خبر قانون حماية نتنياهو-هآرتس

الساعة 11:28 ص|27 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

صادقت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع أمس على « قانون التوصيات ». فاذا كان لا يزال شك بشأن « شخصنة » مشروع القانون الذي يحاول اقراره رئيس اللجنة الداخلية النائب دافيد امسلم، رغم أنف كل محافل انفاذ القانون، بما فيها النيابة العامة، الشرطة وهيئات التحقيق الاخرى – فقد اتضح الامر نهائيا في الصيغة الجديدة لمشروع القانون.

 

بينما كانت في المشروع الاصلي محاولة للادعاء بان هذا هو قانون « يحمي جمهور الخاضعين للتحقيق »، ممن تضرروا من نشر الشرطة لخلاصة جمع الادلة، مما يسيء الى اسمهم رغم أن قسما هاما من الحالات ينتهي في النهاية باغلاق الملف، فان الصيغة المعدلة تعنى على أي حال بملفات معينة جدا فقط، كتلك التي يوجد فيها محام مرافق. وهذه هي ملفات قليلة، معقدة وهامة من ناحية جماهيرية. اما انطباق القانون على هذه الملفات فقط فيكشف كون القانون معد جيدا على مقاس قضية محددة – تحقيقات رئيس الوزراء.

 

دليل آخر على هذا الدافع جاء الاسبوع الماضي، من خلال الطرد المعيب للنائب بيني بيغن من لجنة الداخلية بعد أن طلب ان يشار في مادة الانطباق للقانون الى أنه لا ينطبق الا على التحقيقات التي تفتح بعد دخوله حيز التنفيذ، وليس على التحقيقات التي توجد منذ الان.

 

لا شك أن المحاولة لمنع الشرطة من كتابة خلاصة لملف الادلة حيث تفصل هذه الادلة، يمس بالتحقيق، وبعد ذلك في مدة وجودة معالجة النيابة العامة للملف. واشارت كل محافل انفاذ القانون التي حضرت المداولات في اللجنة الى ذلك صراحة – فخلاصة الملف هي أداة أيضا بالنسبة للمحقق نفسه، الذي يوجه نفسه على ضوئه، مثابة « نهاية فعل بتفكير مسبق »، وكذا بالنسبة للنيابة العامة بعد ذلك في « ربط النقاط » في هامش الادلة التي تضم احيانا الاف الوثائق ومئات الصناديق.

 

ان حقيقة انه في ملفات معينة يوجد محام مرافق لا تغير بصفتها هذه من حقيقة أن الشرطة هي الجهة المحققة التي لديها المعرفة الدقيقة لمادة الادلة والمسؤولية عن ادارة التحقيق. اذا كان كذلك، ففي هذه الملفات أيضا توجد حاجة حيوية الى خلاصة بيانات الادلة.

 

يفيد « قانون التوصيات » مرة اخرى، بان ليس الجمهور هو ما يهم المقترحين، او كبديل قضية مبدئية أو جوهرية اخرى، بل فقط مصالح رئيس الوزراء. مثل هذا الاستخدام، بأداة التشريع، لغرض قضية شخص معين، وبالتأكيد عندما يكون هذا الشخص هو رئيس الوزراء، يهين الكنيست ويمس بثقة الجمهور بالنظام الديمقراطية باسره. ان القانون ليس أداة لعب، وصلاحيات التشريع هي صلاحيات يودعها الجمهور في يد منتخبيه بثقة كي يستخدموها في صالح الجمهور وليس لمصلحتهم الشخصية.

كلمات دلالية