العمل بالآلية القديمة ودون وجود الإوروبيين

خبر « مصر » تحشر السلطة في الزاوية وتفرض « الأمر الواقع » في المعبر

الساعة 01:18 م|18 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

حالةٌ من الإرباك صاحبت قرار فتح معبر رفح البري في أول اختبار عملي لإدارة حكومة الوفاق للمعبر الذي تسلمته وفق ما ارادت « على بياض »، لاسيما أن التقديرات تشير إلى أن مصرَ أعلنت فتح المعبر « بشكل مفاجئ » ودون ترتيبٍ مسبق مع السلطة، الأمر الذي استدعى حضور رئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج، واستدعاء الحكومة لعدد من العاملين في معبر الكرامة، إضافة لاستدعاء قوة شرطية من حكومة غزة السابقة.

وعلى ما يبدو ان مصرَ لم تنسق مع السلطة الفلسطينية عند إعلانها فتح معبر رفح المفاجئ، خاصةً إذا ما اخذنا بعين الاعتبار تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد « ان عدم فتح المعبر كان لظروف خاصة تتعلق بمصر، ونحن نُقدر هذه الظروف الحساسة، علما بأننا جاهزون لفتح المعبر في أي وقت ».

مصر غير معنية باتفاقية 2005 التي تنص على وجود الإوروبيين ومراقبة الإسرائيليين

وأصيب المواطنون بغزة بخيبة أمل شديدة جراء عدم فتح معبر رفح بشكل طبيعي، وفقًا لإعلان وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بأنه سيفتح بشكل طبيعي في 15 نوفمبر، بعدما تسلمت حكومة الوفاق كافة الوزارات والمعابر بغزة.

ومن الممكن أن يشير الفتح « المفاجئ » من الطرف المصري -إذا صحت التقديرات- إلى محاولة المصريين وضع الكرة في ملعب السلطة وحكومة التوافق التي تحججت أكثر من مرةٍ بالظروف المصرية، وبذلك تكون مصر ردت على ادعاءات السلطة التي قالت « ان تأخير فتح المعبر مرتبط بأوضاع أمنية في سيناء »، مع تأكيدها على جاهزيتها الكاملة للعمل.

مصر وضعت الكرة في ملعب السلطة 

وعلى الرغم من تمسك السلطة الفلسطينية بعمل المعبر وفقاً لاتفاقية 2005 التي تنص على تواجد الأوروبيين والإسرائيليين بطريقةٍ غير مباشرة، عمدت مِصرَ على العمل في المعبر مع وجود السلطة بالآلية القديمة المتعارف عليها، والتي تستثني وجود الأوروبيين، وهي خطوةٌ تدلل على أن مصر ليست معنية بوجود الأوروبيين أو أي طرفٍ ثالث.

ومن الممكن ان يحمل سيناريو « الفتح المفاجئ » أن تكون محاولة مصرية لوضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة في الزاوية، وفرض سياسة الامر الواقع على الحكومة بأن تضعها عند مسؤولياتها تجاه غزة والإسراع في تشغيل المعبر، بعد تلكؤ غير منطقي من طرفها، الأمر الذي أحرج الدور الإقليمي المصري، الذي تحاول مصر أن تستعيده من خلال ملف المصالحة الفلسطينية.

وفي ضوء الإعلان عن « الفتح المفاجئ » للمعبر وصل رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، ظهر الجمعة، بشكلٍ مفاجئ إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز شمال القطاع.

وفي سياق زيارة فرج، أشارت المصادر أن الزيارة المفاجئة جاءت لبحث ملفات وقضايا عدة على رأسها ملف معبر رفح البري.

استدعاء السلطة لقوة شرطية من حكومة غزة السابقة عَرَض شرط الاستلام « على بياض » للحرج الشديد

لى جانب ذلك، كانت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية استدعت عددًا من أفراد الشرطة بالضفة الغربية المحتلة، للعمل على معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة بعد رفض السلطة تواجد العاملين بحكومة غزة وتأخر عمله وفق المقرر.

وعلى الرغم من إصرار السلطة تسلم معبر رفح البري على « بياض » بعيداً عن الشراكة التي تم التوافق عليها وفق التفاهمات التي جرت في العاصمة المصرية (القاهرة)، إلا أن « الفتح المفاجئ » قد اجبر السلطة على الاستعانة بأمن غزة بتنظيم عملية السفر، وتؤكد المصادر أن الاستعانة لم تكن بنية العمل المشترك بقدر ما هو منعاً للإحراج وانكشاف الستر أمام الناس ومصر، وهو الأمر الذي تخشى منه الحكومة في أول اختبار عملي لها، وتجسدت تلك المخاوف بمنع إدارة المعبر الصحفيين من التغطية.

وتسلمت حكومة الوفاق مطلع أكتوبر الماضي، معابر قطاع غزة (رفح وكرم أبو سالم وبيت حانون/إيرز)، وفق تفاهمات المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي جرت برعاية مصرية.

 

كلمات دلالية