الاحتفال يوم القبض على القاتل

خبر من قتل « عرفات »؟!

الساعة 10:17 ص|11 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

على الرغم من الاحتفالات التي تعم أرجاء فلسطين بذكرى استشهاد ياسر عرفات (أبو عمار)، إلا أن قاتله مازال يتمتع بالحرية بعد 13 عاماً، ويتطلع الشعب الفلسطيني للكشف عن قتلة عرفات وفاءً لمن قدم حياته في سبيل الحرية ومواجهة « إسرائيل ».

 وتوافق اليوم الذكرى الـ13 على رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات « أبو عمار »، الذي توفي في العاصمة الفرنسية (باريس)، بظروف غير معروفة حتى الآن على الرغم من تشكيل لجان تحقيق محلية ودولية للكشف عن سبب وفاته.

ووافت عرفات المنية بعد فترة من وعكة صحية ألمت به في 11 نوفمبر 2004، وأٌثيرت شبهات بإمكانية تعرضه للسم، غير أن ملفه الصحي في المستشفى الفرنسي العسكري الذي رقد فيه ترك الكثير من الغموض بشأن أسباب وفاته.

ويؤمن الفلسطينيون، حد اليقين، بأن « إسرائيل » هي من اغتالت أبو عمار، وعلى الرغم من مرور 13 عاماً على رحيله، فإن أداة قتله ما زالت مجهولة.

وتتهم حركة فتح والفصائل الوطنية « إسرائيل » بأنها هي المتهم الوحيد والأساسي في عملية اغتيال عرفات، وأنه لم يمت بسبب تقدم السن، أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.

ولايزال الشعب الفلسطيني يطالب بالكشف عن قاتلي عرفات بعد انتظار دام 13 عاماً، خاصة أن المسؤولين والقادة والمتنفذين أشبعوا الشعب تصريحات جوفاء عن نتائج التحقيق والتوصل للقتلة المباشرين.

ومنذ اغتيال الزعيم الراحل شُكلت العديد من لجان التحقيق في ملابسات استشهاد الرئيس ياسر عرفات، أبرزها اللجنة التي يرأسها اللواء توفيق الطيراوي، ومنذ (الاغتيال الآثم) لم تخرج أي نتائج دقيقة عن قاتل عرفات، وتطالب الجماهير الفلسطينية والعربية بالكشف عن المشاركين في جريمة الاغتيال لاسيما أن 13 عاماً كانت كفيلة بكشف القتلة، خاصة أن قادة السلطة لمحوا في أكثر من مناسبة أنهم توصلوا لقاتل عرفات المباشر.

ومن التصريحات التي أثارت جدلاً حاداً في الشارع الفلسطيني عن قضية اغتيال الشهيد عرفات، التصريحات التي وردت على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي قال فيها « إنه يعلم من قتل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه دعا إلى انتظار لجنة التحقيق المكلفة بهذه القضية للكشف عن المتورطين ».

وأضاف عباس في تصريحٍ بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 « لابد للجنة التحقيق أن تصل لتنبش من الذي فعل هذا، وفي أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومن الفاعلين، لكنهم سيكشفون »، غير أن اللجنة لم تنشر أي تفاصيل تذكر بعد تصريحات الرئيس.

وسبق تصريحات الرئيس كشف رئيس لجنة التحقيق بظروف وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي لوكالة « فرانس برس » أن « لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال الرئيس عرفات ».

وذكر الطيراوي في حينها « بقي لغز صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال ». لكنه رفض إعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير التحقيق.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة « فتح » رئيس مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، وهو ابن شقيقته أيضاً إنه «بعد 13 عاماً من اغتيال القائد الرمز ياسر عرفات، فإنه لا مجال للانتقاص من مسؤولية إسرائيل الكاملة السياسية والجنائية عن عملية اغتيال الشهيد أبو عمار، خصوصاً في ظل التصريحات الإسرائيلية الواضحة المتكررة التي كانت تطالب بإزالة الشهيد ياسر عرفات عن الساحة السياسية الفلسطينية« .
وأضاف القدوة: »إن أي شيء آخر يتعلق بعملية الاغتيال، مثل التحقيق في أي اختراق أمني فلسطيني، أو مساعدة في عملية التنفيذ، يعد موضوعاً مهماً، لكنه ليس بديلاً عن الموضوع الأول، وهو تحميل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة على جريمتها باغتيال ياسر عرفات« .

وفي السياق، أثار تحقيق أعدته »قناة الجزيرة« القطرية بعد سنوات من وفاته شكوكًا بشأن أسباب وفاة عرفات، وإمكانية تعرضه لإشعاعات (البلوتونيوم) ما دعا السلطة إلى فتح تحقيق جديد لهذا الغرض.

وكان محققون فرنسيون استخرجوا رفات الراحل عرفات في نوفمبر، في محاولة لمعرفة سبب وفاته، إلا أن لغز وفاته لم يُحل بعد تعدد فرضيات ذلك.

الكاتب والمحلل السياسي البروفيسور إبراهيم ابراش يقول »لم يكن أبو عمار شخصا عاديا حتى يتم الصمت عن جريمة فتله، وإن كانت وفاة أبو عمار وبالشكل الذي تمت به والظروف المُصاحِبة لها تشكل إهانة لكل فلسطيني ولكل حر في العالم، فإن عدم الجرأة على الإعلان عن المشاركين في الجريمة بعد ثلاثة عشر عاما يشكل إهانة أكبر، إهانة للكل الفلسطيني وخصوصا لحركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة ولرئيس لجنة التحقيق الفلسطينية التي تم تشكيلها« .

ويضيف ابراش في مقال بعنوان (الرئيس الذي تَوَزَع دمه بين القبائل): الكل يدرك أن إسرائيل هي القاتل الرئيس لأنها المستفيد الأول ولأنها لم تخفِ رغبتها في التخلص منه ولها سوابق في محاولة اغتياله.

وتابع: جرت تحقيقات متعددة الأطراف وتم تشكيل لجان متعددة بالإضافة إلى لجنة تحقيق فلسطينية ، وحتى يومه لم تعلن هذه الأخيرة عن نتائج عملها ولم يتم توجيه الاتهامات لأحد بالرغم من أن اللجنة اعلنت قُبيل عقد المؤتمر السابع لحركة فتح في نهاية نوفمبر 20116 وعلى لسان رئيسها توفيق الطيراوي ثم على لسان الرئيس أبو مازن أنها على وشك الانتهاء من عملها وستُعلن نتائج التحقيق ،وكان من المتوقع طرح موضوع اغتيال أبو عمار في المؤتمر الذي تزامن عقده مع احتدام الخلاف بين النائب محمد دحلان والرئيس أبو مازن ،وفجأة تم الصمت المطبق ولم يتم طرح الموضوع في المؤتمر أو بعده ، الأمر الذي يدعو للتساؤل هل تمت صفقة بين الرئاسة وجهات خارجية لعدم فتح ملف اغتيال أبو عمار ؟!!! .

واردف قائلاً »نعتقد أن عدم إعلان النتائج لا يعود لعجز اللجنة عن معرفة مرتكب جريمة الاغتيال، الجهات العليا في السلطة الفلسطينية، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية مصر، الأردن، وتونس تعرف أن إسرائيل اغتالت أبو عمار بالبلوتونيوم المشع، ولكن هذه الأطراف تكتمت على الموضوع منذ البداية لأن السؤال الذي طُرح آنذاك : ماذا يمكن للسلطة أن تعمل إن تم الإعلان عن مسؤولية إسرائيل عن اغتيال أبو عمار ؟وماذا سيكون مصير السلطة والمفاوضات ومجمل عملية التسوية ؟ وكيف ستكون ردود الفعل العربية والدولية على ذلك وخصوصا مصر والأردن الموقعتان على اتفاقية سلام مع إسرائيل؟. كما أن شظايا الملف والاتهامات ستنال كل طرف فلسطيني كان على خلاف سياسي مع أبو عمار وخصوصا من داخل السلطة ،مما يضفي على القضية أبعادا داخلية خطيرة« .

وينهي ابراش مقاله بسؤال »إلى متى سيستمر الصمت على هذه الجريمة؟! وإلى متى ستستمر المزايدة والمتاجرة بذكرى أبو عمار ؟! .

ويقول المحلل السياسي عدنان أبو عامر « يحيى الفلسطينيون اليوم، ذكرى تغييب ياسر عرفات، وهي مناسبة للقول أنه لم يعد أمام فتح من مبرر لإبقاء تفاصيل اغتياله قيد الكتمان، والاقتصار على اتهام إسرائيل، التي لم تنكر ولم تؤكد، كعادتها .. سؤالنا عن الأدوات الخفية التي وصلت عرفات، من دس له السم، ومن الدائرة الضيقة التي أحاطت به، دون الكشف عن ذلك ستبقى قيادة فتح متهمة بالتستر على القاتل أو القتلة.. ».

 

كلمات دلالية