خبر لغة القوة- يديعوت

الساعة 10:05 ص|03 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

لغة القوة- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: في مثل هذا الوضع، اذا كانت اسرائيل تقف بالفعل خلف الهجوم، فلا يتبقى لها غير اخذ حوار الطرشان هذا الى لغة مفهومة للجميع: لغة القوة. - المصدر).

 

اذا كانت المنشورات صحيحة، فقد كان هذا قصف مع رسالة سياسية حازمة وحادة: لن تقوم منشأة عسكرية ايرانية دائمة على الاراضي السورية، حتى لو كان الامر ينطوي على تصعيد عسكري. اذا كانت صحيحة بالفعل التقارير التي تنسب لاسرائيل الهجوم على القاعدة الايرانية في سوريا – فان اسرائيل انتقلت أمس ظاهرا من مرحلة التهديدات والتحذيرات حيال الايرانيين والسوريين الى المرحلة العملياتية.

 

فقبل بضعة اسابيع، حين نشرت الصحافة البريطانية صورا لمنشأة عسكرية ايرانية في سوريا، كان ينبغي للسوريين والايرانيين ان يفهموا بان مصير هذه المنشأة قد حسم. فقد استهدفت. اسرائيل، من جهتها، أعطت الايرانيين والسوريين أغلب الظن الوقت للنزول عن هذه الشجرة واعادة النظر في مخططات انتشارهم. غير أن الايرانيين يصرون على الاستهتار والاستخفاف بالرسائل التي تصلهم من جهة اسرائيل؛ لا يمكن للاسد أن يتراجع عن الالتزام الذي اعطاه للايرانيين بمنحهم حقوقا في اقامة قواعد برية، بحرية وجوية على اراضه؛ أما الرئيس الروسي، بوتين، الذي يعرف جيدا الموقف الاسرائيلي، فلا يمكنه أن يعارض التواجد الايراني في سوريا إذ ان الايرانيين يوجدون في سوريا وفقا لدعوة من الحكم السوري، تماما مثلما يتواجد الجيش الروسي في سوريا بذات التفويض.

 

في مثل هذا الوضع، اذا كانت اسرائيل تقف بالفعل خلف الهجوم، فلا يتبقى لها غير اخذ حوار الطرشان هذا الى لغة مفهومة للجميع: لغة القوة. هذا هو سبيلها للايضاح لكل الاطراف بانهم اذا لم يأخذوا بالحسبان مصالح اسرائيل فيسمحوا للايرانيين بالترسخ على الاراضي السورية كقوة عسكرية ذات مغزى – فسيكون لهذا ثمن عسكري. والان يفترض بكل الاطراف ذات الصلة بعملية التسوية في سوريا – السوريين، الايرانيين، الروس، الاتراك، الامريكيين، الاوروبيين – ان يتعاطوا مع اسرائيل كجهة اساسية لديها قدرة على التشويش بشكل عسكري على كل تسوية.

 

ان المنشأة التي تعرضت للهجوم أمس توجد في مدى الرقابة من الحدود الاسرائيلية، بكلمات اخرى، يبث الايرانيون: نحن لا نقيم قواعد في سوريا فقط، بل نحن نفعل ذلك من تحت أنفكم بل ونغرس اصبعا في العين.

 

اما توقيت القصف فهو الاخر ليس صدفة بل وجزءا من الرسالة. يمكن التقدير بان القاعدة التي هوجمت كانت فارغة من الناس. اذا كانت اسرائيل نفذت الهجوم فقد سعت الى البث: "انا افعل هذا حتى قبل ان تدشن القاعدة وترفع هنا أعلاما ايرانية. عندما ستضطر اسرائيل الى مهاجمة القواعد – سواء قاعدة جوية يسعى الايرانيون الى اقامتها الان في سوريا أم قاعدة بحرية – فسيكون هذا نشاطا مباشرا حيال قوات ايرانية، معناه مواجهة علنية بين اسرائيل وايران، بما في ذلك من آثار اقليمية بعيدة المدى.

 

كلمات دلالية