خبر 30 تشرين الثاني، يوم النكبة اليهودية.. هآرتس

الساعة 10:51 ص|30 نوفمبر 2017

بقلم

 (المضمون: عند طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب ايضا طرح قضية اليهود الذين طردوا من الدول العربية، وتأخر اسرائيل سبعين سنة على طرح هذه القضية لا يمنع اعادة طرحها الآن في كل المحافل - المصدر).

اليوم، 30 تشرين الثاني، سيتم الاحتفال به كحدث رسمي في القدس للسنة الرابعة، يوم الخروج وطرد يهود الدول العربية وايران. كل ذلك وفقا للقانون الذي تم سنه في الكنيست في العام 2014. في هذا الحدث يتم احياء ذكرى تراث مليون يهودي عاشوا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، الذين وصلوا في معظمهم كلاجئين. والآن هم واحفادهم يشكلون حوالي نصف السكان. احتفالات مشابهة سيجرى في الجاليات اليهودية في ارجاء العالم

تاريخ 30 تشرين الثاني حدد بسبب قربه من 29 تشرين الثاني، وهو اليوم الذي تقرر فيه « تقسيم فلسطين » الذي اصدرته الجمعية العمومية للامم المتحدة. عندها بدأ المس باليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية. واليهود الذين خافوا على حياتهم في اعقاب تنكيل الحكومات العربية بهم، اضطروا الى ترك دولهم وترك ممتلكاتهم الشخصية والجماعية  من خلفهم، التي تمت مصادرتها.

بسبب اجراء الاحتفال الرسمي وطرح الموضوع في المدارس وفي ارجاء العالم، فان اسرائيل تتخذ بهذا خطوة هامة لاحياء ذكرى تراجيديا الجاليات اليهودية التي عاشت في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، التي تم اهمال قصتها. قليلون يعرفون عن الألم الذي عانته الجاليات بسبب يهوديتها وعن الضحايا التي قدمتها من اجل انقاذ نفسها.

منذ طرح موضوع يهود الدول العربية في النقاش العام، بما في ذلك في الامم المتحدة، انقسمت الآراء بين المحللين والكتاب، اسرائيليون وعرب، حول أحقية مفهوم مصطلح « النكبة اليهودية ». الاغلبية التي تطرقت لهذا الموضوع تجاهلت ضرورة اعادة الحق للمجموعتين السكانيتين من اللاجئين، الفلسطينية واليهودية. محللون عرب قالوا إن مصطلح « النكبة » يمكن فقط أن يشير الى مأساة اللاجئين الفلسطينيين. بالنسبة لهم هم فقط الذين عانوا من الحرب التي شنتها العصابات والجيوش العربية ضد اسرائيل في 1948.

ولكن الاختلاف بين المفاهيم لا يغير الحقيقة. لأن مليون يهودي تقريبا من الدول العربية اضطروا الى الخروج خالي الوفاض من الدول التي عاشوا فيها على مدى آلاف السنين، وصلوا الى اسرائيل كلاجئين. في كل العالم العربي بقي فقط مئات معدودة من اليهود. وهذا الامر حسب كل الآراء يعتبر تطهيرا عرقيا. حتى أن شخصية كبيرة في م.ت.ف، صبري جريس، وجه الانتقاد في حينه ضد الحكومات العربية بسبب طرد اليهود ومصادرة ممتلكاتهم. (« النهار »، بيروت، 15 ايار 1975). الصحف في تلك الفترة قدمت آلاف الشهادات على الشيطنة التي قيلت بخصوص اليهود. لذلك فان ادعاء أن اليهود قد عاشوا في هدوء في الدول العربية هو ادعاء مضحك.

الدافع الصهيوني ليهود الدول العربية الذي تطرق اليه عدد من المحللين يجب أن لا يقلل من موقفهم.

ربما يكون السبب في عدم طرح يهود الدول العربية على أنهم لاجئين يكمن ايضا في حقيقة أنهم أعادوا تأهيل أنفسهم في اسرائيل، وظروف حياتهم الصعبة في اماكن السكن غير الثابتة اختفت عن الانظار. وكل ذلك مقابل الحفاظ على بؤس اللاجئين الفلسطينيين على أيدي الدول العربية، بمساعدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة. حكومات الدول العربية، المسؤولة عن مأساة الفلسطينيين لا تمكنهم من تأهيل أنفسهم لأنها تعتقد أن اعادة تأهيلهم ستساعد اسرائيل.

اسرائيل كانت مخطئة في عدم طرح قضية معاناة وضائقة يهود الدول العربية في جدول الاعمال السياسي والاعلامي منذ سبعين سنة. احدى نتائج هذه المقاربة هي أنه يوجد أكثر من 160 قرار واعلان دولي يؤيد اللاجئين الفلسطينيين، وليس هناك أي تطرق لليهود الذين خرجوا من الدول العربية. وفي كل الحالات فان التأخير ليس سببا لالغاء طلبات يهود الدول العربية للحصول على تعويضات عن أملاكهم التي تركوها من خلفهم وعن معاناتهم.

يحظر نسيان ترك اليهود لبيوتهم في الدول العربية التي عاشوا فيها لاجيال. ويحظر علينا أن ننسى وصولهم الى البلاد دون شيء، واسكانهم كلاجئين في المساكن المؤقتة، عندما يتم ذكر اللاجئين وتبادل السكان الذي جرى في الشرق الاوسط في اعقاب النزاع العربي الاسرائيلي. ويجب ايضا طرح موضوع اللاجئين اليهود من الدول العربية.

تاريخ الشرق الاوسط ليس منافسة تراجيديا. مع ذلك ليس من العدل التحدث فقط عن معاناة طرف واحد، اللاجئون الفلسطينيون. إن حل مشكلتهم يجب أن يكون في دول سكنهم. يجب أن نذكر ونذكر أن الفلسطينيين والدول العربية هم الذين بدأوا المعركة ضد اسرائيل وانشأوا مشكلة اللاجئين. في المقابل، يجب اعادة الحق لليهود الذين خرجوا من الدول العربية.

كلمات دلالية