في ذكراها الـ15

خبر « زقاق الموت » سُطرت بالدم واسقطت عقيدة جيش الاحتلال العسكرية والأمنية

الساعة 06:34 م|14 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

يُصادف غدا (الخامس عشر من شهر نوفمبر) الذكرى الـ 15 على الملحمة البطولية التي سُطرت بالدم « زقاق الموت »، التي وقعت بين ثلاثة أبطال من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل ونخبة النخبة من « لواء غولاني » حيث تمكنت المجموعة من قتل وإصابة عدد كبير من الصهاينة.

واعتبر الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين أن عملية زقاق الموت التي نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي « أربكت استراتيجية » الجيش الاحتلال وأسقطت عقيدته العسكرية والأمنية التي يتباهى بها أمام العالم، ولا زال العدو « الإسرائيلي » بعد 15 عاماً من العملية يحاول استيعاب عملية « زقاق الموت ».

وكانت العملية محكمة ومخطط لها بشكل متقن ودقيق من قادة سرايا القدس الذين ارتقوا شهداء فيما بعد على رأسهم الشهيد دياب الشويكي والشهيد محمد سدر والشهيد عبد الرحيم التلاحمة والشهيد ماجد ابو دوش وعدد من الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، وكان تنفيذ شهداء العملية الثلاثة وهم (أكرم عبد المحسن الهنيني« (20 عاماً) و »ولاء هاشم داود سرور« (21 عاماً) و »ذياب عبد المعطي المحتسب« (22 عاماً)، الأثر الواضح على نجاح الخطة العسكرية وارباك الجيش الإسرائيلي وكافة اجهزته العسكرية والاستخباراتية.

على بُعد خمسة أمتار فقط بين المجاهدين الشهداء وجنود الاحتلال والمستوطنين، بدأت عملية زقاق الموت، وأطلق أبطال السرايا رصاصاتهم القاتلة تجاه مسيرة من المستوطنين »الإسرائيليين« الذين كانوا يسيرون في »زقاق« الحي اليهودي قرب مستوطنة كريات أربع وهو الطريق الذي يقتحم خلاله المستوطنين مدينة الخليل المحتلة ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 30 جندي ومستوطن »إسرائيلي« .

ونتيجة للمأساة التي حلت بجيش الاحتلال »الإسرائيلي« تدخلت الطائرات العسكرية وأُطلقت القنابل الضوئية وشارك عشرات الجنرالات العسكرية لجيش الاحتلال وتحرك آلاف الجنود بحثاً عن مخرج يحفظ هيبة الجندي »الإسرائيلي« من خلال اقتحام الخليل عبر زقاق الموت بالدبابات المصفحة.

طريقة تنفيذ العملية

عند الساعة السادسة والنصف مساءً من يوم السبت بتاريخ (15/11/2002) ترجل المجاهدين الثلاثة حاملين سلاحهم الطاهر من طراز (إم 16) وقنابل يدوية، وكان المجاهدين يرتدون زياً مشابها للزي الذي يرتديه المستوطنين، ومع قرابة الساعة السابعة، انتشر المجاهدون الثلاثة في منطقة الهدف وأصبح جميعهم مشرفين تماماً على »شارع المصلين« على بعد ثلاثمائة متر من بوابة مستوطنة كريات أربع، حيث قام أحدهم بنصب كمينه في نقطة تطل على موقع عسكري صهيوني يقوم على الجهة الأخرى من الطريق، فيما اتخذ المجاهدان الآخران موقعيهما على بعد عشرين متراً بموازاته، ولكن في منطقة أعلى وعلى بيت يبتعد قليلاً عن الطريق ويشرف عليه.

وبعد خمسة ساعات متواصلة من الاشتباك توقف إطلاق النار عند الساعة الثانية عشرة ليلاً واستشهد المجاهدون، حينها أدرك العدو أن ثلاثة مجاهدين فقط قاتلوا قواته الكبيرة والمعززة بمختلف الأسلحة على الأرض والجو لخمس ساعات متواصلة، الأمر الذي ألحق بجيش الاحتلال هزيمة كبيرة في عقر الاستيطان وأعمق مناطقه الأمنية.

تعقيب على العملية

والد الشهيد ذياب المحتسب أحد أبطال عملية زقاق الموت، أكد أن عملية نجله الشهيد رفعت رأس الأمة في علياء المجد، وأربكت حسابات الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح والخبرة الكبيرة.

ومن جهته قال محللون »إسرائيليون« »إن عملية زقاق الموت خطيرة، كونها نفذت في منطقة تقع تحت سيطرة الاحتلال، موضحين أن تنفيذ العملية في منطقة خاضعة للسيطرة « الإسرائيلية » تحتاج إلى تخطيط دقيق وفترة كبيرة ومراقبة لتحركات الجنود.

واعتبروا أن نصب كمين من قبل المسلحين الفلسطينيين، وقتل عدد كبير من أفراد الجيش بمن فيهم العقيد (درور فاينبرغ) قائد لواء منطقة الخليل، ومسئول أمن مستوطنة كريات أربع أمراً صعباً لا بد من التوقف عنده واستخلاص العبر منه حتى لا يتكرر.

الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أكد أن عملية زقاق الموت تعد من الانجازات الكبيرة للمقاومة الفلسطينية ولحركة الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة سرايا القدس« .

وقال الشيخ عزام » في تصريح خاص: « لقد تصرف مجاهدي »سرايا القدس« بكل حكمة ورفضوا توجيه سلاحهم على الأطفال والنساء وكان سلاحهم فقط مصوب تجاه جنود الاحتلال الذين يقتلون أبناء شعبنا ويسرقون أرضهم ».

وأشار « عزام » إلى أن قادة العدو « الإسرائيلي » اعترفوا بتلقيهم ضربة قاسية خلال هذه العملية النوعية من قبل ثلة من مجاهدي سرايا القدس.

وأكد عضو المكتب السياسي، أن « عملية الخليل أكدت نُبل القضية ونُبل الأهداف التي يسعى الشعب الفلسطيني المجاهد لتحقيقها ».

كلمات دلالية