خبر عفوا أننا قُتلنا- هآرتس

الساعة 10:55 ص|02 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: ان حزب العمل في سياسته التي تلت رابين وفي التجمع الذي سيعقده احياء لذكرى مقتله يعبر من خلال شعار التجمع عن الشعور بالذنب على الطريق الذي سار به رابين - المصدر).

تحت عرض طمس المعالم والتملق لتجمع احياء الذكرى المخطط له في ميدان رابين ينبض تيار من مشاعر الشعور بالذنب. لا يدور الحديث فقط عن جبن، بل أيضا بتشكك وندم. اجزاء هامة في المعسكر السياسي الذي ترأسه اسحق رابين، حتى لو لم يعترفوا بذلك فانهم في داخلهم اقتنعوا مع مرور السنين ان اليمين على حق. هذا لا يعني لا سمح الله ان رابين يستحق الموت، وأن حملة الدعاية ضده انحرفت هنا وهناك عن حدود المعقول، ولكن طريقه قادت الى كارثة. التجمع القريب بالتأكيد يبدو كحفلة ختامية لرحلة الجلد الذاتي هذه، مشروع نهائي. غسل الدماغ قد نجح.

الرسائل في الاعلانات تبنت لب ادعاءات اليمين ضد رابين، قبل وبعد موته. « وحدة الشعب » خلافا للتقسيم الفظيع الذي حاكه رابين بسياسة التنازل عن الاراضي الذي حاول تطبيقها (وما زلنا نتذكر الملصق المشهور « استئصال المستوطنات يقسم الشعب »). « المستقبل الآمن لاسرائيل »، خلافا للكارثة الامنية التي جلبها رابين وشمعون بيرس (عمليات، عودة متوقعة لـ « حدود اوشفيتس »). « نحن شعب واحد » بالوان الازرق والابيض ونجمة داود الكبيرة كمراسلة غير معروفة مع الاتهام الشديد بان حكومة رابين تستند الى أغلبية غير يهودية، وتستعين بالعرب من أجل التنازل عن اراضي الوطن.

السلام كما هو مفهوم لا يظهر. هذا هو الخطأ الاول (« مجرمي اوسلو للمحاكمة »)، هذه هي الصدمة النفسية الحقيقية. كما أنه ليس من اللائق دعوة مستوطنين للمشاركة والقاء خطاب على المنصة، حيث أنه لا يتم ذكر الحبل في بيت المشنوق. وحتى كلمة « قتل » تم شطبها في البداية قبل أن تم ذكرها بضغط الانتقادات. معسكر مشاعر الذنب لا يعتقد ان رابين انتحر، أو قتل بايدي الشاباك كما يعتقد اليوم الكثيرون في الصهيونية الدينية. ولكن في اللا وعي هنالك وجهة نظر تقول ان رابين هو الذي تسبب في قتله أو على الاقل كان له دور في التطرف والتصعيد.

تجمع كهذا يمكن ان ينظمه فقط معسكر سياسي فقد الاتجاه، وكذلك فقد احترامه الذاتي. ولكن الحقيقة ان هذا بدأ فورا بعد القتل. مراحل العزاء المعروفة، الصدمة والغضب، استبدلت سريعا جدا بالانكار والشعور بالذنب. العمل السياسي الاول الذي قام به بيرس بعد أن تسلم رئاسة الحكومة بدل رابين كان ادخال المفدال الى الحكومة. أي، ليس فقط جائزة للمعسكر الذي جاء منه القاتل بل ايضا استيعابا سريعا للرسالة. بعد ذلك بدأت كل مبادرات « أمر التصالح » الذي بها بالاساس تصالح العلمانيون مع المتدينين لانهم شعروا أنهم مضطهدون جدا. الاعتذار الحقيقي جاء بالاساس من اليسار لليمين. عفوا اننا قُتلنا.

منذ ذلك الحين وحتى اليوم استمر الاتهام الذاتي بمعسكر السلام بنفس « العزلة ». حركة « جيل السلام » التي قامت بعد القتل مباشرة من أجل « مواصلة طريق رابين » وتسببت في تجنيد سياسي لكثير من الشباب، توجهت سريعا للعمل في « المجتمع »، و« التعليم »، المشروع الوحيد لها الذي بقي عاملا حتى اليوم هو مشروع الاعداد لتجنيد قتالي. حزب العمل المذعور عاد وتغير اسمه من اجل التملص من التهم التي القاها اليمين ضد رابين وحكومته. مرة كان « اسرائيل واحدة » واليوم هو « المعسكر الصهيوني ». مركز رابين يتفاخر الان بمعرض احتفالي. الموضوع: « خمسين سنة على حرب الايام الستة ورئيس اركان النصر اسحق رابين ». معنى ضمني ممكن لهذا الشعار: اتفاقات اوسلو كانت خطأ مؤقتا، الاحتلال هو انجاز دائم، رابين الحقيقي كان بطلا عسكريا. التجمع القريب بادر به جنرالات احتياط وحركة تسعى للاجماع، لا يسمح بالدخول لـ « سياسيين عاملين وممثلو احزاب ».

ولكن هذا بالضبط ما كانه رابين عندما قتل – سياسي نشيط وممثل للحزب. وللتجمع الذي في نهايته اطلقت النار عليه من الخلف سمي « نعم للسلام لا للعنف ». لم يسموه: نعم للوحدة لا للسياسة. أنا اعتقد ان رابين كان على حق ولا اشعر بالذنب. لهذا لن أذهب يوم السبت الى الميدان. ليس لدي ما أعمله هناك.

كلمات دلالية