خبر وعد بلفور وإشكالية القانون الدولي بإمكانية مقاضاته

الساعة 09:36 ص|02 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

ينظم الفلسطينيون في كل العالم، فعاليات في الداخل والشتات وحيثما تواجدوا، تنديداً بوعد بلفور ومطالبة بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد في ذكرى المئوية الأولى له، وهو الذي مكن « إسرائيل » من أرض فلسطين، وكان بداية النكبة والاحتلال وتشريد الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم.

وفي الحديث عن الفعاليات والتحرك الفلسطيني لمواجهة هذا الوعد وإجبار بريطانيا على الاعتراف بمسؤوليتها الأخلاقية والسياسية عن هذا الوعد، في ظل إصرارها على الاحتفال بمئوية الوعد بتواجد رئيس الوزراء « الإسرائيلي »، وعدم الاعتذار للفلسطينيين، تُثار إمكانية مقاضاتها قانونياً عبر المحافل القضائية الدولية.

وحول إمكانية هذا التحرك القضائي والقانوني يقول الخبير بالقانون الدولي في مؤسسة الحق شعوان جبارين: « من وجهة نظري إن بلفور كوعد ووثيقه فيه إشكالية في المعنى القضائي لمقاضاته، والأبواب ليست مفتوحة ولن تكون سهلة، ولكن يمكن ملاحقة بريطانيا كانتداب على مسؤولياتها عما لحق بالشعب الفلسطيني من ويلات بما فيها وعد بلفور ».

وأشار جبارين في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » إلى أن أي ملاحقة قانونية أو قضائية لا بد من التوجه لمحكمة لها اختصاص، وفي حاله وعد بلفور فإنها وثيقة صدرت في عصر الاستعمار كان فيه مشرع حيث كانت الدول تقسم العالم بحسب القوى الموجودة على الأرض، ولم يكن يعد هذا الوعد جريمة قانونية.

وتابع:« في حالتنا الفلسطينية يمكن التوجه إلى محكمة العدل العليا في لاهاي بسؤال استشاري ولكن من خلال دولة، أو من خلال أحد المؤسسات الأمم المتحدة ليكون لهذا التوجه مبرر، فهي المحكمة القضائية الوحيدة، ولكن دورها فقط تحكيمي بين الدول المنتمية للأمم المتحدة والموقعة على ميثاقها.

ولكن إن كان التحرك القضائي ضد وعد بلفور يواجه إشكالية، فإنه بالمعنى السياسي واضح، فهي جريمة بحق الشعب الفلسطيني، انطلاقاً من مبدأ قانوني عالمي ينص على أن »الشعب هو صاحب السيادة ولا يحق لأي جهة مهما كانت أن تمنح حقوق أصيلة لهذا الشعب لنفسها أو لأي جهة أخرى« .

وبحسب جبارين، يمكن أيضاً إثارة النقاش القضائي حول دور الانتداب البريطاني في تمكين الاحتلال وترجمة الوعد عملياً على الأرض.

وتابع: »يمكن محاكمة الانتداب البريطاني على مسؤوليته عن هذه الجريمة، فهل عملت بريطانيا من خلال تواجدها في فلسطين بموجب صك الانتداب على « تمكين شعب فلسطين بأن يحكم نفسه ويقوم بدوره »أم جندت كل إمكانياتها لتمكين اليهود فيها، وكان سبباً فيما لحق بالشعب الفلسطيني من ويلات تتوجت بالنكبة في العام 1948 حمل مسؤوليتها الانتداب البريطاني، وهذه جريمة".

كلمات دلالية