خبر تفاهمات مش اتفاق المعابر !!

الساعة 07:56 ص|16 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عماد الافرنجي

يتبارى مسؤولو السلطة الفلسطينية في الحديث عما يسمونه اتفاقية المعابر 2005 ، بيد أن الحقيقة هي تفاهمات لم يوقع عليها أي طرف ، فلا يوجد شيء اسمه اتفاقية المعابر ، هذا ليس كلامي بل كلام رئيس بعثة المراقبة الاوروبية على معبر رفح  خلال لقاء نظمته مؤسسة بالثينك للدراسات الاستراتيجية في غزة قبل سنوات وقال حرفياً « لا يوجد اتفاق موقع من المعنيين، بل هو التزام جنتلمان » يعني تفاهم أدبي أخلاقي سمه ما شئت !!.

هذه التفاهمات بين السلطة و« اسرائيل » جاءت برعاية أمريكية بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة 2005 وذلك لفترة مؤقتة هي عام واحد بهدف تنظيم العلاقة بينهما لحين استلام السلطة المسؤولية كاملة ، وتشمل وجود الاتحاد الاوروبي لمراقبة تطبيق التفاهمات في معبر رفح ، لكن البعثة الاوروبية انسحبت من المعبر إبان أحداث الانقسام في حزيران 2007 ، وكانت تقوم بزيارته كل 6 أشهر آخرها قبل أسبوع .

مصر رغم أنها لم تكن جزءاً من هذه التفاهمات لكنها تعاملت معها بايجابية ، وشغلت المعبر استثنائياً في ظل أزمات الحصار المتفاقمة بعيدا عن هذه التفاهمات ، ولا أعتقد أنها سعيدة بالتمسك بتفاهمات المعابر .

البيئة والظروف التي تم التوصل فيها الى هذه التفاهمات تجاوزها الواقع والتطورات السياسية ، وهي فرصة للسلطة الفلسطينية والدولة المصرية أن يكون المعبر منفذاً مصرياً فلسطينياً خالصاً دون تدخل من « اسرائيل » أو غيرها ، ولا أعرف لماذا تصر السلطة على استدعاء الاحتلال الى هذه التفاهمات غير الملزمة لأحد؟؟ ، بل وقصرها على معبر رفح فقط وتغفل باقي التفاهمات على أهميتها ما يمثل انتكاسة وطنية جديدة ، ويضع نحو مليوني فلسطيني رهينة للاحتلال !! .

إن تمسك السلطة بتفاهمات 2005 لا أفهمه إلا في سياق تعميق التنسيق الأمني مع الاحتلال وبحثا عن التبعية لا السيادة كما يزعم البعض ، وعودة القوائم السوداء بمنع السفر سيما لأقطاب المقاومة الفلسطينية ، وقد عمل معبر رفح أكثر من 10 سنوات دون تدخل اسرائيلي أو أوروبي ، ويفترض أن يستمر كذلك معبراً مصرياً فلسطينياً خالصاً ، أما العودة الى الرقابة الاوروبية ونصب كاميرات تنقل للاحتلال كل ما يجري على المعبر فهذا عمل غير وطني ويمثل خطراً على شعبنا وأمنه وتحكم اسرائيلي غير مباشر بالمعبر ، وأخشى أن يكون استقواء من السلطة بالاحتلال على غزة وفصائل المقاومة فيها .

الكيان الاسرائيلي تجاهل الحديث عن تفاهمات 2005 عن دهاء فهو يدرك أنها لا تعالج فقط معبر رفح ، وإنما ترتبط بتشغيل الممر الآمن بين غزة والضفة وهو ما يعني بصورة أو أخرى وحدة جغرافية وتواصل بين الضفة وغزة ، وتشغيل المطار والميناء ، وتشغيل معبر رفح  لتصدير البضائع ، وتشغيل معبر المنطار (كارني) ، وهو ما يضع « اسرائيل » في حرج لأن تلك التفاهمات إما أن تنفذ رزمة واحدة أو لا تنفذ برمتها أما أن تتم بانتقائية لصالح الاحتلال فهذا مرفوض من كل وطني حر!!  .

إن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا تتطلب ابعاد الاحتلال عن معبر رفح ، وتجاوز تلك التفاهمات التي دفنتها « اسرائيل » بعدوانها المستمر على غزة والضفة والقدس ، والذهاب الى وضع اتفاق أو تفاهمات جديدة مع الدولة المصرية على عمل المعبر دون تدخل من أي جهة أخرى مهما كانت باعتبار ذلك مساً بالسيادة الفلسطينية

كلمات دلالية