خبر « القادة قبل الجند ».. طريق خطه الجهاد الإسلامي منذ التأسيس

الساعة 08:49 ص|15 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

ليس غريباً على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري أن تقدم قادتها قبل الجند شهداء على طريق الحرية والنصر, فمنذ تأسيس الحركة مطلع الثمانينات اتخذت الحركة شعار القائد القدوة « أينما يكن الجندي لابد أن يجد القائد بجانبه » أسوةَ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم  الذي كان دوماً في مقدمة الجيش.

واستشهد خلال ما يربو على ثلاثين عاماً من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي قيادات كبيرة من الصف الأول كان في مقدمتهم الأمين العام المؤسس فتحي الشقاقي, والقادة محمود الخواجا وهاني عابد ومحمود طوالبة وصولاً إلى القائد عرفات مرشد أبو عبدالله.

طريق خط بدماء الشهداء

خلال حديثه لـ « الإعلام الحربي » أشار الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي, بأن سياسية القائد في مقدمة الجند هي ليست سياسة جديدة وإنما هي راسخة في فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين,  هذا الفكر المستمد من قدوتنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين كانوا في مقدمة الجيوش.

وأشار الشيخ حبيب إلى تاريخ حركة الجهاد الإسلامي الحافل بالذين جسدوا هذه القاعدة بدمائهم الطاهرة الدكتور فتحي الشقاقي ومحمود الخواجا وأبو الوليد الدحدوح ومحمود طوالبة وحسام جرادات ولؤي السعدي ومحمد الشيخ خليل ومقلد حميد ومحمود جودة وغيرهم الذين كانوا في مقدمة جنودهم واستشهدوا من أجل هذا المشروع الجهادي المقدس, كل هؤلاء القادة جسدوا هذه القاعدة بدمائهم وكانوا في مقدمة الصفوف وكان وجودهم بين الجنود وشهادتهم عامل اطمئنان وعامل يبعث على الاستبسال لمن خلفهم.

وأكد حبيب أن وجود القائد في المقدمة يبعث الثقة والطمأنينة في نفوس المجاهدين ويقوي الحافز الجهادي في نفوسهم وهو عامل مهم للمجاهدين حتى يستبسلوا في العطاء والتضحية والبذل والجهاد, وهو من عوامل الانتصار في كل المعارك التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي أو ستخوضها ضد هذا العدو الصهيوني.

وأضاف حبيب أن القائد عرفات مرشد أبو عبد الله ونائبه حسن رمضان أبو حسنين بشهادتهم وحرصهم على إنقاذ الجند, وإصرارهم على أن يكونوا هم أول من يدخلون النفق لإنقاذ الجنود المجهولين, هذا أعطى نموذج للقائد الذي يتفانى في سبيل جنوده.

واستطرد قائلاً: « إن الكلمات التي رددها القائد أبو عبد الله بعد أن حاول البعض منعه من دخول النفق خوفاً عليه (أن أبنائي الذين هم في البيت ليسوا بأغلى من أبنائي الذين هم في داخل النفق), سيسجلها التاريخ بحروف من نور وسيسير عليها من بعده قيادة وجنود حركة الجهاد الإسلامي وسراياها المباركة ».

نموذج بث الأمل والطمأنينة

بدوره أشاد المجاهد حذيفة أحد مجاهدي سرايا القدس بالشهيد القائد عرفات أبو عبد الله, حيث شكل النموذج الفريد لقادة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري الذين يضحون بأنفسهم قبل جنودهم, مؤكداَ بأن وجود القائد أبو عبد الله بجوار جنوده وأبنائه في حادثة نفق الحرية رفعت لدينا نحن جنود سرايا القدس الروح المعنوية, وزادت ثقتنا الكاملة بقيادتنا الحكيمة الأمينة على مشروعنا الجهادي المقدس.

وأضاف حذيفة بأن مكان القائد أبو عبد الله كان المكان الصحيح بجوار جنوده وأبنائه وليس كما يقول البعض بأنه بهذه المكانة القيادية كان يتوجب عليه أن لا يكون في هذا المكان الخطر, مشدداً على أن المكان الأول والأخير للقائد بجوار جنوده وفي مقدمتهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم.

وبين المجاهد « بأن الشهيد القائد أبو عبد الله دائماً ما كان يشاركهم الأعمال الجهادية بنفسه، وأن هذه السمة في الشهيد أبو عبدالله منذ أن عرفناه وهو كذلك قبل أن يرتقي في سلم القيادة ويتابع المهمات باستمرار ويشرف على كل أمر في أعمالنا ويشاركنا فيها دون تكبر أو النظر إلى المسئولية من جانبها، فلقد كان نعم القائد الذي على الدوام بجانب العناصر ».

وأوضح أن ما نشره الإعلام الحربي لسرايا القدس في الفاصل الجهادي عن شهداء نفق الحرية ويظهر الشهيد أبو عبد الله ونائبه أبو حسنين في مهمات جهادية مختلفة من أنفاق وصواريخ وتدريب هي جزء بسيط من حياة الشهيدين اللذين كانوا في المقدمة وقبلنا، وجاءت شهادتهم شرفا لنا ولهم.

إرباك لدى قادة الاحتلال

وفي ذات السياق تناول الإعلام الصهيوني خلال الأيام الماضية بشكل موسع ماورد على لسان قيادة جيش الاحتلال من تصريحات, أن ما يثير خشيتهم وقلقهم هو وجود القائد في المقدمة واتباع الجهاد الإسلامي لهذه السياسة والفكر مجدداً, مؤكدين على أنه إذا كانت سياسة الجهاد في الفترة الحالية أن « القائد في المقدمة قبل الجندي »فهذا أمر يقلق الكيان بشكل كامل, وأن اتباع تلك السياسة يمنح الدعم المعنوي لعناصر الجهاد الاسلامي ويبعث فيهم مزيد من الروح القتالية لتنفيذ عمليات وهجمات عسكرية بنجاح.

يشار إلى أن الاحتلال استهدف نفقاً لسرايا القدس شرق خان يونس ظهر يوم الاثنين 30/10/2017م وفيه مجموعة من المجاهدين وانقطع بهم الاتصال، فكان الشهيد القائد عرفات أبو عبد الله من أوائل الذين حضروا لإنقاذ إخوانه المجاهدين الذين تم استهدافهم وهم يعدون العدة لتحرير الأسرى، فكان ارتقائه مع ثلة من المجاهدين الأطهار في جريمة صهيونية استخدم فيها الاحتلال الغاز السام.

كلمات دلالية