بين مؤيد ومعارض للضرب في المدارس

خبر قضية أثارت الجدل.. تفاصيل الاعتداء على المعلم أبو رحمة

الساعة 09:53 ص|05 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

أثار اعتداء مجموعة من المواطنين على مُعلم في إحدى المدارس بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ضجة كبيرة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ما بين معارض للاعتداء على المعلم، وآخرون طالبوا المعلمين بعدم استخدام العنف في المدارس ضد الطلبة.

ويلجأ معلمون في المدارس الحكومية إلى استعمال الضرب بواسطة العصا أو اليد كوسيلة لتعليم التلميذ أو تأديبه، من خلال ردع الطلاب عن المشاكسات داخل الفصل أو التهرب من الواجبات الدراسية والتغيب عن المدرسة، وقد يتجاوز المعلم الحد المسموح له باستخدام العنف، مما يدفع ذوي الطالب للدفاع عن أبنائهم خاصة وأنهم يرسلون أبنائهم للمدرسة (ليتعلموا وليس ليضربوا).

يُشار إلى أن مواطنين من عائلة النحال اعتدوا على المعلم رياض أبو رحمة من مدرسة بئر السبع (ب) في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بطريقة وحشية، بعد اتهامه للمعلم بالاعتداء على ابنهم الطالب ناجي النحال.

يذكر أن الكثير من الأهالي اشتكوا عبر التواصل الاجتماعي من استخدام المعلمين العصا و(البرابيش) لضرب أبنائهم مما قد يؤذي الطلبة ويُهين كرامتهم، خاصة وأن بعضهم اتهم المدرسين بالانتقام من الطلبة، داعين المعلمين للابتعاد عن استخدام (العصا والبرابيش) في تأديب الطلبة.

وفي عام 2009 أصدرت مؤسسة قيادات تقريراً تحت عنوان « الحق في التعليم في الأراضي الفلسطينية » يؤكد التقرير على أن المدرسة هي مؤسسة اجتماعية تتعامل وتتفاعل مع الواقع الاجتماعي العام ولذلك لها تأثير مهم في بناء شخصية الطفل ولكن سوء معاملة بعض المعلمين للتلاميذ وإتباع أسلوب العقاب البدني لهما تأثير سلبي مما يثير الخوف لدى الطلبة ويبعدهم عن المدرسة ويؤدي إلى تسربهم وان غياب التعامل التربوي في حل المشكلات من قبل بعض المعلمين الذين يلجئون إلى استخدام الأساليب القسرية التي تترك آثارها النفسية العميقة في نفوس تلاميذهم.

أخصائي تربوي: استخدام العنف يهدف لتوجيه الطالب أحياناً ولكن؛

الأخصائي التربوي أ. أنور مطر أكد أن استخدام المعلم للعنف أحياناً يهدف لتوجيه الطالب إلى الطريق الصواب والصحيح؛ لكن بشرط أن يبتعد المعلم عن إيذاء الطالب أو كسر يده أو فقه عينه أو التأثير على كرامته وإهانته أمام زملائه الطلبة.

وأكد مطر في تصريح لـ« فلسطين اليوم »، أنه لا يبرر استخدام العنف من قبل المعلم تجاه الطلبة مطلقاً، موضحاً أن الظروف التي نعيشها في قطاع غزة نتيجة الحروب والصراعات والأزمات المتلاحقة تعزز استخدام العنف، سواء بين أفراد الأسرة (الأب والطفل والأم) أو بين الجيران أو بين المعلم تجاه الطالب، خاصة وأن المعلم هو جزء من هذه الدائرة التي تتأثر بما يحيط بالمجتمع الغزي.

وأشار إلى أن تغير سلوك العنيف الذي يُستخدم سواء في المدرسة أو خارجة إطار المدرسة هو صعب ومؤلم ويحتاج إلى وقت، مؤكداً أن العنف موجود في التربية الإسلامية كعقاب ولكن بطريقة مهذبة ومقننة وفي مكانه السليم ومواقف معينة.

وأشار على أن لدى بعض المعلمين موروث في عقولهم بأن الضرب يهدف لتأديب الطالب وهنا قد يتجاوز المعلم حدود الضرب المسموح بها، وبهذا يجب محاسبة المعلم بطرق قانونية معروفة بالتوجه للمدير أو المديرية لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحقهم.

مدير مدرسة المعلم أبو رحمة يروي تفاصيل حادثة الاعتداء

من جهته اعتبر مدير مدرسة بئر السبع (ب) الفترة المسائية أ. أسعد الصرفندي، أن الاعتداء على المُعلم رياض أبو رحمة هو اعتداء مباشر على هيبة المدرسة والمعلمين جميعاً، داعياً وزارة التربية والتعليم والشرطة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المعتدين.

وروى الصرفندي لـ« فلسطين اليوم الإخبارية » تفاصيل حادثة الاعتداء على المعلم أبو رحمة، قائلاً: الحادثة وقعت مساء أمس بعد الانتهاء من الدوام الدراسي في ساعات المساء، وكان حينها مجموعة من المواطنين بانتظار المعلم خارج المدرسة وبعد خروج المعلم من المدرسة قاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح مستخدمين العصى و(البرابيش).

وأضاف: تجمهر المواطنين أثناء الحادثة في محاولة منهم لفض الاعتداء على المعلم، إلا أن المعتدين قالوا لهم: (بيننا وبينه ثأر) الأمر الذي دفع المواطنين للابتعاد عن الاشكالية، وبعد وقت من الاعتداء هرب المعلم داخل المدرسة وأبلغنا بالحادثة وقمنا على الفور بإبلاغ الشرطة".

وتابع قوله: إن الاعتداء على المعلم أبو رحمة هو اعتداء على المدرسة ومديرها وجميع المعلمين، خاصة وأن الطالب ناجي النحال ليس من طلبة المدرسة، وعلى إثر ذلك أطالب باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المعتدين.

وفيما يتعلق بسبب الاعتداء قال الصرفندي: قبل أيام وقعت حادثة الاعتداء على الطالب ناجي النحال من قبل المعلمين بينهم الأستاذ رياض أبو رحمة داخل المدرسة، وبدأت تلك الحادثة عندما جاء الطالب برفقة مجموعة كبيرة من الطلبة من خارج المدرسة، لعقد مباراة ودية بينهم وبين طلبة المدرسة إلا أن العدد الكبير الذي جاء مع الطالب النحال أحدث ضجة كبيرة في المدرسة ما دفع المدرسين جميعاً لمحاولة إخراج الطلبة خارج حدود المدرسة وكان من بينهم الطالب النحال الذي اعتدى لفظياً على جميع المدرسين ويقال (إن المعلم أبو رحمة ضرب الطالب النحال بالبريش).

وأشار إلى أن ذوي الطالب النحال توجهوا بشكوى لوزارة التربية والتعليم ووصلنا من الوزارة لفت نظر بعد استخدام العنف من قبل المدرس أبو رحمة وإلا سيتم إيقافه عن العمل.

عائلة النحال  ترد

وفي ذات السياق أكدت عائلة الطالب ناجي النحال في بيان لها، أن الاعتداء على المعلم أبو رحمة جاء بعد تكرار الحادثة وعدم قبول شكوتنا سواء من الشرطة أو المديرية أو الوزارة.

وأوضحت العائلة، أنها ضد أي اعتداء على أي معلم؛ ولكن ما حدث لابننا الطالب ناجي من اعتداء وحشي من المعلم أبو رحمة برفقة 10 مدرسين وعدم قبول الشكوى التي قدمناها للشرطة والمديرية والوزارة دفعنا لاستخدام العنف ضد المعلم حتى لا يتكرر الامر مرات عديدة.

كلمات دلالية