خبر ليست لعبة مبلغها الصفر- معاريف

الساعة 10:57 ص|02 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ليلاخ سيغان

(المضمون: بعد مئة سنة نوصي ايضا بالتوقف للحظة والعودة الى الجملة البسيطة إياها للورد بلفور، اعطاء الاحترام لتحقيق التطلعات القومية، نقطة -المصدر).

 

اليوم نحيي مئة عام على تصريح بلفور، الانجاز السياسي الاول للحركة الصهيونية التي تلقت من بريطانيا ورقة وفيها جملة بسيطة: التأييد لتطلعها لاقامة وطن قومي لليهود، طالما لم تتضرر حقوق الطوائف غير اليهودية في اسرائيل. مئة سنة مرت، وجملة واحدة بسيطة لا مجال للجدال فيها، انظروا كم عقدناها.

 

النائب زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) أعلن بأنه لن يشارك في الجلسة الخاصة بمناسبة مئة سنة على التصريح. فهو غير قادر لأنه عربي. فماذا هناك إن لم يكن في التصريح كلمة ضد العرب، وماذا في أنه عضو في برلمان دولة اليهود عن حزب المعسكر الصهيوني؟ لا تكونوا تافهين.

 

وبعد ذلك عصفت كأس الشاي مرة اخرى، حين أعلن آفي غباي بأنه لن يشكل ائتلافا (نظريا) مع القائمة المشتركة. وعلى الفور حظينا بوابل من ردود الفعل المتوقعة والممجوجة. ولكن أيها الرفاق، بربكم، مرت مئة سنة. دولة اسرائيل هي حقيقة ناجزة. دولة القومية اليهودية. نعم، يستحق العرب أن يعيشوا فيها بلطف، بمساواة، بكرامة متبادلة (بالضبط مثلما كتب في تصريح بلفور). ونعم، بلا صلة، الشعب الفلسطيني هو الآخر يستحق المواطنة في دولة خاصة به. ولكن كعرب، مسلمين، مسيحيين، بوذيين وملحدين – احترموا التطلعات المتحققة للشعب اليهودي في دولته، وعندها افتحوا فقرة جديدة، واطلبوا الاحترام ايضا لتطلعات اخرى. هذه ليست لعبة مبلغها الصفر.

 

اضافة الى ذلك، تبين أن ميرتس أسقطت كلمة « صهيونية » من برنامجها. « ما هي الصهيونية في العام 2017؟ » تساءلت معقبة زهافا غلئون، بانعدام الانسجام الجدير بالاشارة. « ميرتس هو حزب يساري صهيوني واسرائيلي، مع اعضاء يهود وعرب. نحن صهاينة، ولم نطلب من العرب فيه تعريف أنفسهم هكذا. عرفنا أنفسنا كمن نعمل بروح مباديء وثيقة الاستقلال، ليس كصهاينة. أنا صهيونية لأني أعتقد أنه يحق للشعب اليهودي حق تقرير المصير، وللفلسطينيين حق خاص بهم. صهيونيتنا حاوية، هذا ما نعرضه ». اذاً أولا، اذا كانت صهيونية غلئون حاوية، بروح وثيقة الاستقلال، فلماذا لا ترى من الصواب استخدام الكلمة؟ ثانيا، لماذا على حد نهجها، لا يمكن للعربي أن ينتمي لحزب يعرف الصهيونية كحاوية ومتساوية؟ ربما بعد مئة سنة من المجدي الدوس على زر العودة الى الوراء.

 

بعد مئة سنة نوصي ايضا بالتوقف للحظة والتفكير. ماذا بالضبط يخرج من المراوحة التي لا تتوقف في وحل الظلم؟ دولة اسرائيل ستحتفل قريبا بسبعين عام مثلما كان يمكن لدولة فلسطينية أن تحتفل اليوم لو أنها قبلت في حينه مشروع التقسيم. وبالتالي، لماذا من الواجب الاصرار على عدم الاعتراف بحق شعب آخر في تقرير المصير من اجل الاعتراف بحق شعب آخر بتقرير المصير؟ أين يختبيء الجانب الايجابي في « الاحتواء » لمثل هذا الفكر، ناهيك عن الحماية المهووسة له، بل وباسم الديمقراطية، المساواة، الأخوة والتقدمية؟ لعله من المجدي العودة الى الجملة البسيطة إياها للورد بلفور، اعطاء الاحترام لتحقيق التطلعات القومية، نقطة.

 

وفي نفس الوقت، اذا كان قاضي العليا جورج قره جاء الى احتفال التنصيب لاستر حيوت، وقف واحترم المكان، فلا يمكن أن ننزل باللائمة عليه لأنه لم ينضم الى غناء « هتكفاه ». بيننا حتى لو كان غنى كل كلمات النشيد القومي، لكان على أي حال جاء مدعي الحكمة ليدعي بأن هذا لم يتم بالعاطفة الكافية. اذا بمناسبة احتفالات المئة لعله من المجدي أن نتوقف كلنا عن المبالغة بالتوافه. يجب الاحترام، مسموح عدم التماثل.

كلمات دلالية