه القضية وإدراجها للبحث والبت فيها، لكن طالما بقي الوضع الاستثنائي، فلا يجوز التشكيك في شرعية الرئيس في ظل الإرباك والانقسام السائد في الوطن». وتساءل: «ما المصلحة في أن نظل نطعن في شرعية بعضنا؟».

 

وعن أحقية رئيس المجلس التشريعي المسجون في إسرائيل عزيز الدويك في شغل موقع الرئاسة بعد التاسع من الشهر المقبل، قال قريع إن «شغل موقع الرئاسة قضية سياسية وليست قانونية، ورئيس المجلس التشريعي يشغل موقع الرئيس في ثلاث حالات فقط، وهي الوفاة أو الاستقالة أو فقدان الأهلية. لذلك، فالطعن في شرعية الرئيس عباس لا يجوز ولا يحق لأي طرف، وهو له الحق في أن يظل يشغل موقع الرئاسة مع تمتعه بالشرعية الكاملة إلى حين إنهاء الانقلاب في غزة».

 

واتهم من يروّجون لهذه الأفكار بأنهم «يرسخون الشرخ بين شطري الوطن، وإذا كان المطلوب فصل غزة عن الضفة، فليستمر هؤلاء في تبني هذا الموقف المرفوض من القوى الوطنية الحريصة على تعزيز وحدة الوطن». ودعا إلى الخروج من هذا المأزق «بإنهاء الانقلاب والعودة إلى طاولة الحوار».

 

وعما إذا كانت الانتخابات هي المخرج من الانقسام، رأى إنه «ليس من مصلحة الفلسطينيين الحديث عن انتخابات... كيف سنجري انتخابات والوطن منقسم إلى شطرين؟ لا بد من معالجة الوضع الداخلي وإعادة اللحمة الفلسطينية أولاً».

 

وأضاف أن «الأخوة في حماس يقولون إنهم سيطعنون في شرعية الرئيس، وأنا أسألهم لماذا حين كان الرئيس عباس يتمتع بشرعيته كرئيس وأقال حكومة هنية لم تلتزم حماس ذلك، فلنبحث عن كيفية تعزيز وحدتنا عوضاً عن القيام بما سيرسخ هذا الانقسام ويؤكده».

 

وشدد على أن «لا مستقبل لنا جميعاً كفلسطينيين إلا بالوحدة، وليس هناك أي سبب أو مقابل على الاطلاق يستحق التضحية بمشروعنا ومستقبلنا، فالمستفيد الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي بينما المتضرر هو الشعب الفلسطيني... الاقتتال الداخلي خطيئة كبيرة. ولم يحدث طيلة تاريخنا أن استخدمنا السلاح في مواجهة أو محاربة بعضنا بعضاً».

 

وأعرب عن أمله في «أن تتوجه جميع القوى الفلسطينية، وعلى رأسها فتح وحماس، إلى الحوار». وقال: «أتمنى باسم فتح أن نذهب إلى الحوار، مصر بذلت جهوداً خارقة من أجل إنجاح الحوار وفقاً للقواعد والأصول المتعارف عليها فلسطينياً وعربياً، لكن لم يتم الاستجابة لها».

 

وتمنى على مصر «أن تعيد محاولاتها ودعوتها للفصائل الفلسطينية ثانية في شكل نهائي إلى طاولة الحوار، وإذا لم نتفق حينئذ فلنذهب إلى صناديق الاقتراع».

 

ورحب قريع بانعقاد مجلس الأمن لمناقشة العملية السلمية، لكنه أعرب عن أسفه «لأنه لم يتم النظر في الأسباب التي لم تمكن الجانبين من الوصول إلى اتفاق»، مشيراً إلى الانتخابات الإسرائيلية والاستيطان والجدار العازل، وهي قضايا «لم يتم التعرض إليها بالشكل المطلوب».

 

وانتقد عدم تأكيد المجلس قرارات الشرعية الدولية التي تتناول القضية الفلسطينية، وقال: «كنت أتمنى أن يشير قرار مجلس الأمن بوضوح إلى المبادرة العربية للسلام، طالما أن المطلوب هو تحقيق تسوية شاملة».

 

وأشار إلى أن المؤتمر السادس لـ «فتح» «قطعاً سيعقد قريباً»، موضحاً أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستنهي عملها بداية الشهر المقبل وتسلّم الملف إلى اللجنة المركزية لتحدد مكان انعقاد المؤتمر وزمانه. وأكد أن «عقد المؤتمر استحقاق آت، وسينفذ، والظروف مواتية والأجواء مناسبة. ونرجو أن تتضح الأمور ليعقد قريباً».

 

ونفى وجود انقسامات داخل «فتح»، لكنه قال إنها «تواجه مشكلة، وهناك خلافات بين أعضائها في الصف الأول، لكن هذه المرحلة لا تحتمل هذه الخلافات... قاعدة فتح سليمة ونظيفة، وهذا ما يراهن عليه الكثيرون».

 

ولفت إلى أن الحركة «تواجه أزمة مالية حقيقية» بعدما توقفت مصادر تمويلها منذ عام 1990، داعيا «الأشقاء العرب إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه فتح لأن تعرضها لأوضاع غير طبيعية يعرض المشروع الوطني الفلسطيني إلى خطر كبير في غيابها».

 

وحذر من «مخططات لوراثة فتح، وهناك تآمر من أجل حدوث انقسامات وانشقاقات بهدف إثارة خلافات وصراعات للاستيلاء على الحركة من خلال مال سياسي مفتوح يدفع في اتجاه التخريب والسيطرة... وهناك من يساعد داخل الحركة لتسريب هذا المال الذي يستخدم أداة لخلق مشكلة».