خبر حقل الغام سوري -هآرتس

الساعة 11:09 ص|08 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

نقل رئيس الوزراء الى قيادة الطائفة الدرزية في اسرائيل رسالة واضحة وجلية تفيد بان اسرائيل لن تسمح باحتلال القرية الدرزية الحضر التي تقع في الجانب السوري من هضبة الجولان. هذا ليس فقط بيان تأييد قاطع للطائفة الدرزية، بل تهديد، موجه نحو الميليشيات المتطرفة، ولا سيما جبهة النصرة، المتفرعة عن القاعدة – من مغبة ان يتجرأوا على مهاجمة القرية. هذه رسالة بعيدة الاثر تجعل اسرائيل شريكا في الساحة السورية، إذ ان من شأنها أن تضطر الى تنفيذ تهديدها، اذا ما قررت الميليشيات مهاجمة القرية.

 

يشار الى أن ليس كل القيادة الدرزية في سوريا بشكل عام، وفي الحضر بشكل خاص، تؤيد التدخل الاسرائيلي. فقسم من السكان الدروز موالون لنظام الاسد، ويرون فيه الزعيم الشرعي للدولة بل وتطوعوا للخدمة في الجيش السوري. وليس واضحا من بيان رئيس الوزراء اذا كان يقصد أن يحذر ايضا النظام السوري من مغبة احتلال القرية التي توجد في السيادة السورية، أم فقط الميليشيات المتطرفة؛ فهل هو مستعد لمواجهة شاملة، أم أنه موافق من أن التدخل في قرية واحدة لن يؤثر على الساحة كلها؟

 

هوة واسعة توجد بين استعداد اسرائيل لمساعدة المواطنين السوريين، بمن فيهم الدروز، لمعالجة جرحاهم واطلاق ارساليات الغذاء، وبين التدخل العسكري الذي من شأنه ان يضع سكان الجولان، ممن يوجدون تحت سيطرة اسرائيل، امام خطر الرد السوري. كما أن الهجمات المتقطعة ضد قوافل السلاح، المتجهة نحو حزب الله لا تشبه القرار بالدفاع عسكريا عن سكان يوجدون في

 

الارض السورية. التحذير، وحتى العمل الاسرائيلي، يمكن لهما أن يكونا مفهومين ومقبولين لو كانت اسرائيل مستعدة لان تدافع عن المواطنين السوريين ضد وحشية النظام أيضا والهجمات على التجمعات السكانية المدنية، التي يقدر عدد ضحاياها بأكثر من نصف مليون نسمة، او لو كانت مستعدة لان تستوعب بضعة الاف من اللاجئين السوريين من أصل ملايين النازحين.

 

كما أن عرض التأييد الاسرائيلي للدروز كتأييد يستند الى « حلف الدم » بين الدروز اسرائيل يبعث على العجب، اين كان الجيش الاسرائيلي عندما ذبح الدروز قرب مدينة ادلب قبل نحو سنتين؟ يمكن التخمين بان الدروز الذين يسكنون في الجولان السوري ايضا ما كان يمكنهم أن يتوقعوا مظلة اسرائيلية لو لم يعتبروا معقلا متقدما ضد توسع القوات الايرانية، او قوات حزب الله، في سوريا.

 

ان اسرائيل ملتزمة بالحرص على سلامة وامن كل مواطني الدولة، دروز، عرب ويهود ضد التهديد الخارجي، ولكن محظور عليها أن تدخل نفسها في جبهة مشتعلة من شأنها أن تخلق تهديدات جديدة وغير قابلة للتحكم ضدها.

كلمات دلالية