استشهد برصاص المستوطنين..

خبر هذا ما فعله الشهيد عودة قبل استشهاده!

الساعة 12:27 م|02 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

رغم التهديدات المستمرة للشهيد « محمود عودة » لترك أرضة القريبة من المستوطنات التي التهمت معظم أراضي قريته « قصرة » الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس، إلا إنه بقي يحرثها حتى رواها بدمائه الطاهرة بعد استهدافه من قبل المستوطنين الذين حاولوا مرارا الضغط عليه لتركها.

الشهيد عودة (47 عاما) قبل سنوات قام باستصلاح أرضه وزراعتها بالأشجار وحفر بئر للمياه فيها للري، وكان يواظب على التواجد فيها بشكل يومي رغم التواجد الدائم للمستوطنين في المنطقة وتهديده باستمرار ويعتدون عليه وعلى أرضه الزراعية دون رادع.

(يوم الخميس 30 نوفمبر) الماضي خلال تواجده في أرضه وبين أشجاره التي حافظ عليها بقلبه وروحه، كانت رصاصات الغدر تنتظره ليرتقي شهيدا على أرضه التي عشقها.

عبد العظيم الوادي، رئيس مجلس بلدة قصرة جنوب نابلس لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » قال: إن الشهيد مزارع أصيل اكتفى بعمل الأرض كمصدر رزق له وعمل على استصلاحها بالرغم من وقوعها في المناطق المصنفة « G »، وأنفق على ذلك الكثير من المال والجهد، في سبيل الحفاظ على هذه الأرض من الضياع وكف يد المستوطنين عنها« .

وتقع أرض الشهيد عودة على رأس الجبل في المنطقة الجنوبية الشرقية من القرية، وتدعى »رأس النخل« وهي تعتبر أفضل وأخصب أراضي المنطقة بالكامل، تطل على منطقة الأغوار وأريحا، وهو ما جعلها مطمعا للمستوطنين الذين يسعون للسيطرة عليها وخلق تواصل جغرافي بينها وبين مستوطنة »مجدولين« المقامة على الأرضي المواطنين هناك، والبؤرة الاستيطانية » إيشكوديش« والتي بناها المستوطنين عام 2000 على رأس الجبل.

وبحسب الوادي فإن الشهيد عودة، متزوج وأب لسبعة أطفال، يملك في المنطقة 40 دونما قام باستصلاحها وزراعة الأشجار المثمرة فيها، وبناء بئر زراعي وبيت زراعي ليتمكن من التواجد الدائم فيها وحراستها.

ولم تتوقف معركة الشهيد عودة مع المستوطنين فحسب، فقد تلقى في السابق أكثر من إخطارا بوقف الزراعة، ومصادرة الأشتال، وهدم البئر، إلا أنه لم يكترث لهذه الاخطارات لإيمانه بضرورة الاستمرار في خدمة الأرض التي ملكها أبا عن جد، فكان هاجسه الدائم أن لا تضيع أرضه منه.

والشهيد عودة هو خال الشهيد »عصام بدران" الذي ارتقى شهيداً في أيلول عام 2011 على أرضه نفسها وبنفس الطريقة حيث قام أحد المستوطنين بإطلاق النار عليه في أرضه مما أدى إلى استشهاده على الفور في حينه.

وبحسب الوادي فإن الاعتداءات على البلدة لم تتوقف يوما، فهذا الاعتداء رقم 85 على القرية، ويقصد هنا استشهاد عودة، إلى جانب محاولة هدم المنازل والاعتداء على الأراضي والمزارعين، وحرق مسجد وقطع أكثر 2728 شجرة زيتون وحرق السيارات وقتل الأغنام.

كلمات دلالية