خبر رئيس الوزراء التالي -يديعوت

الساعة 11:26 ص|13 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

انها الكتلة لا الحزب، يا غبي

بقلم: حاييم رامون

(المضمون: السبيل الوحيد لكتلة الوسط – اليسار للوصول الى الحكم هو اقناع المقترعين من اليمين المعتدل الانتقال الى الكتلة الاخرى. فالفارق في انتخابات 2015 بين الكتلتين المانعتين كان 8 مقاعد تقريبا، نحو 150 – 200 الف صوت - المصدر).

 

رئيس العمل، آفي غباي، عاد وقال امس مرة أخرى انه اذا فاز حزبه (او المعسكر الصهيوني) في الانتخابات التالية بنحو 30 مقعدا ويوجد مستقبل بنحو 11 مقعدا (والقائمتان تفوزان معا بنحو 40 مقعدا)، فانه هو من يشكل الحكومة التالية. إذن هذا هو، ليس حقا، لاسفي، مرة اخرى تتكرر النغمة الهاذية من عهد حملة الانتخابات 2015، عندما ادعى هرتسوغ ورفاقه انه اذا كان للمعسكر الصهيوني تفوق 3 – 4 مقاعد على الليكود برئاسة نتنياهو، فان بوجي سيكون رئيس الوزراء.

 

يجدر بغباي الا يقف في الاوهام، ويجدر به ان يعود الى الف باء السياسة الاسرائيلية منذ بداية ايامها ومنذ 1977 بقوة أكبر: الخريطة السياسية في اسرائيل هي كتلية، كتلية، كتلية. وبالاساس يجب اجراء حساب « الكتلة المانعة ».

 

في اسرائيل يوجد نوعان من الكتلة المانعة: الاول يتشكل من الليكود ومن احزاب اليمين، بما في ذلك اليمين المتطرف والاحزاب الدينية، والثاني يتشكل من احزاب الوسط، العمل، ميرتس والاحزاب العربية. منذ 1977 كان رئيس وزراء اسرائيل ممثل الكتلة التي حصلت على 61 مقعدا في الانتخابات، وعندما كان تعادل بين الكتلتين نشأت « حكومة وحدة » (في 1984، بالتداول بين بيرس وشمير في رئاسة الحكومة). وعليه يكاد لا يكون هاما كم مقعد يحصل عليه كل حزب في داخل الكتلة. المهم كم مقعد تحصل عليه الكتلة المانعة.

 

هكذا، مثلا، ليس مهما اذا كان للمعسكر الصهيوني 30 مقعدا ويوجد مستقبل 10، أو العكس، المهم هو ماذا يكون عليه عدد المقاعد العام لكتلة الوسط – اليسار. اذا كان العدد العام

 

للكتلة المانعة التي تضمهما اقل من 60 مقعدا، فان الليكود هو الذي سيشكل الحكومة حتى لو حصل على 24 مقعدا، مثلما تظهر الاستطلاعات الاخيرة.

 

منذ 1977 لم ترتبط الاحزاب الدينية باحزاب الوسط – اليسار لاقامة حكومة. فقد انضمت احيانا الى حكومة وسط – يسار كانت لها كتلة مانعة بدونها. مثال على ذلك هو شاس بقيادة آريه درعي. بعد الانتخابات في 1992 انضم شاس الى الحكومة فقط بعد أن وعد بان الكتلة المانعة لاحزاب الوسط – اليسار، بما فيها الاحزاب العربية، ستصوت في صالح اقامة حكومة رابين، وهو سينضم الى الحكومة التي قامت على اي حال. رغم أن الاحزاب العربية أيدت اقامة حكومة رابين، فانها لم تكن جزءا من الائتلاف ولم تمثل في الحكومة كوزراء، أي أن ليس كل من يعد مع الكتلة المانعة يصبح جزءا من الحكومة. فالاحزاب العربية، التي هي جزء من كتلة الوسط – اليسار من جهة، واحزاب اليمين المتطرف (باستثناء الاتحاد الوطني لغاندي لفترة قصيرة) من جهة اخرى، لم تكن شريكة في اي حكومة منذ قيام الدولة.

 

في انتخابات 2015 تخيلوا في المعسكر الصهيوني بان « كلنا » برئاسة كحلون ستتوج رئيس وزراء من اليسار. هذه اضغاث أحلام. كحلون كان يبقى ليكوديا. في حينه كان مع المتمردين في الليكود ممن عارضوا شارون من الجناح اليميني. وبالاساس، مواجهته هي مع نتنياهو وليس مع الليكود. وهو لن يتوج ابدا رئيس وزراء من احزاب الوسط – اليسار، لا غباي ولا لبيد، طالما ليس لهما كتلة مانعة. واقواله مؤخرا بانه لن يجلس مع غباي مع حكومة، صحيحة ايضا بالنسبة للبيد.

 

السبيل الوحيد لكتلة الوسط – اليسار للوصول الى الحكم هو اقناع المقترعين من اليمين المعتدل الانتقال الى الكتلة الاخرى. فالفارق في انتخابات 2015 بين الكتلتين المانعتين كان 8 مقاعد تقريبا، نحو 150 – 200 الف صوت. اذا غير اكثر من نصفهم بقليل تصويتهم، فان كتلة الوسط – اليسار ستفوز في الانتخابات وستكون لها كتلة مانعة. هذا ليس في السماء. فنحو ربع مقترعي الليكود يريدون الفصل بيننا وبين الفلسطينيين، يؤيدون حل الدولتين ويريدون دولة مع اغلبية يهودية واضحة. كما أن هذا هو الموضوع الوحيد الذي يمكن فيه اقناع مقترعي اليمين المعتدل بتغيير تصويتهم في صالح احزاب وسط – يسار.

 

هذا جمهور الهدف لكتلة الوسط – اليسار، والذي يمكنه أن يصوت الى جانب الاحزاب المؤيدة لدولة اليهود وليس في صالح الليكود والبيت اليهودي اللذين يخلقان دولة ابرتهايد ثنائية القومية ويؤديان عمليا الى نهاية دولة اليهود التي أسسها هرتسل في بازل قبل 120 سنة، وبلفور أعد البنية لاقامتها قبل 100 سنة وبن غوريون أدى الى اقامتها وقادها قبل 70 سنة.

كلمات دلالية