خبر لا تحولوها لنقمة..

الساعة 11:12 ص|27 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: خالد صادق

عادت وفود الفصائل الفلسطينية من القاهرة بخفي حنين, فجأة خرس.ت الألسنة وعجزت عن النطق بحقيقة ما جرى في لقاءات القاهرة, وتجاهل الجميع تساؤلات الناس, ولماذا لم ترفع العقوبات عن غزة حتى الآن, وما مبرر استمرار أزمة انقطاع الكهرباء شبه الدائم على المواطنين في قطاع غزة, وأزمة التحويلات والموظفين واقتطاع وانقطاع الرواتب, فتح تتحدث عن التمكين وأنها لم تمسك بزمام الأمور بعد, وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ، إن نسبة تمكين الحكومة في غزة لم تتجاوز (5%) حتى اللحظة. وأكد على حديثه نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول فقال, إن ما تم بشأن تمكين حكومة الوفاق من إدارة قطاع غزة حتى الآن «شكلي وليس جوهرياً».

 وحماس تقول مكناهم والكل يشهد على ذلك, أخلينا الوزارات والمعابر ونقاط المراقبة دون ان يقدموا خطوة واحدة ايجابية تجاه غزة,, والواقع يقول ان حماس قدمت كل ما طلب منها لتمكين الحكومة في غزة, ومستعدة لتقديم المزيد من التنازلات حسب مسئول حماس في غزة السيد يحيى السنوار, والفصائل تبرر صمتها وعدم توجيه اللوم لأي طرف بأنه يأتي من اجل المصلحة الوطنية العليا, ومن اجل الاستمرار في لعب دور الوسيط النزيه المقبول من طرفي الانقسام, والمحصلة في النهاية أن يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للدعاء. 

 الأمور الحياتية للناس تسوء يوما بعد يوم, والأوضاع المعيشية في غزة تنتقل من السييء إلى الأسوأ, ولا ادري على ماذا تراهن الحركات الفلسطينية والأحزاب, فالشعب يعاني اشد المعاناة, والرحى تدور فوق جسده, وهو الذي يئن ويصرخ دون ان يلتفت إليه احد, والكل يتحمل جريمة هذه المعاناة, لا نستثني أحدا, فمن يصمت على الجرم يكون مشاركا فيه, ومن يعجز عن إيجاد الحلول, والتعامل مع الأزمات وكشف المؤامرات وفضح المتآمرين, فهو سيتحمل أي ردة فعل من الجماهير ونقمتها وتذمرها, يجب ان نتوقف أمام الحقيقة مهما كانت مرارتها, وان نصارح الناس بما جرى في كواليس المصالحة, خاصة ان الفصائل دعيت للمشاركة في لقاءات القاهرة حتى تتحمل المسؤولية أمام الناس, وبالتالي أصبحت شريكة في النجاح والاخفاق على حد سواء, ونحن لا نريد لهذه الفصائل ان تكون مجرد شاهد على ما جرى, ولكن يجب ان تكون قوية بالقدر الكافي الذي تستطيع من خلاله ان تطلع شعبها على تفاصيل ما حدث, والطرف الذي يعيق إنجاح جهود المصالحة, والتدخلات الخارجية من أطراف عدة لإفشال المصالحة الفلسطينية ما لم تستجب لشروط أمريكا وإسرائيل.

 السؤال المطروح الآن هل وصلت المصالحة الفلسطينية لنهاية الطريق, وهل بالفعل تريد فتح الانسحاب من المصالحة دون الإعلان عن ذلك, خوفا من مواجهة الشعب الفلسطيني بهذه الحقيقة, كما صرح بذلك القيادي في حماس يحيى موسى، وان فتح تطرح موضوع تسليم سلاح المقاومة لأجل إفشال المصالحة الفلسطينية, إذا كان الأمر كذلك فلماذا تبرقون للناس بالأمل ثم تجعلون ذلك مجرد سراب, إننا نحذر من خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية, فالاحتلال يستغل حالة الانشغال الفلسطيني بالمصالحة لتمرير مخططاته, انظروا لما يحدث في القدس والاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى, وكأننا بمجرد انتهاء معركة البوابات انتهى دورنا في نصرة الأقصى, انظروا إلى كارثة  تسريب العقارات التي ارتكبتها الكنيسة اليونانية, انظروا إلى عمليات القتل والتصفية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة بحق المجاهدين, انظروا للقتل الممنهج للفلسطينيين على الحواجز العسكرية وعمليات الدهس والحرق ضدهم, انظروا للمخطط الصهيوامريكي لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الحل النهائي بالرؤية الإسرائيلية, والضغط الأمريكي على السلطة لتمرير ذلك, لا تدعوا المصالحة تشغلنا عن واجباتنا الرئيسية والأساسية تجاه شعبنا وقضيتنا, لا تحولوها إلى نقمة تستنزفنا.

اخيرا فإن المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» العبرية عاموس هرئيل حذر من ان الجهاد الإسلامي يسعى إلى اغتنام الفرصة لإغلاق الحساب المفتوح مع «إسرائيل» بسبب تفجير النفق على الحدود الشهر الماضي، الذي استشهد فيه 12 من ناشطي الجهاد وحماس, فعلى ما يبدو ان هذا الأبله, لا يدرك ان الجهاد الإسلامي لا يغلق أبدا الحساب مع «إسرائيل» سواء قبل أو بعد جريمة النفق, فالحساب سيبقى مفتوحا حتى زوال هذا الكيان المغتصب عن كل أرضنا الفلسطينية من نهرها إلى بحرها, فهذا عهدنا مع الله, ثم مع شهدائنا الأبرار

كلمات دلالية