خبر أخرج لنا الكلمات من الفم- يديعوت

الساعة 11:27 ص|05 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي يهوشع

(المضمون: لقد لخص خطاب سعد الحريري بدقة، حتى وإن كانت بلغة هجومية، التحدي الذي تقف أمامه اسرائيل والشرق الاوسط بأسره في مواجهة محور ايران – سوريا – حزب الله - المصدر).

 

ما كان يمكن لأفضل كتاب الخطابات في اسرائيل أن يصيغوا على نحو أفضل خطاب رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، ضد حزب الله وايران.

 

لقد وصف هذا الخطاب بدقة، حتى وإن كانت بلغة هجومية، التحدي الذي تقف أمامه اسرائيل والشرق الاوسط بأسره في مواجهة محور ايران – سوريا – حزب الله. فقد اختتم اسبوعا من الاحداث العاصفة في الجبهة الشمالية التي أعطت الانطباع بأنه لا يوجد علاقة فيما بينها، ولكنها جميعها تشهد على مستوى التفجر العالي في المنطقة وتؤشر أساسا الى نهاية الحرب الاهلية في سوريا، بآثارها على لبنان ايضا.

 

يوم الاربعاء، وحسب منشورات اجنبية، هاجمت اسرائيل ارسالية من الصواريخ الدقيقة كانت في طريقها الى مخازن حزب الله في لبنان. واذا كانت اسرائيل هي التي فعلت ذلك حقا في مثل هذه الفترة الحساسة، فلا يمكن التقدير بأن هذه كانت ارسالية استثنائية ولاحت الفرصة لضربها قبل وصولها الى لبنان، حيث لا توجه اسرائيل ضرباتها.

 

أما الحدث في قرية الحضر فهو جزء من محاولة لتصميم خط الحدود مع اسرائيل في ختام القتال في سوريا. فالثوار، من رجال جبهة النصرة، نجحوا في هجومهم بقتل تسعة من سكان القرية الدرزية التي تقع في الاراضي السورية، بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. وبعد الهجوم – وفي اعقاب ضغط شديد من وجهاء الطائفة الدرزية في اسرائيل، ممن دفعوا بمئات الشبان الى مجدل شمس وطالبوا بعمل اسرائيلي من اجل اخوانهم – أصدر الجيش الاسرائيلي بيانا استثنائيا قال فيه إنه لن يسمح باحتلال القرية.

 

في اثناء الحدث اجتاز مع ذلك بضع عشرات من الدروز الجدار باتجاه سوريا، فاضطر الجنود الى ملاحقتهم واعادتهم. ينبغي الأمل بأن يستنفد جهاز القانون محاسبتهم. وهنا المكان للايضاح بأن الجيش الاسرائيلي لم يخطط لارسال لواء غولاني لاحتلال القرية بقوات مشاة. فللجيش الاسرائيلي سيطرة ممتازة من جبل الشيخ، ومن خلال المعلومات الاستخبارية والنار من الجو ومن الارض كان يمكنه أن يحقق السيطرة.

 

وعودة الى رئيس الوزراء الحريري، الذي ألقى خطابه من السعودية وبلغ هناك ايضا عن الخطة لاغتياله. اذا كانت المعلومات مصداقة، فمن غير المستبعد أن تكون محافل غربية ساعدت في اطلاع الحريري عليها، ولكن توجد امكانية في أن تكون هذه نوعا من الاحبولة الاعلامية.

 

في هامش المصالح ليس لأحد من المحافل في الساحة مصلحة في فتح حرب الآن، ولكن هذا لا يعني بأن الحرب لن تندلع. فحزب الله بحاجة الى الهدوء كي يعمل على اعادة بناء قواته التي ستعاد الى لبنان من سوريا، وسينشغل من الآن فصاعدا حتى الرأس في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية. ليس للايرانيين مصلحة في استخدام حزب الله في هذا الوقت، بل الابقاء عليه لغرضه الأصلي – استخدامه عند الطواريء ضد اسرائيل في حالة هجوم على المنشآت النووية الايرانية. كما ليس لاسرائيل مصلحة في فتح الحرب، ولكن التطورات الميدانية تستوجب اعمالا عسكرية مشروعة، أحدها من شأنه أن ينتهي بالتدهور الى الحرب. وعليه، ينغبي ادارة هذه الاعمال بالحذر اللازم وأن نكون جاهزين لامكانية الحرب – حتى لو لم تكن مخططة.

 

اسرائيل تنجرف الى الحرب -معاريف

بقلم: يوسي ملمان

(المضمون: رسميا كانت سياسة اسرائيل حتى الآن عدم التدخل في الحرب في سوريا، ولكن بعد أن تعرض الدروز للخطر وجدت نفسها مضطرة لأن تعلن بأنها ستحميهم ولن تسمح باحتلال قراهم - المصدر).

 

كيف يدور الدولاب. ففي معظم الحرب الاهلية في سوريا،التي تتواصل منذ ست سنوات ونصف، عملت اسرائيل أساسا ضد نظام بشار الاسد وحلفائه، حزب الله وايران. فقد هاجم سلاح الجو قوافل ومخازن سلاح، ولا سيما صواريخ بعيدة المدى وعناصر للصواريخ من ايران ومن سوريا الى حزب الله في لبنان. معظم هذه الاعمال – نحو مئة هجوم، مثلما قال قائد سلاح الجو السابق امير ايشل – نفذت دون أن تأخذ اسرائيل المسؤولية عنها.

 

لقد كانت السياسة رسميا هي سياسة « عدم التدخل ». أما أول أمس، فلاول مرة منذ بدء الحرب، أعلنت اسرائيل علنا بأنها ستتدخل فيها. وما تسبب بالتغيير كان عملية شديدة القوة لسيارة متفجرة أدخلها ارهابيو جبهة النصرة، الذين هم في واقع الامر فرع سوري للقاعدة، الى القرية الدرزية الكبيرة الحضر التي في سفوح جبل الشيخ.

 

العملية ومحاولة رجال جبهة النصرة احتلال القرية أدت الى موجة غضب من ردود الفعل من جانب الدروز في هضبة الجولان وفي الجليل. بل إن بضع عشرات قطعوا السياج الفاصل وتسللوا الى سوريا لمساعدة اخوانهم خلف الحدود. واضطر جهاز الامن والقيادة السياسية، ممن تخوفوا من أن يهيج الدروز في اسرائيل فينضموا الى الحرب في سوريا، للرد والاعلان بأن الجيش الاسرائيلي سيتدخل في الحرب ولن يسمح بالمس بالدروز السوريين.

 

المفارقة هي أن قرية الحضر وسكانها الدروز يعتبرون مؤيدين للاسد، وفي الماضي جند حزب الله من صفوفهم مخربين حاولوا تنفيذ عمليات على طول جدار الحدود مع اسرائيل.

 

على مدى سنين اتهم نظام الاسد اسرائيل بمساعدة « الارهابيين »، أي، الثوار، بمن فيهم رجال القاعدة. أما اسرائيل فنفت ذلك وهي تسعى الى الابقاء على الهدوء على حدودها، وفي هذا الاطار تمنح المساعدة الانسانية لسكان القرى في المنطقة.

 

كما تمكنت من أن تنقل الى رجال النصرة رسائل واضحة (وكذا لفرع داعش في جنوب الهضبة) تحذرهم من أن يتجرأوا على العمل ضدها ويخرقوا سيادتها. وقد استوعبت الرسائل جيدا، ولكن يبدو أن رجال النصرة لم يرتدعوا وعملوا يوم الخميس في القرية الدرزية.

 

والآن يمكن القول إنه اضافة للاهداف الاربعة التي وضعتها اسرائيل لنفسها في الحرب في سوريا: عدم التدخل، الحفاظ على الهدوء على الحدود، الرد بالنار على كل خرق لسيادتها ومنع نقل السلاح المتطور الى حزب الله، أضيف هدف خامس – حماية الدروز في سوريا (الذين يبلغ عددهم نحو مليون نسمة)، ولكن معظمهم يؤيدون النظام. لا مجال لأن نستبعد امكانية أن هذا ينطبق ليس فقط على الدروز قرب الحدود، بل ايضا في جبل الدروز في جنوب شرق سوريا حيث يتواجد التجمع الاكبر لأبناء الطائفة.

 

كلمات دلالية